لن نسجد لغير الله تعالى أبداً

لن نسجد لغير الله تعالى أبداً

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

قبل أيام معدودات تم اعتقال أربعة شبان في مدينة درعا السورية والواقعة جنوب دمشق المتاخمة للملكة الأردنية الهاشمية , من الذين اشتركوا في المظاهرات المطالبة بالحرية

تم إطلاق سراح ثلاثة منهم والرابع سلم لأهله بعد أن تم رميه برصاصة في الرأس نحسبه شهيداً بإذن الله عند ربه فرحمه الله تعالى

القصة لم تكن هذه نهايتها الأليمة فقط ولكن الشيء المؤلم في القضية أكثر هو:

لماذا أطلق سراح الثلاثة والرابع كان نصيبه طلقة في الرأس أردته قتيلا؟

تعود بنا الذاكرة تاريخياً لمقتل ياسر وأم ياسر رضي الله عنهما على يد أمية بن خلف عندما أمرهم بالكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم والسجود لهبل وكل مسلم يعرف القصة الحزينة تلك والتي انتهت بمقتل ياسر وأم ياسر لرفضهم السجود لهبل

ليلة أمس اتصلت بي إحدى أخواتنا من غزة الصابرة

فقالت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكيف حالك دكتورنا العزيز

فقلت لها وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شاعرتنا العزيزة سماح شامل

فقلت لها وأنت كيف حالك ؟

قالت صحيح صوت الطائرات فوقنا والقصف قريب من بيتنا ولكن الحمد لله ونرجوا من الله السلامة , وعدد الشهداء في ازدياد

فقلت لها عندكم يسقط الشهداء بنيران اليهود وعندنا يسقط الشهداء بنيران الأمن والنظام

اليهود يؤمنون بأن دمهم نقي وهم شعب الله المختار , ودماء البقية من البشر حلال لهم

تجري الاستفتاءات عندنا , النتيجة مضمونة 99,99% , كل شخص  فلت من هذه النسبة فدمه حلال , والحقيقة لو كان الاستفتاء بشكل حر , لانعكست النسبة السابقة ولن يحصل الحاكم إلا على الواحد بالألف , معنى ذلك أن دماء ال99,99% دماؤهم نقية صالحة للشرب وهي غذاء الحاكم المفضل

جيء بالشباب المعتقلين الأربعة من قبل رجال الأمن ووضعوا على الأرض أمامهم أربعة صور خاصة بالرئيس السوري بشار الأسد , وبعد التعذيب الفظيع أمروهم بالسجود لهذه الصورة كما موضح في الصورة المرفقة مع القصة , وللأسف نسيت اسم الشخص وليس المهم الإسم بقدر مايهمنا العمل الفظيع الذي تم ارتكابه من قبل المنفذين للعملية الشركية والاجرامية

فقال أحدهم أنا لاأسجد إلا لله تعالى , وعندما أصر على موقفه أطلق عليه رجل الأمن رصاصة في رأسه فأرداه قتيلا شهيدا لجنة الخلد إن شاء الله تعالى , أما الثلاثة البقية فسجدوا للصورة وتم إطلاق سراحهم فورا

هذه الصورة شاهدها العالم كله , وظن الكثيرون منهم أن السجود كان طوعيا , ولكن الحقيقة واضحة في الصورة من وجود يد رجل الأمن على ظهر أحدهم يضغط على الشاب للأسفل حتى يسجد

لقد وضحت الصورة الآن أكثر من قبل

لقد عرفنا الآن سبب انتشار صور الآلهة  وتماثيلهم في كل ساحة وزاوية ودائرة وبتاء ومكتب ودكان

كنا نعتقد في البداية أن السبب من ذلك لايعدوا إلا دعاية , ولكن وضحت الآن الحقيقة المرة , فالهدف من ذلك أن هؤلاء ماهم إلا آلهة يجب أن تقوم الناس بعبادتهم طوعا أو كرها , وعندما شعر النظام بدنو أجله فقد رشده فأعلنها صراحة وقال أنا ربكم الأعلى وإن لم تؤمن بذلك فالموت لك بالمرصاد , ورافقت الحملة تلك شعارات يرددونها علانية (ياألله حلك حلك انقوم واتحط الأسد محلك , وين مبشار يدوس رح نسجد وانبوس)

في منطقتنا مهبط الوحي ومركز نشوء ديانات التوحيد الثلاثة والكتب المقدسة في منطقتنا نزلت ومنها انتشرت الديانات السماوية لباقي المعمورة , ويطل علينا في هذه العقود المعدودة حكام يصفون أنفسهم بالربوبية وعليك السمع والطاعة والعبادة لهم , ونحن نعيش في عصر ثورة المعلومات

لتكون عبداً ساجداً عابدا لرجل مثلك من عبيد الله

ومن يرفض ذلك فهو مندس ويجب قتله والتخلص منه

فكما خرجت من عندنا الديانات الثلاث سيصدر النظام السوري الديانة الجديدة للعالم ويكون هو الحاكم للعالم كما عبر عنها عضو مجلس شعبه , عن طريق أنه هو الإله وعلى العالم أجمع السمع والطاعة والسجود

ولكن هذه الدماء التي تجري في عروقنا نقية خالصة من صنع رب عظيم كريم خالق السموات والأرض وشعوبنا هي التي حطمت الأصنام والتماثيل وقضت على كل دعوة لعبادة الأوثان والأشخاص

سنحطم كل من يدعي أنه إله أو يدعي نفسه أنه هو فوق البشر

وإن غدا لناظره قريب.