الحب السهل الصعب

إيمان شراب

[email protected]

يقلقون راحتنا فنغفر.. يؤرّقون ليلنا فنسامح .. يوجعون قلوبنا فنرضى ..

هم الزينة والتعب .. هم السعادة والنصب .. هم الدنيا والآخرة ..

نحبهم ، وحبهم لا يحتاج إلى توصية ولا تذكير ..

إن بكوا ، بكيناهم وبكينا ما يبكيهم .. وإن اشتكوا نقمنا على سبب شكواهم .. وإن فرحوا طرنا نعانق الأقمار والنجوم .. وإن نالوا حظا لم تسعنا الأرض فخرا واعتزازا.

هم محور تفكيرنا ، نريدهم ناجحين متميزين.. سعداء غير محزونين ، نريدهم بارين محسنين .. للكبير موقرين .. من أنفسهم واثقين و للعلياء طالبين ، نريدهم للمجتمع بانين ، وبأمتهم معتزين  ، ومن أجل الإسلام عاملين وفي الجنة راغبين .

 كل ذلك معا ؟ نعم ! إنه ليس صعبا وليس سهلا !

علينا أولا ألا ننسى تكليفنا برعايتهم " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها.."نرعى ونهذب ونربي ونعلّم محتسبين راضين حامدين ، وإلا سنتعب ، ونتعبهم معنا ، ونعض أصابع الندم لتفريطنا وتفريطهم .

في الصف المدرسي ، تتفاوت تصرفات الطلاب والسلوك ، فهذا مهذب ، وهذه توقّر الكبير، وذاك منطو، وتلك كثيرة الشغب والمخالفة ..كل منهم تظهر عليه تربيته ، الرعاية أو الإهمال .. الرحمة والرفق أو القسوة والغلظة .. العدل أو التمييز ..فالطلبة والأبناء مرآة تربيتنا . نحن المسؤولون إذن !

لا نختلف أبدا على أننا نحبهم ، ولكن علينا أن نشعرهم بالحب قولا وعملا ، نقول كلمة الحب صريحة واضحة : أنا أحبك ، ونناديهم بحبيبي وحبيبتي .

نعطف عليهم ؛ نمسح على رؤوسهم  ونمسد شعرهم ، نضع أكفهم بين أيدينا ، نقبّلهم ونعانقهم ، أطفالا ومراهقين وشبابا .

نحاورهم ونستمع لهم ونحترم آراءهم ، ونتعاطف مع مشاعرهم ونقدرها مهما كانت أعمارهم ومهما كان بسيطا ما يقولون .

نجلسهم منذ عامهم الأول جوارنا ونحن نصلي ، ونأمرهم بها في السابعة ، ونظل نعلمهم إياها ونصبر على ذلك .

نجعل ميزان افعل ولا تفعل ، حب الله ورسوله والإسلام : الولد المسلم يفعل كذا ليحبه الله ، البنت المسلمة لا تفعل كذا ليحبها رسول الله ، ويحبك الله لأنك صادق .. يحبك الرسول صلى الله عليه وسلم لأنك تساعد والدتك ....

نعودهم على الحياء والحشمة والحجاب .. نعلمهم البر والوفاء وتوقير الكبير، والرحمة بالفقراء والضعفاء ، والاهتمام بشأن المسلمين  في كل مكان في العالم ،  والتعاطف معهم.

نربيهم على تحمل المسؤولية ، وندربهم على التفكير؛ فيحللون وينقدون ويأتون بالجديد البديع ..

نعلمهم برالأبوين ؛ ماذا عليهم أن يفعلوا ليكونوا بارين ، ونساعدهم على برنا .

وكم تسهل التربية والتأديب : في ظل وجود النموذج القدوة من الآباء والأمهات .. النماذج القريبة من الأبناء بجوارحها وقلوبها وعقولها ،وفي ظلأجواءالأمان والحرية والدعم والتشجيع والعقل والمنطق ، واللعب والانطلاق والرحلات والضحك والمرح ..

و أن نختار المدرسة التي فيها يدرسون ، والحي الذي نسكن والجار الذي نجاور ... الحديث في شأن الأبناء حبا وإصلاحا لا ينتهي ..

قالت لي إحدى الأخوات : كم هي كثيرة الفتن ، وكم أخشى بسببها على صغاري !  أخاف عليهم زمانهم ؟

قلت : لا نملك إلا تحصينهم بالتربية الإيمانية  المشبعة بالحب والعطف ، والدعاء لهم  كل يوم بالرضى وخصال الخير التي تحبين .