مراجعات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر 7

مراجعات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر

-7-

د. موسى الإبراهيم

[email protected]

سابعًا: خطابنا إلى المرأة جنسًا والمرأة المسلمة خاصة

1. المرأة في القرآن والسنة

قال الله تعالى: "فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض".

قال الله تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النساء شقائق الرجال".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرًا".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيرك لنسائه وأنا خيركم لنسائي".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم".

2. الإسلام كرم المرأة:

الإسلام كرم المرأة وقدرها واحترمها وأعطاها حقوقها أمًا وزوجة وأختًا وبنتًا بما لا مثيل له في أي فلسفة أو دين أو نظام بشري، قبل الإسلام ولا بعده، وهذا حقيقة نتحدي نحن المسلمين بها العالم كله وأدعياء تحرير المرأة من أي ملة كانوا، وتاريخ البشرية وحاضرها شاهد على ذلك، بل حتى العقلاء من المفكرين الغربيين المعاصرين يعترفون بذلك ويعتقدونه.

3 ـ  كان علامة الشام الشيخ بهجت البيطار رحمه الله يحاضر في أوربا عن حقوق المرأة في الإسلام، فقامت امرأة أوربية وقالت له: يا شيخ خذوني إلى بلادكم لأعيش على هذه الحقوق ستة أشهر، ثم اذبحوني!!

4ـ  هذه مكانة المرأة في الإسلام يوم كانت أوربا تعيش في الظلام، وكانت مجامعها الكنسية تبحث عن المرأة أهي مخلوقة من جنس البشر أم هي نوع من الجان؟!

وحتى الثورة الفرنسية التي حررت أوربا من ظلمات الجهل، لم تعطِ المرأة معشار معشار ما أعطاها الإسلام من الحقوق والتكريم.

5. دعاة تحرير المرأة ظلموا المرأة وأهانوها.

دعاة تحرير المرأة من الغرب ومن تأثر بهم من أبناء قومنا لم ينصفوا المرأة عند الحقيقة، بل أهانوها وحطوا من شأنها، وصارت المرأة على فلسفاتهم متعة وسلعة رخيصة تحت شعارات فارغة تنادي بالحرية والمساواة، وقد سقطت هذه الشعارات في الميدان، وكشفت الدراسات العلمية والجينية منها الفروق الجوهرية في أصل تكوين الرجال والنساء، حتى إن ألكسيس كاريل حامل جائز نوبل للعلوم من عام 1912، الفرنسي الجنسية يقول في كتابه القيم (الإنسان ذلك المجهول):

إن كل خلية في جسم المرأة تحمل طابعها الأنثوي وتميزها عن الرجل... ويتابع... : فعلى النساء أن ينمين مواهبهن فيما خلقن له، ولا يزاحمن الرجال، فإن دورهن قد يكون أكبر وأعظم من دور الرجال...

أما القضايا التفصيلية في موضوع المرأة فلا يتسع المجال هنا لبحثها، ولكن بشكل إجمالي نقول: إن المرأة هي نصف المجتمع، ودورها في بناء الحضارة أساسي وأصيل، ومشاركتها في شتى المجالات الحياتية مرعية ومقدرة، علمًا وعملاً، ومشاركات تربوية واقتصادية وسياسية واجتماعية وغير ذلك، كل هذا محسوب ومقدر في إسلامنا وفق آليات وضوابط تتيح للمرأة مشاركتها وتفجر طاقاتها وتحفظ حقوقها وكرامتها على أحسن ما تعرفه دنيا المبادئ والنظم والمناهج.

واخيرًا، هذه مؤشرات خطابنا للمرأة عمومًا والمرأة المسلمة على وجه الخصوص، والحوار حول هذه القيم عندنا نحن المسلمين مفتوح حتى يبلغ الأمر مداه إن شاء الله.

اللهم قد بلغنا، الله فاشهد.