المظاهرات اليوم هي الجهاد

د. خالد أحمد الشنتوت

د. خالد أحمد الشنتوت

باحث في التربية السياسية

قال تعالى في كتابه الكريم { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ، تؤمنون باله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ، وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين } ( الصف 10-12) فالجهاد ذروة سنام الإسلام ، والجهاد هو دفع أعداء الإسلام ، ودحرهم ، وكسر شوكتهم ، من أجل تطبيق شريعة الله عزوجل .. والمظاهرات السلمية القائمة اليوم في عالمنا العربي ، تطالب بالديموقراطية ، كنظام حكم يسمح للمواطن بالتعبير عن رأيه ، والمشاركة في الشؤون العامة ، مع تحقيق العدالة والمساواة في  ثروات الأمة .... وأظن هذه كلها مطالب شرعية ( أقصد من الشريعة الإسلامية ) التي يريد الجهاد تطبيقها .

وكان الجهاد في الماضي البعيد بالسيف والرمح ، ثم وصل الأمر إلى البندقية والرشاش والمدفع ، كما هو عند المجاهدين الأفغان الذين دحروا امبراطورية الشيوعية العالمية  ...

ونحن متفقون على أن الجهاد بالأصل نوعان الجهاد بالسنان والجهاد بالبيان ، وأحيانا يكون جهاد البيان أقوى وأهم من جهاد السنان ، والذي أريد الوصول له هو تعدد أساليب الجهاد ...

واليوم أسلوب الجهاد المعاصر هو المظاهرات السلمية والاعتصام التي تتحمل الأذى ، ومنه القتل والاعتقال والسجن والتعذيب ، ومنه استنشاق الغازات المسيلة للدموع ، وتلقي ضربات العصا الكهربائية من أيدي جلاوزة الديكتاتور ...وهذه المظاهرات السلمية هي جهد ومشقة ، تعرض النفس للموت في سبيل الله ، وتعرض النفس للعذاب والألم من أجل هدف سام ، وهو الوصول إلى المجتمع الديموقراطي ، وهو بوابة الوصول إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ....

والاعتصام أيضاً كالمظاهرات السلمية ، نوع من أنواع الجهاد المعاصر ، والمسلمون سباقون إلى كل خير ، والمسلمون اليوم يتظاهرون ويعتصمون ، وبكلمة معروفة للجميع يجاهدون في سبيل الله عزوجل لتكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة الذين كفروا ونافقوا هي السفلى ....

والشباب الذين خرجو في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا هم مجاهدون إن شاء الله تعالى ، خاصة إذا أخلصوا النية لله ، وجعلوا عملهم من أجل التمهيد لإقامة نظام ديموقراطي ، يمهد الوصول إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ، وهنيئاً لمن قتل منهم في سبيل الله عزوجل ....