الغنوشي الكبير والغنوشي الصغير

خليل الصمادي

[email protected]

عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ المدينة المنورة

لا أدري إن كانت هناك صلة قرابة بين الشيخ راشد الغنوشي والوزير الأول محمد الغنوشي فهذا لا يهم ،ولكن الذي يهم أن هناك خلافا كبيرا بين الرجلين وحتى لو كانا  شقيقين أوقريبين من الدرجة الأولى أو الثانية وهو خلاف كبير لا صغير كالخلاف  بين نوح وابنه ،وفرعون وزوجه،  ومبارك وشعبه .

لا شك أن أحدهما كبيرٌ والثاني صغير وحتى لو كان أسن منه،  فمن هو الكبير ومن هو الصغير ؟

لبست هذه فزورة كما يقول التونسيون والمصريون أو حزيرة كما يقول الشوام ، فالمكتوب مبين من عنوانه.. فكر تعرف.. وإن لم تعرف الإجابة فاتصل بأي صديق، شرط ألا يكون الغنوشي الصغير لأنه يظن نفسه كبيرا، عندها تختلط عليك الأمور وقد تخسر المليون.

وإذا أردت مساعدة فهاك هذه المعلومات :

الغنوشي الكبير من حمل هم أمته وتحمل المنافي والتشرد وقبلها السجون والزنازين ولم يخش في الله لومة لا ئم.

الغنوشي الكبير من حمل فكرا وسطيا لا يفرض رأيه على الآخرين ولا يلغي غيره بالرغم من الدعايات المغرضة التي كانت تنال الرجل .

الغنوشي الكبير من تحمل الدعايات المغرضة والأقلام المأجورة وهو صابر محتسب، لا يشكو همه إلا للخالق الديان.

الغنوشي الكبير من وقف مع المضطهدين في أنحاء المعمورة مسلميهم وغيرهم.

الغنوشي الكبير من وقف مع الشعب الفلسطيني المجاهد منذ أن عرف طريق الخير والحق ، وقف معه  بوجدانه وبقلمه وصوته وبكل ما يملك .

الغنوشي الكبير هو من بقي خارج التغطية الدولية فبرمجته الفكرية لم تتوافق مع النظام الدولي الجديد بالرغم من الامتيازات والمكالمات المجانية مع واشنطن وتل أبيب.

الغنوشي الكبير  من وصل إلى مطار قرطاج الدولي ليلتقي مع الآلاف من محبيه في  مهرجان شعبي صادق لا مهرجان سينمائي مائع.

الغنوشي الكبير هو من تعقد الحكومة اجتماعا من أجل عودته وتقرر بأن لا يحق له الرجوع إلى جذوره إلا بقرار عفو من المحكمة  فلم يعر لها انتباها ولسان حاله كما قال المتنبي: وتصغر في عين العظيم العظائم .

الغنوشي الكبير من كان يطل علينا في الفضائيات مفكرا وفيلسوفا وداعيا ومشاركا آمال المسلمين وآلامهم .

الغنوشي الكبير هو من وقف مع الجياع والمسجونين والمحرومين منذ أن جاعوا وسجنوا وحرموا ، لا بعد سقوط الطاغية.

 الغنوشي الكبير هو من طمأن المرجفين وأعلنها بكل صراحة ، بأنه لا يسعى إلى سلطة أو منصب وكأنه يقول : هي لله هي لله ــ لا للسلطة لا للجاه.

هذا هو الغنوشي الكبير أظن أنكم عرفتموه ، وإذا أردتم معرفة الغنوشي الصغير فهو كما يقول المثل :" من ظن أنه كبير فقفد صغر في عيون الآخرين "