تجربة عبد القادر كعبان.. ولادة قاص متمكن

تجربة عبد القادر كعبان..

ولادة قاص متمكن

عبد القادر كعبان

[email protected]

سليمة طوالبية

قسم اللغة العربية و آدابها/ المغرب الأقصى

تقوم القصة القصيرة لدى القاص الجزائري عبد القادر كعبان على حبكة مكثفة تروي حدثا أو أحداثا متشابكة تنم على علاقة رمزية و ما يميزه عن العديد من كتاب القصة في الوطن العربي هو كتابته على لسان المرأة و هذا ما يرتبها ترتيبا لا يخلو من الخضوع لمخطط سردي يذكرنا بالقاصة هيفاء بيطار و تجربتها في مجاميعها القصصية ضجيج الجسد و موت البجعة و فضاء كالقفص و كذلك الأديبة نوال السعدواي في مجموعتها القصصية لحظة صدق

نلمس  في قصص عبد القادر كعبان استحضار الهواجس الداخلية الكاشفة عن طبيعة الأنثى ، في علاقتها بالرجل . علاقة رغم تقيدها بالعمل ، والمكانة الاجتماعية ، تبقى في الواقع خاضعة لمؤثرات خارجية ، ولضغوط نفسية ، ورغبات أخرى تظل مكبوتة

الكاتب عبد القادر كعبان يشيد عوالمه القصصية وفق استراتيجية بناء محكم ، يستدعي من خلالها العديد من ممكنات القص الرشيق نزوحا نحو معنى بسياقات تتخذ لها مسارات متوازية : بين الحلم واليقظة ، أو بين الواقع والخيال ،نزوحا نحو أفضية مؤثثة بأحداث تجعل الذات منطلقا أساسيا لها

تبرز كتابة القاص عبد القادر كعبار اشتغالا راقيا ،وملفتا للانتباه من خلال دفعه بالكتابة نحو أفق تجريب عالم وواعٍ جدا ، فقصصه بقدر ما تبرز تنويعا ودقة تفتح أفق القص على ممكنات جديدة للكتابة وتضمينات مختلفة مستوحاة من تأمل عميق تبشر بولادة قاص متمكن مستقبلا.