سياسيو الفترة الانتقالية والشفافية المطلوبة
د. ياسر سعد الدين
في خضم الحملات المحمومة لتشكيل كيانات سياسية لتتصدر المشهد السوري في الفترة الانتقالية الحرجة ولتمثل الثورة في تواصلها واتصالاتها الإقليمية والدولية، خرجت علينا شخصيات سياسية لم نعرف بها أو نتعرف عليها من قبل نظرا لسياسة القمع والإقصاء الكبير والذي مارسه النظام بحق المواطنين والمعارضين على حد سواء.
ولأن للنظام أتباع وشبيحة إعلاميين وسيكون له في المستقبل المنظور أيتام يسعون للطعن بالمعارضين والنيل ومن سمعتهم ونزاهتهم ومروءتهم. وحتى نفعل قضية المساءلة والشفافية ولنجنب سورية المستقبل ما عانته بلادنا تحت حكم الأسد من فساد وغموض ومواقف متأرجحة، فإن الواجب يحتم على المعارضين والذين يريدون تصدر المشهد السياسي أن يقوموا بتعريف أنفسهم وتقديم معلومات كافية ووافية عنهم، حتى يعرف الثوار والمواطنين من هولاء الذين سيمثلونهم.
على أعضاء المجالس الانتقالية أو الهيئات المعلن عنها أن يعلنوا مع أسمائهم عن سيرهم الذاتية والتي تشمل إضافة إلى أسمائهم وأعمارهم، مؤهلاتهم العلمية ومشاركاتهم السياسية والنضالية –إن وجدت- وطبيعة علاقاتهم السابقة مع النظام السوري ومواقفهم منه. كما يجب أن يعرف السوريون الأفراد والجهات والتي قدمت أو ما زالت تقدك تمويل للمعارضين أفرادا أو جماعات إن كان ثمة تمويل، كما إن على سياسي المرحلة الانتقالية الإفصاح عن أوضاعهم المالية وممتلكاتهم وتلك التي تعود لأفراد عائلاتهم من الدرجة الأولى.
إن عجز شخصية ما أو حرجها عن تقديم مثل هذه المعلومات وبالتفصيل أو إعطائها لمعلومات غير دقيقة ينفي عنها الأهلية والقدرة الأخلاقية عن المشاركة في قيادة العمل السياسي. إن التضحيات الكبيرة والتي قدمها السوريون شهداء وجرحى ونازحين ليتخلصوا من حكم الفساد والاستبداد تستدعي من الجميع العمل بجد وإخلاص للتأسيس لحكم قائم على الشفافية والوضوح، ووضع المسؤولية بأيد كريمة ونفوس لا تحمل في مواقفها تناقضات بائسة ولا في تاريخها ما تتحرج منه أو تخشى من تعرف الناس عليه.