آداب المعلم في نفسه ومع طلبته

د. بدر عبد الحميد هميسه

[email protected]

المعلم الجيد هو من يضع نفسه موضع القدوة لتلاميذه وذلك يتطلب منه التجرد الكامل لله تعالي فيكون تعليمه لوجه الله, لا يريد بذلك رياء ولا سمعة ولا زيادة جاه وأول ما يبدأ به إصلاح الناشئة : نفسه أولاً : روي الجاحظ من كلام عقبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده قال: " ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بني إصلاح نفسك, فإن أعينهم معقودة عليك, فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت " فهذه قاعدة أولي في حياة المعلم إذا أراد بعلمه تكثير العلماء, وتقليل الجهلاء, وإرشاد الخلق إلي الحق إضافة إلي ذلك فإن المعلم ينبغي عليه- كما قال الإمام النووي " أن يظل مجتهداً في الاشتغال بالعلم قراءة, وإقراء ومطالعة وتعليقاً ومباحثه ومذاكرة, ولا يستنكف عن التعلم ممن هو دونه في سن أونسب أوشهرة أو دين أو في علم آخر " ولقد فصل العلماء الأجلاء في الآداب التي ينبغي علي المعلم أن يراعيها في نفسه:

- إذا عزم المعلم علي مجلس التدريس تطهر من الحدث والخبث وتنف وتطيب ولبس أحسن الثياب.

- يدعو ربه إذا خرج من بيته.

- أن يجلس بارزاً لجميع الحاضرين.

- أن يقدم علي الشروع في البحث .

- والتدريس بقراءة شيء من كتاب الله أولاً.

- إذا تعددت الدروس قدم الأشرف فالأشراف والأهم فالأهم.

- أن لا يرفع الصوت زائداً علي قدر الحاجة ولا بخفضه خفضاً لا يحصل معه كمال الفائدة.

- أن يصون مجلسه من اللغط, فإن اللغط يأتي بالغلط.

- أن يلازم الإنصاف والحق في بحثه ويجعل ذلك بغيته.

ومن الآداب التي يجب أن يراعيها المعلم مع طلبته :-

- أن يقصد بتعليمهم وتهذيبهم ربه الله تعالي وإظهار الحق.

- أن يرغب طلبته في التعلم ويذكرهم بما أعده الله للعلماء من فضل.

- أن يحب لطلابه ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه.

- أن يتلطف معهم ويعدل بينهم ويسعي في مصالحهم وجمع قلوبهم علي الخير.

- أن يتواضع لهم ويهش ويبش في وجوههم. وتلك الصفات الحميدة يكون لها أبلغ الأثر.

فالمعلم الجيد هو من يوظف تلك القدرات ويتدرج بتلميذه معها خطوة خطوة .

وهذا عين ما قصده الإمام النووي بقوله: " وعلي المعلم أن يؤدب المتعلم علي التدريج بالآداب السنية, والشيم المرضية ورياضة النفس بالدقائق الخفية ويعوده الصيانة في جميع أموره الباطنة والجلية, ويحرضه بأقواله وأفعاله المتكررات علي الإخلاص والصدق وحسن النيات ومراقبة الله تعالي" .  ونحن الآن أحوج ما نكون إلي تمثل هذه القيم التربوية الرفيعة في حياتناً, لكي ننشيء جيلاً صالحاً يبني نفسه ويسعدها ويعمل بجد لما فيه خير وطنه وأمته.