موسى شعيب .. شاعر الجذور الشعبية

شاكر فريد حسن

[email protected]

موسى شعيب من اعلام القصيدة العامية المحكية اللبنانية ورموز الشعر السياسي الملتزم ، وواحد من الأدباء والمثقفين والمبدعين الذين جرى اغتيالهم برصاص القوى الطائفية الظلامية. وهو ينتمي الى جيل الثورة ومن ابرز مقاتليه.. انه الإنسان الكادح الذي ولد ونشأ في بيئة شعبية فقيرة وكادحة وثائرة.

انتسب موسى شعيب في شبابه الغض الى حزب البعث الاشتراكي وشارك في أول تظاهرة طلابية وجرى اعتقاله ، وبعد اعتقاله شارك في القتال والكفاح الى جانب المقاومة الفلسطينية ، كما شارك في تأسيس وإنشاء المؤتمر الوطني لدعم الجنوب سنة 1970.

خاض موسى المعارك الانتخابية واصبح عضواً في حزب البعث واسهم في اقامة العديد من إتحادات الكتاب، منها:"اتحاد الكتاب اللبنانيين، المجلس الثقافي للبنان الجنوبي ، الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين" وسواها.

موسى شعيب شاعر مقاتل ومناضل وملتزم سياسياً صاحب هوية وصبغة طبقية. بدأ حياته الأدبية شاعراً باللغة العامية المحكية ثم تحول الى كتابة الشعر الفصيح، وتمتد قصائده بين الشعر الوطني والطبقي والغزل والوجدانيات والرومانسيات . وقد كتب هذه القصائد بلغة الشعب والحياة ، فجاءت رقيقة شفافة صادقة، وتعبيراً صافياً عن وجدانه وخلجات قلبه وعن احساس وحب عميقين للوطن والناس والجماهير والكادحين والفقراء ، الذين يتدفقون حيوية وحباً وعشقاً للحياة وينشدون العدل والمساواة والحرية والفرح.

استمد موسى شعيب مضامين وموضوعات شعره من الجذور الشعبية والأجواء الريفية اللبنانية ومن الواقع الاجتماعي والسياسي النضالي. وكما قال : " قصائدي تشكل بصمات على طريق نضالنا في لبنان، انها تعكس يوميات النضال الوطني القومي والاجتماعي في ساحة لبنان الملتهبة، واعترف انها جميعاً كانت برسم التحريض الشعبي، كل منها أدت مهمة في النضال الشعبي كلها كانت موظفة في خدمة كل انتفاضة ".

وفي احدى قصائده يتساءل موسى شعيب لمن يكتب؟.. فيقول:

لمن أكتب ؟وحولي تفرض الجرذان ما أكتب!

(...)لمن أكتب؟ لجيل الرقص في عتمات مقصورة

لمرضى شارع الحمراء حيث تخطط الثورة

لجيفارا الذي سموه في لبنان اسطورة

لرفع اللوم عنهم، صارت اسطورة

وقد ولت بهذا الشرق ايام الأساطير

موسى شعيب شاعر فياض القريحة، لغته الشعرية ذات نبض جمالي ، هي لغة شفاه أهل الريف اللبناني، وشعره تتضطرم فيه الشعلة الضرورية لكل شعر، ومن جميل شعره:

قتلوني، وأنا دفء الأطفال الليالي

أنا قطرات الماء / أنا أنشودة حب الفقراء

قتلوني ، يا عار بنادقهم، يا ذل رغيفهم المجبول شقاء

حذفوا اسمي من دفتر سادتهم

لم يدروا ان اسمي غابة أسماء

ودمي اخفوه لم يدروا أن دمي شلال دماء

لم يدروا : ان المطر الأحمر يطلع من أضرحة الشهداء

وتعشب بالورد الأحمر أقداس السجناء.