سوريا والفصائل الفلسطينية
ثامر سباعنة
سجن مجدو - فلسطين
لن أدخل بسرد تاريخي حول العلاقة المتقلبة والغريبة وغير الثابتة بين النظام السوري والفصائل الفلسطينية ، ولكن سأكتب عما أراه مصيراً للفصائل الفلسطينية الموجودة الآن في سوريا ، فمنذ اندلاع الثورة السورية والسؤال يتردد : ما هو موقف الفصائل الفلسطينية وخاصة فصائل المقاومة من الثورة السورية ؟؟ لماذا لم توضح الفصائل موقفها مما يجري بسوريا؟؟
أعتقد أن الشعار المعلن دائماً لمعظم الفصائل الفلسطينية هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ، وأنا أدرك صعوبة الوضع الذي تحياه هذه الفصائل الآن ، فهي ترى نفسها في ضيافة النظام السوري ولا تستطيع (( أن تبصق بالصحن الذي أكلت منه )) وبنفس الوقت هذه الفصائل لا تستطيع أن تغض الطرف عن الجرائم والمجازر التي تحصل ضد الشعب السوري.
سيسارع الكثيرون ليقولوا لي ما هو البديل لهذه الفصائل ؟؟ أين تذهب ؟؟
أقول لهم أعلم أن استقبالهم في أي دولة عربية هو صعب جداً لكنه غير مستحيل بالإضافة إلى وجود غزة ..لم لا يعودون إلى غزة !! مع إدراكي الكامل بالوضع الأمني الصعب عليهم في غزة وإمكانية استهدافهم هناك بسهولة.
النظام السوري لن يبقى متمسكاً بهذه الفصائل للأبد وخاصة فصائل المقاومة والتي تعتبر محاربة دولياً والمطلوب رأسها إسرائيلياً ، وأرى أن المستقبل لا يبشر بخير لهذه الفصائل فهنالك ثلاثة احتمالات :
أولاً : النظام السوري سيسعى لإرضاء الغرب وخاصة أمريكا وطبعاً إسرائيل ، ولا يوجد عنده قربان أفضل من الفصائل الفلسطينية ليقدمه تقرباً من الغرب وإسرائيل.
ثانياً : في حال بدأت العمليات العسكرية الغربية ضد سوريا ، ستكون الفصائل الفلسطينية أحد أهم الأهداف التي ستضعها أمريكا وإسرائيل لكي تضرب في سوريا وتحت عدة حجج .
ثالثاً : نجاح الثورة السورية ، ووقتها سنسمع من الجميع : أين كانت الفصائل الفلسطينية أثناء الثورة السورية ولِمَ لمْ تقف هذه الفصائل مع الشعب المظلوم في سوريا !!
البعض قال : الأفضل للفصائل الفلسطينية أن لا تتبنى موقفاً معلناً يؤيد أو يعارض النظام لأن فيه خطراً على مصير مئات الآلاف من اللاجئين ... كلام سليم لكن لِمَ تم استهداف المخيمات الفلسطينية من قبل النظام السوري رغم عدم تبني الفلسطينيين أي موقف رسمي من أحداث سوريا !! لماذا تقوم الآلة العسكرية السورية بقتل وتشريد سكان مخيم الرمال !! يدل هذا على أن الفلسطيني مستهدف حيث كان وسواء صمت أم تكلم .
لا أنكر أن الفصائل الفلسطينية وخاصة حماس مأزومة وسيؤثر موقفها الحيادي عليها ، والموقف الأخلاقي يتطلب الوقوف مع الدماء التي تسيل .... لكن أقول أن لسان حال حماس كما قال الشاعر:
لا أكذبُ الله ثوبُ الصبرِ مُنخرقٌ ... عنّي بفرقته لكن أرقّعهُ