رسائل إلى العالم من داخل سوريا

أنا المواطن السوري الذي مل الظلم والفساد

مل السرقة والعيش تحت رحمة فروع المخابرات

أبعث برسائلي هذه إلى ذوي الرأي و الحكمة والسداد

من الملوك والمتنفذين زعماء العالم اهل الحل والعقد و القرار

الرسالة الأولى:

أبدأها بكي مون الموظف السامي رأس الامم المتحدة الكوري المتعامي

اُرسل رسالتي هذه من بلدٍ أزكمت رائحة الفساد فيه الأنوف

يعيش المواطن فيه بلا كرامة ولا فُلوس

يداسُ بالنعال، يضربُ كالبغال

بالسلاح بالعصي بالكيابل يشحن بالكهرباء

يذبحُ بسكين يُسحلُ المسكين بسلسلة دبابة (يفعص) انا على يقين

قد يُهشم رأسُهُ أو تُقلَعُ عينه، قد يُبقر بطنُه فتندلقُ أحشاؤُه قد يُسلخُ جلدُه و تُنتهكُ حُرمتُه

لا فرق بين أن يكون ذكراً أو أنثى

شيخاً كبيرا طاعنا أو طفلاً

في حضن أمه، يمشي مع أخته, يلعب بدبه يحلم بغده

كل هذا في الشارع والطريق لا في المعتقل وفروع التحقيق

فهناك ما لا عين رأت و لا أذن سمعت

ولا خطرعلى قلب العفاريت ولا سيدهم الأحمرالكبريت

أيها الموظف السامي

ليس في مطالبنا ان تعقد مجلسك لقصف بلدتنا فقد سئمنا القصف

ولا أن تضرب وتهين شعبنا، فقد ولدنا وترعرعنا تحت الضرب

لا نريد عطفكم علينا ببعض المساعدات, كإسعافات للجرحى وأكفان للشهداء

لا نريد لجاناً إنسانية لتسجل أسامينا أولتفضح حاضرنا وماضينا

نريد وقفة جريئة تصلح أحوالنا المشينة

وقفة يقال فيها للحاكم:  يا ظالم

ارحل وزبانيتك,  قد فقدت شرعيتك

ويقال للمواطن المظلوم: أنت برئ

تستحق حُرٍيَتَكَ, سُنعِيدُ كَرَامَتَكَ

الرسالة الثانية:

 إلى إمبراطور العالم أوباما عظيم الروم 

يا من يعيش في أمان وحرية

قرأنا عنها في الكتب والمجلات ورأيناها على القنوات الاخبارية

حرية جعلت عبدا أسوداً يسكن البيت الأبيضَ

فما كان من أمرنا الا أن تاقت نفوسُنا لأمرنص عليه دينُنا

جاء به قرآنُنا, فقال ربُنا: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)

وثنى بذلك نبيُنا فقال: (لا فرق بين أبيض وأسود، ولا عربي ولا عجمي إلا بالتقوى)

فلما رفضا العبودية وسعينا للحرية، أغمضت عينيك عنا

وصممت أذنيك منا بل رحت تغازل معلمنا, تنصحه مرة وتعاتبه أخرى

ووزيرة خارجيتك الشقراء تدعي أن الفرصة مازالت موجودة للاصلاح. 

وكأنها تقول له عجل بالذبح والقتل والتنكيل ففيها لك الخلاص

قبل ان نحتاج الى تبريرونتهم بالتغاضي والتقصير

أمام شعبنا الديمقراطي وحزبنا الشيزوفراني

لأننا نعلم قبل غيرنا أنكم لا تهتمون لأمرنا ولا تأخذون برأينا

وجارتنا الشرقية شاهدة على القضية

التي كانت تسمى العراق فأسلمتموها لقم وشيراز

سؤالنا لو سمح مقامكم الكريم؛ لماذا أمرتم مبارك بالرحيل و ما قتل الا القليل

و سكتم على حاكمنا الطويل وهو يفعل الافاعيل ويذبحُ الصغيرَ قبل الكبير

ألا يستحق شعبنا أن يستنشق عبق الحرية، أم أنهاعليه ممنوعة عصية؟!

احذر ان تفهم من كلامنا انا نطلب منكم الهجوم

 كما فعلتم في العراق وكاُبل وخططتم لدارفُور

نريد فقط كشف الامور

و تبيان ما يحدثَ في درعا و حماة و الساحل و جسر الشغور

نريد أن تسقطوا عنه الشرعية و تأخذوا موقفا جادا من القضية

أيها الرئيس احذر الخبيث فانه ابليس

لا تغتر بعينيه الزرقاوين، ولا بنعومة صوته وراحتيه

فهو قد فهم من كلماتكم أنهاعتاب رقيق، وضوء أخضر للاستمرارعلى نفس الطريق

القتل والتنكيل والسحل و التشريد

وللأمانة فهم شعبنا الرسالة, فانتقضت المدينة تلو المدينة

من درعا وحمص إلى تلكلخ وبانياس ودوما و تلبيسة.

لانهم سمعوا بمحاكم التفتيش وعلموا أن إن تركوه الان ليسلخن جلودهم بالنبريش

الرسالة الثالثة:

إلى كاترين آشتون سيدة القارة البارونة العجوز 

نساءنا يغطين رؤوسهن بالحجاب وهذا لا يعني أنهن متعصبات أو متزمتات أو سلفيات

نساءنا سوريات, مسلمات ومسيحيات، سنيات وعلويات ودرزيات، عربيات وكرديات وآشوريات، لكنهن شريفات عفيفات

أخوات للرجال أمهات وبنات, خرجن هاتقين, للصوت رافعين بالحرية منادين

يجهرن بما في صدورهن مخزون أعوامامديدة ثلاثون بل قل أربعون

من الخوف والألم والحسرة، والجوع والقهروالحُرقة

في ظل نظام يدعي الديمقراطية والعلمانية

وسجونه ملئى بالرجال و النساء والشيوخ الأبية

وحَاكِمُنا شاب طبيب لطيف ساكن وديع

يلبَسُ مسوحَ الحِملان ويضحَكُ ضَحِك الصبيان

قلبه قلب أرنب وغدره غدرثعلب 

هتفنا له ولأبيه وفديناهما بالغالي والرخيص

بُحَّت حناجرنا هاتفين طائعين ومكرهين ومكرهين ومكرهين ومكرهين .....................

وبدل أن يقابلنا بالإحسان سلط علينا الذل والهوان

ولما قلنا: خفف علينا

أخذ أطفالنا ودعس علينا

أرسل كلابا مسعورة الى البيوت المستورة

يمزقون يدنسون يقتلون وهم يهتفون

(يا بشار لا تهتم إذا بنعطش بنشرب دم). 

وهم على من؟ على ظهور شبابنا الملقى

على الأرض كأنهم قتلى

وأما النساء فقد استقبلن بالرصاص و الحديد المحمى 

فلورأيتهن وهن مضرجات بدمائهن ملقيات

على الصخور في الفلوات

منهن من تركت صغيرها وأخرى تنادي رضيعها

لقد عشنا مع نظام أذلنا أربعين سنة بحجة أننا دولةٌ مقاومةٌ ممانعةٌ

عشنا خلالها على أقل القليل؛ راضين ومقتنعين

راجين العزيزالحميد أن نسترد الحق التليد

وأن تعود الجولان وفلسطين، وأن نصلي في الأقصى بعد النبوي و البيت العتيق

لكن هيهات وهيهات... 

بنى جيشا عرمرماَ اكثر من أربع أو خمس فرق مدرعةَ

و كتائب و فيالق مدرعة و مجنزرة

خلناها للأعادي, تحمي بلادي فوجهت لأولادي

ومن من؟ من ابن بلادي!!!

ثم جاء يطالب بالحوار

عجبا ممن يريد الحوار وهو يطلق النار؟! 

الرسالة الرابعة:

إلى زعيمي روسيا و الصين: 

لم أحفظ اسميكما؛ و لا أبالي بكما, بعدا لكما, ما أحقرأمركما, يا ويل شعبكما منكما

استخدموا الفيتو و شدوا على أيدي الظالمين

أنتم وَهُم وجهان لعملة واحدة, الويل لكم يا مجرمين

ما اعتمد عليكم احد الا أذله الواحد الاحد

فسحقا لكم ولامثالكم, لكم الدنيا, ولنا جنة الخلد للابد

الرسالة الخامسة:

إلى الجامعة العربية: 

كبرت عليكم أربع تكبيرات واستغفرت لكم في عرفات

ولولا أن الميت لاتجوزعليه غير الرحمات لأفرغت ما في جعبتي عليكم من لعنات

ولرجمتكم قبل أن أبدا برجم الجمرات

والأن وقد جاءتكم قيادة جديدة و لدت من رحم ثورة مجيدة

أسأل المولى سبحانه أن يحيً فيهم الشجاعة والعزة هذه الساعة  

فهو القادرعلى كل شئ, يخرج الحي من الميت، ويحيي الأرض بعد موتها وهو اللطيف الخبير. 

الرسالة السادسة:

إلى حزب الله وإيران... 

بصراحة شديدة و حرقة مريرة

لا أعلم ما أقول في حقكم

فأنتم أشد من اليهود في بطشكم

ولا ألومكم فالمجوسي أبو لؤلؤة جدكم

والحقد الدفين متغلغل في نفوسكم

فرقتم أمتنا أمماً وأشياعاً، و جعلتم العرب عربانا

وقفنا معكم في المحنة و شاركناكم حتى في الخبزوالجبنة

أقعدناكم في أحضاننا فنتفتم في أذقاننا

فعليكم من الله ما تستحقون الان, و يوم اليه ترجعون

الرسالة السابعة:

إلى الأسد والزبانيه: 

هل رأيتم صورةَ حمزة الخطيب

الطفل البرئ المسربل بالحديد

ابنُ الثلاثة عشر ربيعاً؟! 

ما الفرق بين قتلِ محمدٍ الدرة؟ 

الذي قتل برصاصة غدر من يهودي عدوْ

وحمزة الذي عذبه و مثل به أهل بلده بل قطعوا منه العُضوْ

كنا نقول عن اليهود ظالمين مجرمين

فلعلهم أرحم منكم آل أسد الساديين الحاقدين. 

لا أعرف ماذا أقول بحقكم 

لقد غدرتم بالشعب الذي وثق بكم

وخنت الأمانة التي عُهدت اليكم

أمانة حملتموها فضيعتموها

لما سرقتم اهلكم وقتلتم شعبكم

الشعب الذي لا يتشرف بالانتساب إليكم

الشعب الذي سفكتم دماءه، وانتهكتم أعراضه، ونهبتم أمواله

شعبٌ أجدادُه خالدُ بنُ الوليد والأمويوين

ونورُ الدين وصلاحُ الدين التركمانيون و الأيوبيون

شعبٌ ينتسب الى الخراط والقسام وإبراهيم هنانو

وكريم راجح ومحي الدين الكردي والاخوة جانو

أجداده الشرفاء الذين لم يذكرهم التاريخ ولكن سَطَر بطولاتهم

وربما لم يعرفهم من الناس الكثير و لكنهم عاشوا ببركة أعمالهم

وسينتقم الله للمظلوم من الظالم، وللمأسور من الأَسِر

قال نبينا صلى الله عليه وسلم: لزوال الكعبة أهون على الله من سفك دم مسلم.

لقد قتلتم ما يزيد عن الألف شهيد، و أعتقلتم و ضربتم الألاف بيد من حديد

لكننا لن نرضخ و لو جوعتمونا أو قتلتمونا وأسرتمونا

شعارنا: (الموت ولا المذلة)

لم يعد الموت يرهب أحداً، نموت بسيفكم و لا نَذِلُ تحت حُكمِكُم

الموت تحت السيف موت العز والشجاعة، والعيش تحت ولايتكم عيش الذُل والمهانة

قد خلعنا اليومَ ثوبَ ذُلِنَا ولبسنا ثيابَ شرفِنَا وعِزِنَا 

فحسبنا الله ونعم الوكيل

عليكم وعلى من انتسب اليكم وبه سبحانه نستعين

وأخيرا أقول: والله ما خطر ببالي من قبل أبداً أن يمسك الله بسوء

لكن بعد أن رأيت ظلمك وكذبك فإنني أسأل الله تعالى أن يري الأمة فيك وفي أعوانك ما يشفي الصدور

أنا و كل الأمهات والزوجات والبنات

نجأر بالدعاء عليك وعلى من يشد على يديك

ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. 

انتهت الرسائل السبعة على عدد أيام الجمعة

لعل أسابيعك تنتهي وأيامك تنقضي

فيريح الله منك العباد وتتحررالأرض والبلاد. 

والثورة سِلميةٌ سِلميةٌ سِلميةٌ

مهما قالت الدُنيا والإِخباريَةُ السٌورية...............

(العمري بتصرف) عن مقالة بعنوان رسائل إلى العالم من داخل سوريا لعبد الحميد الكاتب.