الشركة أو الشبكة في الأزمة السورية
الشركة أو الشبكة في الأزمة السورية
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
يذكرني هذا العنوان , بفيلم هندي شاهدته في السبعينيات من القرن الماضي (الشرك أو الشبكة ) , لامرأة مات زوجها وتسكن وحيدة في قصر كبير , ومع صفير الرياح والرعد والبرق , وارتجاج البيت والموسيقى التصورية المرعبة , والتي تظهر ملامح هذا الرعب على الزوجة , يطرق الباب بقوة , وبطرقات متتالية ومتسارعة , وتتفاجأ عند فتح الباب بكلب كبير جداً يقفز في وجهها , وتصرخ هي, ونصرخ نحن معها . وبعدها صرنا نضحك على أنفسنا فهو فيلم لاغير .
المهم في الطرح أعلاه , لنستخرج منه حكمة أوتحذيراً , قد نحصل منه على فائدة ما , تصب في صالح الثورة السورية وتحقيق أهدافها الحقيقية والكاملة وغير المنقوصة .
أولاً : الشبكة الممتدة على بقاع الكرة الأرضية , والمتمثلة بالمعارضة الخارجية , فقد تم تجميع هذه الشبكة وأصبحت جاهزة لرميها في محيط صيدها التي أعدت له .
ثانياً : إن من قام بجمع هذه الشبكة هي الدول القوية , والمتمثلة في أمريكا وبتوجيه من إسرائيل واللوبي الصهيوني في أوروبا وامريكا وروسيا .
ثالثاً : الثوار في الداخل هم كحال المرأة تلك ...في بيت كبير يسمى سوريا , تعصف بهذا البيت كل أنواع الرياح الشرقية والغربية , الرياح التصاعدية والتنازلية , في انتظار خير ما ..قادماً من الخارج , والحصيلة حتى الآن لاشيء .
رابعاً : الدول التي أعلنت عن نفسها من أنها صديقة للشعب السوري , ومن المواقف الصريحة لبعضها في دعم الثوار مادياً وعسكرياً , طأطأت حتى يتم رمي الشبكة .
خامساً :عصابات البطة والبطة نفسها , ومع المهل المعطاة لها ,بحيث يعتقد أن هذا البطش والاجرام سينقله لموقف أقوى , يقابله ضعف الثورة , بحيث يكون الطرف الأقوى في الحوار, وكسب المعركة السياسية , فإن لم تكن لصالحه مائة بالمائة , فعلى الأقل يكسب الخمسين بالمائة منها ولو لمرحلة مؤقتة .
نستطيع القول مما سبق أن دول العالم متجهة لحل سلمي تكون ركائز هذا الحل هو خطة عنان , يقابلها كيان المعارضة السورية الموحد , كطرف محاور , بعد أن رفضت أمريكا تسليح المعارضة .
وهنا نجد جاهزية الطرفين للحوار تحت مظلة المجتمع الدولي , والوصول بذلك لنتيجة يرضى عنها المجتمع الدولي , حتى لاتتطور الأزمة لحدود أبعد من ذلك .
الطرف المهم في القضية حتى الآن لم نتطرق إليه , هذا الطرف هو الجيش الحر والمساندين له في الداخل والثوار السلميين والممثلين في المظاهرات السلمية .
يسعى العالم الغربي والشرقي لاضعاف هؤلاء على أيدي عصابات البطة , في الدعم المقدم للعصابات المجرمة الأسدية وفي المهل المعطاة لها .
نستخلص مما سبق أن الصيد المعد لهذه الشبكة هو الثورة وعناصرها الفاعلة على الأرض , والملقاة من قبل عنان وخطته للاكتفاء في الوقت الحالي بوقف المجازر المرتكبة من قبل الجيش المجرم المسمى بالجيش البطي , وسيشترك في سحب الشبكة دول كثيرة , ومنها الدول العربية , ومعها المعارضة الموحدة , شاءت أم أبت كونها معلقة في الهواء المتصارع والقادم من كافة الاتجاهات .
ولكن مهما تعددت الحلول , فالواقع يشير إلى أن الحل القادم , لم يعد مناسباً ,بقاء بشار في الحكم , فقد انهارت كل السواتر التي كان يتخفي وراءها , والعمل جاري على استبداله وسيتوضح الأمر لاحقاً , في سيناريوهات معدة سلفاً ومنها انقلاب عسكري موال لموسكو وطهران ذو صبغة باطنية تستمر لبعض الوقت لامتصاص الزخم الثوري السوري .