احمد رفيق عوض وزيرا

جميل السلحوت

[email protected]

كتبت بعض الصحف أن الروائي والباحث أحمد رفيق عوض هو أحد المرشحين لاستلام حقيبة الثقافة في حكومة المصالحة الفلسطينية التي سيعلن عنها في الأيام القليلة القادمة، ومع أنني ضد كيل المديح لأي مسؤول، إلا أنني سأكتب عن احمد رفيق عوض الذي لم يستلم الوزارة، وقد لا يستلمها، فالكتابة عن أيّ مسؤول كبير ليست شخصية بل هي نقد لإنجازاته إن كانت سلبا أو إيجابا.

وكتابتي عن أحمد رفيق عوض ليست مداهنة أو رياءا أو نابعة عن مصلحة شخصية، لكنني لا أخفي فرحتي عندما سمعت الخبر، لأن في استلام الرجل للحقيبة الوزارية تشريف للوزارة، وعبء كبير على الرجل لأن الميزانيات المخصصة للوزارة أقل من 1%من ميزانية السلطة الفلسطينية، وهي في غالبيتها تذهب رواتب للموظفين وأجرة للمقرات، لكنني متأكد من الرجل أهل للوزارة وسيخدم الحركة الثقافية بطريقة لافتة، رغم ما سيتعرض له من مهاترات كاذبة وكيدية.

وقد استذكرت في هذا المجال مديح أبي تمام للخليفة المعتصم عندما استلم الخلافة فأنشده قصيدة مطلعها:

أتتك الخلافة تجرجر أذيالها***فهي تصلح لك وأنت تصلح لها

فوزارة الثقافة تصلح لأديبنا وهو يصلح لها....فالرجل ليس محسوبا على أحد من المتنفذين، ووصل الى ما وصل اليه بمجهوده الشخصي، وقد نبغ أديبنا من العدم، فهو ابن لأسرة فقيرة، ولكنها عزيزة كريمة، درس الأحياء في جامعة اليرموك في الأردن، وعانى من ضنك الحياة ما عانى، فقد عانى من البطالة والعوز لكن موهبته الفذة في ابداع الرواية كان لافتا، فروايته الأولى"العذراء والقرية" التي صدرت قبل أكثر من عشرين عاما، كانت لافتة بحيث كتب عنها الأديب جمال الغيطاني" انها أفضل رواية عربية قرأتها في العقد الأخير" واقترح الأديب الراحل محمد البطراوي ترجمتها الى لغات أخرى كنموذج للرواية العربية المتقدمة شكلا ومضمونا، ومع ذلك فقد سببت له هذه الرواية بعض المتاعب الشخصية نتيجة لكيد الكائدين وحسد الحاسدين، فواصل أديبنا كتابة الرواية والأبحاث والتعلم والتعليم، فحصل على شهادة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط، وحصل على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، وعمل مديرا للأخبار في هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو يعمل الآن محاضرا في جامعة القدس.

ولإبداع الرجل فقد حصل على جائزة الملك الأردني عبدالله الثاني في الرواية.

وأحمد رفيق عوض الذي يأتينا دائما بكل ما هو جديد، حظيت رواياته بقبول عربي واسع، وأعيد نشرها أكثر من مرة في أكثر من عاصمة عربية.

ومبدعنا رجل بسيط بساطة نسيم الصباح في يوم قائظ، وهو عميق عمق البحار، ومتواضع تواضع العلماء، وقد فرض نفسه بابداعاته المتميزة كعلم من أعلام الثقافة ليس في فلسطين فحسب، بل في العالم العربي، وهو في طريقه الى العالمية بخطى ثابتة.

إن استلام مثقف بحجم احمد رفيق عوض لحقيبة وزارة الثقافة يعني أننا عدنا الى الطريق الصحيح، ونسير بخطى ثابتة على طريق بناء دولتنا المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، فهل ستتم الفرحة أم سيعرقلها الحاسدون؟