لقطات من مفكرة أديب (إبراهيم عاصي)

لقطات من مفكرة أديب

(إبراهيم عاصي)

إبراهيم عاصي *

نذير علمدار

اعتاد الأديب الأسير إبراهيم عاصي أن يسجل خواطره و يؤرخ لها .

فعن الصراحة يقول : الصراحة في الحديث كالخط المستقيم في الهندسة ، فكما أن الخط المستقيم في الهندسة هو أقصر بعد بين نقطتين ، كذلك الصراحة هي أسلم طريق للفهم بين متخاطبين .

و عن قيمة الإنسان التي أهدرت و ما تزال على الرغم من وجود منظمات تهتم بحقوقه ، إلا أن ذلك لم يوقف امتهانه يقول : عندما يصير الإنسان هو القيمة الكبرى و الحب هو العروة و المظلة ، و الخير هو المبتغى ، و الجمال هو المرفرف بجناحيه الفردوسيين على الخلائق، آنئذ يهتف كل من في الكون من شجر و طير و بهيمة و إنسان يهتفون جميعا ، و من الأعماق هنيئا للإنسان !!

و عن أثر الوهم و الوسواس يقول : إن باستطاعة أي شخص كان أن يقتل نفسه بنفسه إذا أراد ؟! و ما الوسيلة في ذلك إلا الوهم و الوسواس ؟!

و بتاريخ 4 كانون الثاني 1975 و قبل اعتقاله بأربع سنوات يسجل تحت عنوان ( كيف تمشي الأشياء ) فيقول : لا أكاد أجد شيئا في بلادي يمشي على قدميه !! هل هذا نذير الانهيار القريب ؟؟ ربما !!

و لكن أليس من عادة الانهيار أن تعقبه العافية و صحو الحياة الجديدة تنبثق فتـيـّـة دفاقة ، و تنبجس فوارة عاتية من بين صخور الموت ؟!!

قلت : ربما !! و ربما يكون من بعد ذلك الفناء أيضاً!!

و كيف نعرف ؟ و بم نستشرف المستقبل ؟

قلت : العلم عند الله .... أما المستقبل فإن استشرفناه بثقة من الله الغيور القاهر ، الممهل القادر ، فإن الانهيار لن يكون إلا انهيار البغي و المنافقين ..

و إن استشرفناه بأعمالنا و ضعفنا و تقصيرنا ، و من خلال المقاييس الأرضية ، فإن الفناء لا محالة ... للجميع ، الدمار للجميع .

                

    * أديب سوري معتقل منذ عام 1979