دور تركيا كان ايجابيا تجاه الثورات العربية

دور تركيا كان ايجابيا تجاه الثورات العربية

رضا سالم الصامت

الدور التركي إزاء الثورات العربية كان منسجما مع تطلعات الشعوب العربية الثائرة ضد الظلم و القهر و الاستبداد . فحين بدأت ثورة تونس التي أطاحت بنظام بن علي أشادت تركيا بهذا التحول و أعلنت وقوفها

إلى جانب الشعب التونسي و عبرت عن مدى إعجابها بنجاح ثورة 14 يناير 2011 و من بعدها ثورة مصر 25 يناير من نفس العام التي أطاحت بنظام حكم حسني مبارك ثم ثورة ليبيا التي أنهت نظام العقيد معمر القذافي .

في الواقع ،كانت تركيا تراقب الحراك الشعبي العربي عن بعد و لكن توقعاتها تجاه هذه الثورات أن سيكون مآلها الفشل ، و سرعان ما غيرت نظرتها عندما انتصرت ثورة تونس ، و قتها تيقنت أن هذه الثورات حقيقية و أم محركها الأساسي هي الشعوب العربية التي ثارت على الظلم و الاستبداد ، لأن هناك أمل في أن تنجح الثورات العربية الشعبية السلمية في تحقيق أهدافها فكان الموقف التركي هنا واضحا و قويا .

بحيث إن الطرف التركي كان دائما إلى جانب الشعوب العربية و الإسلامية ضد الديكتاتوريات ، و هذا ما لاحظناه خلال ثورة تونس و من بعدها مصر ثم ليبيا ، و بالنسبة للثورة السورية فتركيا تعتبر أن هذه الثورة طالت كثيرا و آن الشعب السوري نفذ صبره و أن النظام الحاكم، هو نظام قمعي فاسد ، و أن بشار متشبث بالكرسي و أن الشعب يريد إسقاط النظام و يطالبه بالرحيل و أن النظام السوري يحاول ربح الوقت و يرفض حتى تلبية مطالب المحتجين و لم يصغ إليها ، بل واجهها بقوة السلاح و الاعتقالات ، لكن تركيا اتخذت إجراءات رادعة ضد هذا النظام المتعجرف لمحاولة وقف نزيف الدماء .

تحرك تركيا و المجتمع الدولي بات واضحا تجاه نظام بشار الأسد رغم كل الوسائل و المحاولات التي اتخذت من اجل حماية المدنيين العزل والشعوب العربية وجدت في تركيا نعم الصديق ، لأنها لعبت بحق دورا كبيرا و أساسيا في دعم حرية الشعوب العربية ، و لكن الأهداف لا يمكن أن تتحقق بين عشية و ضحاها فالثورات التي وقعت في العالم خلال عقود مضت ، استمرت لعدة سنوات حتى تنضج و بالتالي تحتاج إلى وقت و إلى فترة زمنية و الثورات العربية نجحت و لكن نجاحها نجاح مؤقت و يحتاج هو الآخر إلى وقت و على الشعوب العربية أن تمتلك شيء من الصبر حتى تتحقق الأهداف التي من اجلها صنعوا ثوراتهم .