رواية الوارث اول رواية فلسطينية للروائي خليل بيدس

رواية الوارث

أول رواية فلسطينية للروائي خليل بيدس

داعس أبو كشك

[email protected]

يعتبر الكاتب خليل بيدس الروائي الاول في فلسطين ورائدا للقصة حيث ذاع صيته في المشرق العربي واخذ يترجم المقالات والاعمال الادبية الغربية الى اللغة العربية وينشرها في مجلته النفائس التي صدرت في حيفا عام 1908 فكان وسيلة الاتصال بين فلسطين من كتاب وادباء وبين الحركة الثقافية العالمية مما اوجد حراكا ثقافيا في فلسطين مع بداية القرن العشرين ,ولقد اهتم الادباء بما كتبه بيدس فكتبت حوله مئات الدراسات التي انصفت هذه القامة العملاقة التي اسست الحركة الثقافية في فلسطين ,وكانت رواية الوارث اول عمل روائي فلسطيني وهذا العمل جعل من بيدس مأسسا للرواية الحديثة وقد صدرت هذه الرواية عام 1920 ولكن هذا العنل فقد بسبب الاحداث التي مرت بها فلسطين ولم يتم العثور عليها بعد النكبة ,وبعد مرور 63 عاما استطاعا النشيطان فؤاد العكليك ورمزي الطويل من العثور عليها بعد عامين من البحث .

وقال فؤاد العكليك مؤسس المكتبة الرقمية مع صديقه رمزي الطويل ": "بعد ثلاث سنوات على تأسيس اول مكتبة اليكترونية فلسطينية والتي كان احد اهدافها اعادة ربط الحياة الثقافية المعاصرة بما شهدته الحياة الثقافية الفلسطينية قبل عام 48 نجحنا في اعادة اصدار اول رواية فلسطينية كتبت عام 1920".

واضاف: "كنا نعلم ان اول رواية فلسطينية كتبت كانت الوارث للاديب خليل بيدس المولود في الناصرة عام 1874 وان هذه الرواية فقدت بعد العام 48 لذلك قررنا ان نبدأ رحلة البحث عنها في كل مكان.. في مصر والاردن وسوريا ولبنان ولكن لم نجد لها اثرا قبل ان يسعفنا الحظ ونعلم انها موجودة في احدى الجامعات الاسرائيلية".

واصدر الشابان النسخة الجديدة من رواية "الوارث" في كتاب انيق يقع في 128 صفحة من القطع الصغير رسم على غلافها الفنان التشكيلي الفلسطيني وليد ابوي صورة للاديب خليل بيدس.

وكتب عادل الاسطة استاذ الادب بجامعة النجاح الوطنية في تقديمه للرواية في طبعتها الجديدة التي روعي فيها ان تكون نسخة طبق الاصل عن التي عثر عليها بما فيها من اخطاء طباعية واملائية "حين تنشر هذه الرواية الان فان دارسين كثيرين ممن لم يقرأوها واعتمدوا في كتابتهم عنها على ما تركه لنا (ناصر الدين الاسدي الذي كتب ملخصا من ذاكرته عن الرواية) سوف يعيدون النظر فيما كتبوا وربما اكون واحدا منهم".

وتتحدث الرواية عن صورة اليهود من خلال قصة حب بين شاب عربي وفتاة يهودية كانت تعمل في التمثيل تركته بعد ان حصلت منه على كل المال الذي تريد من خلال توريطه في ديون كثيرة عبر شبكة من التجار اليهود الذين كانون يأخذون الربا عن كل معاملة مالية اضافة الى تناولها الشأن السياسي من خلال الحديث عن الحرب العالمية.

ويقول الاسطة في تقديمه "ربما تبدو الوارث الان رواية عادية في موضوعها واسلوبها وطريقة معالجتها ولكنها ستظل رواية مهمة لدارسي الادب الفلسطيني وقارئيه ذلك انها اللبنة الاولى في عمارة الفن الروائي الفلسطيني الذي اخذ ينمو ويزهو ويرقى وينافس أيضاً فنونا أخرى مثل الشعر والقصة القصيرة ومن يدري فقد يتفوق عليها".

وحرص الشابان العكليك والطويل على جعل مفكرين وكتاب يخطون اراءهم بهذه الرواية على غلافها فكتب المفكر الفلسطيني المعروف رشيد الخالدي "الصهيونية لم تسرق ارض فلسطين وتهجر شعبه فقط بل حاولت سرقة وابادة ثقافته وادبه. ان اعادة إحياء التراث الادبي قبل نكبة 48 هو جزء من حق الشعب الفلسطيني".

ويرى سليم تماري مدير مؤسسة الدراسات الفلسطينية في رواية الوارث "بداية مثيرة لرحلة الرواية العربية في فلسطين والحصول عليها بعد فترة ضياع واعادة نشرها توفر كنزا للباحث والقارئ العربي".

ويصف الكاتب الصحافي حسن البطل الرواية قائلاً: "الوارث كلاسيكية اخلاقية هي بنت الروايات العالمية في عصرها وأم الروايات الفلسطينية وللرقمية (المكتبة الاليكترونية التي اسسها الشابان العكليك والطويل) فضل اخراج حلقتها الروائية الى النور بعد ان كانت مفقودة".

وقال العكليك: "ان هذه الرواية ستكون على صفحة المكتبة الاليكترونية في غضون اشهر وستكون اول حلقة في سلسة اعادة احياء التراث الادبي الفلسطيني".

واضاف: "لدينا الان مجموعة من النصوص الادبية لقصص قصيرة ومسرحيات قدمت قبل عام 48 وسنعمل على اعادة طباعتها وتوزيعها ضمن مشروعنا الهادف الى خلق حالة من التواصل الثقافي الفلسطيني بين الحاضر والماضي وخصوصا ان المشهد الثقافي الفلسطيني فقد العديد من الكتب والروايات عندما تم تدمير العديد من المكتبات العامة والخاصة في حرب عام 48".ويعتبر هذا العمل الخلاق من المهام الرئيسة لاحياء التراث الادبي الفلسطيني ونقله للاجيال حتى تتعرف على الموروث الحضاري لفلسطين الذي يشكل الرافعة لاثبات حقوقنا في ارضنا ووطننا .