حرية.. حرية
م. أسامة عبد الحفيظ السيد
للتأكيد ان الدين نفسه يقوم على الحجة والبرهان لا الإكراه والإجبار
فهذا اول المرسلين نوح عليه السلام ( قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وانتم لها كارهون ) هود آية رقم 28
وهذا خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ( ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أقانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) يونس 99
وفى عهد القوة نزل قوله تعالى ( لا إكراه فى الدين )
وإذا كان الإسلام علمنا انه لا إكراه فى الدين فأولى بذلك وأجدر الا يكون إكراه فى اى شيء يتعلق بالدنيا وأولها الآراء السياسية فإذا كان الإكراه لا يؤسس عقيدة فالأولى الا يؤسس رأيا سياسيا مبنى فى اغلبه على الاجتهاد الذى يحتمل الرأي والرأي الآخر ويحتمل الخطأ والصواب
( نحن اعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) ق 45 (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر )الغاشية 21:22
فهذا جو الحرية الذي ينشده الإسلام ليتنفس فيه الإنسان هواء الحرية المتجدد الطليق ملئ رئتيه
والحرية تقوم أساسا على مبدأ التفاهم والأخذ والرد للوصول الى الحق لا الخرس أو الطرد !!(رأى صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب )
وليس مجرد إتباع الظن لسابق معرفة او سابق ثقة !!
والحرية تقوم أساسا على على رجال لا يحقرون أنفسهم و لا يحقرون غيرهم بل ينزلونهم منازلهم قال ص لا يحقرن أحدكم نفسه ! قالوا يا رسول الله وكيف يحقر احدنا نفسه؟ فال : يرى ان لله عليه مقالا – فلا يقوم به – فيقول الله عز وجل يوم القيامة : ما منعك ان تقول في كذا وكذا : فيقول خشية الناس ! فيقول : فإياي كنت أحق ان تخشى
فالحرية لا تقوم على أناس لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا لغيرهم نقدا ولا ردا!!
والحرية لا تقوم على أناس لا يملكون فكرا ولا رأيا - بادي الرأي - إتباع كل ناعق
ففي الحديث الذي رواه حذيفه : لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا
عن ابن مسعود أنه قال اغد عالما أو متعلما ، ولا تكونن إمعة
والحرية لا تقوم على أناس ضيقي الأفق أحادى النظرة لا يرون الا أنفسهم ولا يسمعون الا لها ( ما أريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد )
فهم دائما وأبدا على الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !!!
وسواهم دائما وأبدا على الباطل الذى لا يأتيه الحق من بين يديه ولا من خلفه !!!
والحرية لا تقوم على أناس يرون السفاهة على عباد الله وسوء الأدب فى عشرتهم والمتاجرة بأخطائهم بغية فضحهم والتشهير بهم لاصطناع بطولة زائفة وتحقيق مأرب مدخول وضيع !! هى غاية الحرية ومبتغاها !!
إذ الحرية فى سقفها الأعلى ان تقول الحق الذى تراه لا تتعداه الى التطاول والبذاء!!
( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما ) النساء 148
وعن ابى ذررضى الله عنه : أوصاني خليلي ص بخلال من الخير .. ان لا أخاف فى الله لومة لائم وان اقول الحق ولو كان مرا
وبعد
فالأمة اليوم فى حاجة الى عقل حر رشيد وضمير وطني مستقيم لتطهير البلاد من الفساد وتحريرها من الاستبداد ولو لبس لباس الدين المفترى عليه والمغلوط كما قالوا قديما ويئس ما قالوا : من قال لشيخه لما ؟ فقد حرم بركته ؟!!!
كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا
اللهم انعم علينا بالحرية ما دمنا أحياء وأنقذ امتنا من أئمة يدعون الى النار
واتبعهم فى هذه الدنيا لعنة واجعلهم فى الآخرة من المقبوحين آمين
والحمد لله رب العالمين