قبيلة "الهنادي" أصل لها جذور

قبيلة "الهنادي" أصل لها جذور

م. محمد بن عبد الله الطنطاوي

القبيلة والقبائل بسوريا :. هي جماعة من الناس تنتمي في الغالب إلى نسب واحد يرجع إلى جد أعلى، وتتكون من عدة بطون وعشائر. غالبًا ما يسكن أفراد القبيلة [إقليم|إقليما]] مشتركًا يعدونه وطنًا لهم، ويتحدثون لهجة مميزة، ولهم ثقافة متجانسة أو تضامن مشترك ضد العناصر الخارجية على الأقل.
تنتشر القبائل في كل قارات العالم، منها ما اندثر كما هو الحال مع بعض القبائل الأوروبية مثل الجرمانيين، ومنها ما كاد يندثر مثل قبائل الهنود في أمريكا الشمالية والجنوبية، ومنها ما ذاب في المجتمعات الحضرية المتاخمة كما هو الحال مع بعض قبائل جنوب غربي آسيا. وتختلف عادات هذه القبائل وطرق معيشتها وفنونها وأنظمتها الاجتماعية.

ويشترط علماء الاجتماع لقيام أي جماعة وجود عنصرين هما: الاستقرار المكاني، وعاطفة الجماعة، هذان العنصران متوفران في القبيلة التي تتألف من عشائر، فإن كانت بدوية مترحلة فلها دائرتها المكانية رغم أن هذه الدائرة تتغير من حين لآخر. فإذا ما استقرت هذه العشائر في مكان واحد ينشأ بين أفرادها تضامن أقوى تشد من أزره رابطة القرابة.

وتشكل الحالة القبلية في النسيج السوري نسبة ما لا تقل عن 50% وهذا معناه أن لها ثقلها الاجتماعي والسياسي لبلدنا الغالي سوريا ويجب أن ندرء عن القبيلة والقبلية التهم التي ألصقها الحزب الخائب (حزب البعث) الذي يصفها بأنها حالة تخلف يجب اجتثاثها من المجتمع السوري ولكنه وبعد عقود من حكمه لسوريا أصبح يعتد بها ويحاول إرضاء القبائل ونسي عقيدته البائدة.

وهنا أيها الإخوة الأحبة أود التحدث قليلاً عن القبيلة التي أنتمي إليها وهي "الهنادي" فهم من شبه الجزيرة العربية وهي جاءت مصر مع سيدنا عمرو ابن العاص وكان لها دور في فتح مصر .

في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم في بني سليم أي الهنادى حاليا:

عن أبي الدرداء قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت جماعة من العرب يتفاخرون فيما بينهم فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا يا أبا الدرداء الذي أسمع فقلت يا رسول الله هذه العرب تفاخر فيما بينها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الدرداء إذا فاخرت ففاخر بقريش و إذا تكاثرت فكاثر ببني تميم وإذا حاربت فحارب بقيس ألا أن وجوهها كنانة ولسانها أسد وفرسانها قيس يا أبا الدرداء إن الله فرساناً في سمائه يحارب بهم أعداءه وهم الملائكة وله فرسان في أرضه يحارب بهم أعداءه وهم قيس يا أبا الدرداء إن آخر من يقاتل عن الإسلام حين لا يبقى إلا ذكره وعن القرآن حين لا يبقى إلا رسمه لرجل من قيس قال قلت يا رسول الله أي قيس قال من سليم (رواه البزار)

الهنادي في بلاد الشام هم بقايا الفرسان الذين أتوا برفقة السلطان محمد علي باشا لفتح بلاد الشام وهم من القبائل العربية البدوية التي استقرت في ضواحي حلب من الشمال الى الجنوب ومنهم من تحضر وسكن في المدينة حيث تمركز الهنادي بشكل رئيسي في جنوب حلب في مناطق الجبول والسبخة وتل سبعين وجديدة سبعين وابو قلقل ومنبج ومدينة إعزاز وعدد من القرى الجنوبية ومن ابرز العائلات البطران ومن ابرزهم الشيخ جنيد البطران الذي عرف بحكمته ورجاحة عقله كونه كان عرافة صلح بين الناس وعمل على نشر الخير بين الناس حيث انه كان كبير الهنادي وشيخهم في سورية حيث تقاسم زعامة الهنادي بين آل الربيع وأل البطران في جنوب حلب ويبلغ عدد سكان الهنادي في جنوب حلب الى ما يزيد عن 30000 عائلة وكان للهنادي في شمال حلب نصيب يقارب الجنوب او يزيد عنه حيث تمركز الهنادي في الأراضي الخصبة في شمال حلب في عدة قرى متل( حربل) واكبر تجمع فيها لآل الجاويش أبناء عمر وموسى الجاويش وهم أبناء عمومة لآل البطران بشكل مباشر ومنهم االعرافة موسى الجاويش كما أشتهر آل الجاويش في المنطقة الشمالية بالكرم والجود ونصرة المظلوم ومنهم من استقر في حلب ومنهم رجل الأعمال السوري عبد الرزاق عمر الجاويش صاحب معامل للألبسة الشرقية في حلب وبيروت وتمركزوا في مناطق عدة في حلب ( الخالدية .الشعار.ميسلون .باب النيرب .مدينة هنانو .

الحيدرية .بستان الباشا .كرم الجبل .السبيل الصاخور حيث يبلغ عدد سكان الهنادي في المستقرة في حلب ما يعادل 15000 عائلة ومنهم (المصري والهنداوي والربيع والبطران والهارون وحج موسى وحج عيسى .......بالإضافة إلى عدة قرى ومدن في شمال حلب كمدينة اعزاز وقريتي باشكويه حريتان .......

ويعتبر الهنادي من اكبر العشائر العربية في سورية حيث تواجدوا في دير الزور و((الرقة بالمدينة ومعظم المنطقة الشمالية مثل خربة الرز ومريران والشرقراق وتل ابيض وضاحيها يصل ذلك الى تركيا)) والمعرة ودرعا والسهل والجبل وفي كل أنحاء سورية وقد استلم الهنادي مراتب عليا في الدول التي تعاقبت على بلاد الشام

مما له دلالة علي شدة بأس ومكانة وجاه الهنادي، امتدادها وذيوع صيتها خارج مصر وخصوصاً بلاد الشام، فنجد ذكرهم في سوريا، وعنهم يحدثنا محمد عزة دروزة في كتابه ـ العرب والعروبة ـ بأنهم أنصاف حضر من بقايا الأعراب المتطوعة في جيش إبراهيم باشا، وقد ظلوا في بلاد الشام بعد رجوع الحملة المصرية، وتزوجوا وتناسلوا وتضامنوا، فتألفت منهم قبيلة سميت بالهنادي، نسبة إلي أرومة كانت أكبرها وأقواها، ولهم قرى عديدة في قضاء الباب بحلب في سوريا، وتوجد في أقضية: منبج وعين العرب والشغر والمعري فرق منهم ، ولا يزالون يتسمون بسمة البداوة ويلتزمون تقاليدهم، وهم مجدون في عملهم وحالتهم حسنة.

أم أشهر رجالات الهنادي في سوريا بلا منازع فهو المجاهد أحمد مريود، الذي كان في طليعة الرجال العاملين في الحقل الوطني ومقاومة الدولة العثمانية لأجل تحقيق حرية البلاد العربية، وقد شارك في تأسيس حزب الاستقلال العربي، الذي اعتمد عليه الملك فيصل بن الحسين، في تأسيس الحكومة العربية في سوريا، وبعد انهيار هذه الحكومة شارك في اغتيال الجنرال غورو عام 1921 ، واشترك في الثورة السورية عام 1926 ، واستشهد خلالها، وهو من آل مريود بناحية الجولان.

وكذلك من رجالات قبيلة الهنادي في سوريا "والدي" الكاتب والأديب الإسلامي الدكتور عبد الله بن الشيخ محمود المصري "الطنطاوي" والتي تعتز حلب الشهباء ومدينة إعزاز التي ولد فيها بأنه جزء أصيل لهذه القبلية العريقة "الهنادي" وقد تم تغيير أسم العائلة من المصري لعائلة الطنطاوي تأكيداً منا لصلتنا بمدينة طنطا المصرية وبجدنا السيد البدوي الذي ننتسب إليه أيضاً والذي قدم من المغرب "مدينة فاس" والذي قبيلته من قبائل الجزيرة العربية "آل علي" التي منها جاءت "الهنادي" مع سيدنا عمرو بن العاص لمصر الكنانة .

عليه وبالتعمق الأكثر بالقبائل العربية نجد أن نسبنا ودمنا جميعاً من منبع واحد واصل واحد.

بقلم أبنها