عن الحوار ..وعن سرقة المعارضة..
عن الحوار ..وعن سرقة المعارضة..
وعن سورية التي يذبح شعبها
نوال السباعي
حاول النظام السوري وبالضبط وكما فعل نظيره وتوأم روحه الليبي سرقة الثورة
نعم!!!!!…قد يبدو هذا غريبا
لكن المراقب لأبواق النظام ، وكلمات "بشار" ، ومن بعده"المعلم" ، يكتشف حجم السرقة الرهيبة للثورة
لقد سرقوا كلمات الثورة ، وشعاراتها ، ومقولاتها ، وادّعوا أنهم ..هم …أصحاب الدعوة إلى الإصلاح ، وأنهم ..هم..أصحاب الدعوة إلى التغيير
لقد بلغت بهم الوقاحة ، أن يسرقوا المعارضة كذلك!!!!!1
هذا المؤتمر للمعارضة الذي تجري وقائعه الساعة في فندق الشيراتون في دمشق ، كيف يستقيم فهم ملابساته وهو الذي يجري في دمشق تحت هدير الدبابات في الشمال ، واصوات الرصاص تدوي في اطراف دمشق ، ووقع أهوال الاعتقال والتعذيب …وتقديم طلبة جامعة حلب للاعتقال والمحاكمة؟؟ 400 طالب يقدمون للمحاكمة …بأي تهمة ؟ تهمة تحقير رئيس الجمهورية ، الذي حقر هو نفسه بنفسه عندما رضي أن يبقى على رأس نظام دموي مجرم يقوده أخوه لذبح شعب يريد الحرية والكرامة والحياة!.
مؤتمر للمعارضة ، يقام في فندق الشيراتون ، على مرمى حجر من كل أجهزة الحكم والنظام في سورية ، لن يكون مؤتمرا للمعارضة ، بل إنه مؤتمر لدعم النظام ، وتقديم بالونات أوكسجين تزيد من قدرته على السرقة والكذب والتزوير ، أمام عالم يماطل ويداهن رجاء ان لايسقط النظام
طالما اتهم النظام المعرضين في الخارج بالتآمر والعمالة وشكك في نواياهم وفي عملهم وفي معارضتهم وفي قيامهم وقعودهم ووجودهم
ونحن لانشكك في نوايا من يقدمون انفسهم في هذا المؤتمر الذي يجري الآن في دمشق على أنهم المعارضة ، ولكننا نشكك في الطريقة والمكان والزمان والملابسات
كان يمكن لهذه المعارضة عينها ، ان تقيم اجتماعاتها في غير هذا المكان وغير هذه الملابسات الإعلامية الضخمة ، وغير هذا التجييش الذي يصب ومباشرة في مصلحة نظام سقطت شرعيته بسقوط منظومته الإنسانية والأخلاقية
في الخارج يضطر المعارضون الى الاجتماع في فنادق غير فخمة وغير مجهزة بأسباب الراحة المناسبة ، وذلك لأنهم يأتون من مناطق مختلفة وبلدان متباعدة، ويدفع معظمهم تكاليف سفره وإقامته من جيبه ! ! ، فما حاجة المعارضة في سورية الى الاجتماع في الشيراتون ؟ على بعد قريب من أجهزة نزع الامن التي تزلزل المواطنين وتدمر ممتلكاتهم في برزة ودوما والمعضمية وغيرها
إن قيام مثل هذا المؤتمر بهذا الشكل في دمشق يعتبر خطا كبيرا من طرف هذه الأطراف المعارضة ، هذا باعتبار حسن النية الكامل ، أو الإرغام والقهر والجبر من قبل النظام
مؤتمر كهذا يعيد شيئا من الشرعية للنظام فاقد الشرعية ويقدمه وكأنه نظام يسمح للمعارضة بعقد مؤتمراتها وفي قلب العاصمة دمشق
في الوقت الذي لم تتوقف فيه أجهزة هذا النظام واذرع الموت الاخطبوطية التي يمتلكها عن توزيع القتل والدمار على طول الخارطة السورية وعرضها
لايسعني إلا أن أظن ..أن هذه المعارضة مرغمة على عقد هذا المؤتمر ، ومرغمة على حضوره
لأن أي احتمال آخر قد يجعل الناس تشكك في مصداقيتها، وأنا لااشكك في مصداقية رجل مثل ميشيل كيلو ولاغيره من رموز المعارضة السورية في الداخل ، والتي حملت وتحملت مالايحتمل من القهر والقسوة والبطش والعذاب
لقد استطاع الشعب السوري وحده ، بفضل الله، أن يعري النظام السوري ويفضحه أمام الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي ، واستطاع أن يزلزله زلزالا عظيما ويدك من قواعده ويقلب عاليه سافله
كما استطاع أن يفضح حلفاءه في ايران ولبنان …وأتجرأ على القول …في تركيا ومجمل المنطقة العربية والاتحاد الاوربي
فمن يظن أن تركيا كدولة ، تعادي النظام السوري فأنا أظن أنه مخطيء تماما.
بيد الشعب السوري وحده مفتاح الحل إذن ! وماكان أبدا بيد غيره!.
والشعب السوري وحده هو الذي سيقرر ماالذي يجب أن يفعله في المرحة المقبلة
وهو وحده المخول بالحديث في الحل
وهو وحده سيد القرار باستمرار الثورة أو اتخاذها منحى جديدا من خلال الحوارات والمفاوضات
وعلى الجميع في الداخل والخارج احترام هذا القرار والتزامه والدفاع عنه
أما أن يتم أي حوار في ظل دوران آلة القتل والتعذيب والتهجير والاعتقال ؟! فهذا من سخرية الأيام ، ومن مهازل الطغاة الاقزام هؤلاء ، الذين يعاملون شعوبهم معاملة الأعداء ، إذ يطلبون الحوار والهدنة تحت أزيز الرصاص ودك المعاقل ومحاولة تحقيق "نصر" ما على ارض المعركة
معركة شعب مقهور قد استلبت كل حقوقه مع نظام طائفي ، يريد أن يقنع الناس بان معركته طائفية ، وهي ليست إلا معركة ظلم وفساد واستبداد مع العدل والكرامة والحرية
إنها معركة باطل متسرطن مع حق أبلج أعزل
ولن يكون النصر إلا للحق مهما انتفش هذا الباطل ومهما تغول ومهما سرق من أفكار الثوار وهتافاتهم وروح ثورتهم وهدير أصواتهم ونهر دمائهم وجراحاتهم وشهدائهم
لقد سرق النظام السوري الثورة وادعى انه يريد الاصلاح وأن لديه شهداء ه وجرحاه وأنه هو المعتدى عليه
حتى وصلت به الحال أن يسرق مؤتمرات المعارضة ، ويدعي لنفسه واحدا منها …لانشك بنيات ولابصدق المشاركين فيه ،
ولكن …متى استقامت ثورة في حضن غول ضدّ الغول ، ومتى استقام حوار مع الضباع وهي تلعق جراح فرائسها
إنها الحقيقة الواضحة الناصعة في واقعنا الأجرب …الذي يحاول ثوار سورية وأحرارها تغييره وصبغه بالطهر والصفاء ..لإحداث التغيير بالصمود في وجه هكذا أنظمة ومهما بلغت التضحيات
..