كلمة رئيسة مكتب الأردن الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية
كلمة رئيسة مكتب الأردن الإقليمي
لرابطة الأدب الإسلامي العالمية
الشاعرة نبيلة الخطيب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عبده الذي اصطفى ، نبينا محمد المصطفى ، وبعد
معالي وزير الثقافة الأستاذ الدكتور صلاح جرار، عطوفة مدير عام المركز الثقافي الملكي السيد محمد أبو سماقة، أصحاب السعادة، أيها الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن مكتب الأردن الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية ينضوي تحت مظلة وزارة الثقافة الأردنية، فهو جزء من مؤسسات الوطن الثقافية، وهو معنيٌّ بشؤون الوطن ومناسباته، فيسرنا والوطن يحتفي باستقلاله السادس والستون ، أن نقيم هذه الاحتفالية بهذه المناسبة الغالية على قلب كل أردني وأردنية ، ونشمي ونشمية ، ولما كانت ثقافة الدولة إسلامية مستمدة من دينها الإسلامي فإن الأدب الإسلامي هو من صلب ثقافة المملكة الأردنية الهاشمية.
فالأدب نشاط جمالي يعتمد الحق والخير والفضيلة منطلقاتٍ في بناء الإنسان والمجتمع، وهو أحد أهم أدوات الحفاظ على (الهوية) الحضارية للأمة، والأدب الإسلامي هو التعبير الفني الهادف عن الإنسان والحياة والكون وفق التصور الإسلامي، فقد قرن الجمال بالحق والفضيلة .
يخطئ الكثيرون حين يفهمون أن الأدب الإسلامي هو الأدب الذي يتحدث عن الميراث ويتكلم عن مصارف الزكاة ونحو ذلك من أمور الفقه ، أو حين يفهمون أنه الأدب الذي يلعن شارب الخمر ويشتم مدمني المخدرات ويسب المتبرجات، ولا يدركون أن خارطة الأدب الإسلامي أكبر وأوسع من ذلك بكثير، وأن ميدانها فسيح رحيب يسع الدنيا والآخرة ويشمل الحياة بشتى مجالاتها، والأدب الإسلامي عميق عمق النفس البشرية لذلك يتحدث عنها بخيرها وشرها يدعو إلى الخير .. ويحارب الشر ، يعاضد الصالح ويهدي الطالح .. غير أن هذا لا يعني – بالضرورة - أن يرتدي ثوب (التقريرية) المقيت أو التكلف المشين أو أن يلبس لبوس الوعظ المباشر، كما لا يعني أن يخلع دثار الواقع ويلتحف ثوب الخيال الجامح .
إن الأدب الإسلامي يتميز بأنه :
أدب رسالي، لا يؤمن بالمقولة الشائعة الأدب لأجل الأدب وإنما الأدب لله ولهذا تنتفي عنه الإباحية ومسايرة الأهواء.
وأدب إنساني، فمحور خطابه هو الإنسان روحاً وعقلا ، فكراً وعاطفة ، لذلك يعمل الأدب الإسلامي على انتقاء المواقف التي تنمي رصيد الفكر الإنساني البناء .
وأدب شمولي، لا يحده قالب من قوالب الأدب المعروفة في القصة أو الشعر أو غيرها وإنما يخوض كل الفنون الأدبية لذلك اقتحم الأشكال الحديثة كشعر التفعيلة وغيرها وفي مجال القصة اخترق مجال التاريخ والواقع المعاصر والخيال المبدع والتجارب الشخصية والعقل الباطن وغيرها من مصادر التجارب الإنسانية
وأدب وسطي، ذلك أن الأدب الإسلامي يراعي التوازن بين العقل والوحي، وبين المادة والروح، بين الحقوق والواجبات، بين الفردية والجماعية بين الإلهام والالتزام بين الواقع الموجود والمثال المنشود.
وأدب إيجابي، لأنه يعرف دوره في الوجود ويرى الإسلام منهج حياة، ودافِعَ بقاء، وباعِثَ عمارة، ومنشئ حضارة. فيهدف لتحقيق هذه المقاصد.
ففي ظل زيادة وتيرة الهجمات التي تمارس ضد البلدان الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، وفي خضم الافتراءات والشبهات التي تثار حول الإسلام وثقافته التي تعلي السلام وقيمة العدل ومحاسنه، يأتي الأدب الإسلامي ليلعب دوره، دور البطولة في الرد على كل هذه التجاوزات التي كثرت وزادت حدتها، ولذلك كله لا بد أن تعيد رابطة الأدب الإسلامي العالمية حساباتها، رغبة منها في الوقوف على أكثر السبل المتاحة أمامها للعب دور أكثر إيجابية مما هي عليه الآن.
ومن الضروري أن يأتي الأدب الإسلامي في كل جزئياته هادفاً وساعياً وراء خدمة المصالح العربية والإسلامية، ليكون هذا الأدب رسالة قوية لكل من يريد الإضرار بالحق العربي والإسلامي.
وتحقيقا لهذه الفلسفة النبيلة ، جاءت أمسية اليوم التي نظمتها رابطة الأدب الإسلامي العالمية لتضم في جنباتها زملاء من عدة روابط ثقافية في المشهد الشعري الأردني ، لتشكل لوحة فسيفسائية ، عنوانها المحبة والتلاقي والصداقة البناءة التي ترسخ العمل المشترك ، وشعارنا في هذا
تلاقينا على درب المعالي ووحدنا إخاء في التلاق
أسأل الله أن يعيد علينا هذه المناسبة بالخير واليمن والبركات ، حفظ الله الأردن شعبا وقيادة ، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبيلة الخطيب
رئيسة مكتب الأردن الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية