العلاقة بين الشرطة والشعب
أحمد أحمد عبد الجواد
الشواشنة / الفيوم / مصر
الأصل أن جهاز الشرطة جهاز مدني كما يقرر القانون ، فهو جهاز متلاحم مع الشعب وجزء منه يحرص علي رعايته وحمايته ويبادله الشعب حبا بحب وتقديرا بتقدير ، فماذا حدث ؟ وما المخرج ؟
الذي حدث أن جهاز الشرطه خالف المادتين 180,181 . اللتان نصتا علي أن الشرطه جهاز مدني ولا يجوز لها أن توجد هيئة عسكرية إلا للقوات المسلحة فقط .
لقد اصبح جهاز الأمن المركزي الذي هو تابع للشرطة أصبح عدده مليون وستمائه ألف جندي , لقد أصبحت الشرطة من الناحية العددية أضعاف الجيش المنوط به حماية البلاد .
والذي حدث أن الشرطة تشعبت وأخذت سلطات واسعة وتدخلت في حياة الناس بطريقة جعلتها تستبد وتتأله وتتعامل مع الشعب على أنه بمنزلة العبيد لدى سادتهم إلا لدى بعض الشرفاء الذين أصبحوا قلة بكل أسف .
والذي حدث أن جهاز الشرطة بات خادماَ لكرسي الحاكم والانتخابات والسياسة وتغليب مرشحين علي غيرهم ، بل صارت تتدخل في المحليات والعمد وشيوخ البلاد ، فمن رضي عنه هذا الجهاز فهو المقدر المحترم الآمن ، ومن غضب عليه هذا الجهاز فيا ويله وسواد ليله .
وكم من سجناء ومن سفكت دماؤهم ونهبت أموالهم على أيدي الكثيرين منهم .
ولو جئنا نعدد مثالبها لطال بنا المقال ، ولا يعني هذا أن الشرطه منعدمة المميزات ، ولكن المثالب لكثرتها أخفت المميزات القليلة .
والآن : ما المخرج ؟
يتلخص المخرج من هذه الأزمة في النقاط التاليه :-
1- أن تعود الشرطة لمدنيتها ولا تتحول لترسانة عسكرية
2- أن يفهم جهاز الشرطة دوره الحقيقي وفق الدستور وأنه ليس دولة داخل الدولة
3- أن يتعامل هذا الجهاز مع الناس بموازين ثابتة وواضحة ، فالمتهم بريء حتي تثبت إدانته ، فلا رشاوي ولا محسوبيات
4- البعد عن البلطجة وتلفيق القضايا عند العجز عن معرفة المتهم الحقيقي
5- الاستفادة من دروس الفترة الماضية حتي لاتتكرر الأخطاء وتحدث جرائم الشرطة كما كانت
6- توفير راتب جيد لضباط الشرطة حتي لايأخذوا الرشاوي ويسرقوا مقدرات الشعوب وأن يخضع هذا الجهاز لرقابة قضائية صارمة
7- أن تؤكد دراسة كلية الشرطة علي الاهتمام بحقوق الإنسان والتأكيد على اتباع منهج البحث العلمي في التحقيق الجنائي .
8- أن يبادر هذا الجهاز بخطوات واضحة ملموسة تطمئن الشعب أن هذا الجهاز يبدأ مرحلة جديدة يسعى فيها لتحقيق الشعار الذي حفظناه ونحن صغار : " الشرطة في خدمة الشعب " .
9- وعلي الشعب ألا يحكم علي هذا الجهاز بصفة العموم ، بل عليه أن يطبق المنهج القرأني " ليسوا سواءَ " .
10 - أن يتعاون الشعب مع الشرطة حال استقامتها في سبيل الحفاظ على الأمن والأمان لأنها من أعظم النعم التي تحتاج إليها البلاد والعباد ، وصدق الله : " الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " .
11 - ألا يتهاون الشعب مع المخالفات التي قد تحدث من بعض الضباط غير المسؤولين وذلك بالتبليغ عنهم بشرط ألا نلفق التهم للأبرياء ، وإلا نكون قد وقعنا فيما نحذر منه ونعيبه علي غيرنا.
12 - تكريم الشرفاء والأوفياء منهم وإعانتهم والثناء عليهم في المحافل والمجامع والمنتديات حتى يقتدي بهم غيرهم .