رد على مقال
د. حسن الربابعة
قسم اللغة العربية
جامعة مؤتة
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم
الاستاذ الفاضل ثامر المصاروة طالبي الفاضل سلام عليك، ان الطالبة في السنة الثالثة وقد اخذت رايي في كتابة هذا الموضوع،وهو بمثابة تمرين لها في هذه المرحلة لتقرا بعض معاني حروف الجر وليس كلها، وان وجدتَ اخ ثامر فيها دراسات فهذا لا يعني ان دراسة اي باحث قد احاطت بكل شيء، لان الاحاطة من اختصاصات المولى الواحد الاحد عز وجل حسب ،اذ يقول "ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السموات والارض " واذا سلمنا بان من كتب شيئا قد اتى على كل شيء ، فقد تعطل العلم، واكتفينا بما كتبوه فيجعلنا نرتمي كسالى في قول مغزى قول عنترة :
هل غادر الشعراء من متردم
ام هل عرفت الدار بعد توهم؟
وعلى ذلك قد نرفض راي الاول ثم يمكن ان نطمئن لقول الشاعر :
يا ايها امدعي في العلم فلسفة
حفظت شيئا وغابت عنك اشياء ؟
واذا اخذ بملحظات العلماء وقد درسوا كل شيء قد تتعطل حركة العلم والتعليم ،كما يتعطل المثل الذ له ضروب من المعاني "غرسوا فاكلنا ونغرس فيكلون " وقفقد يحنط العلم وتتوقف حركة الزمن المتحركة بسرعة الضوء وتنكسر الاقلام وقد نعود نحصي على اصابعنا ارقام الحسابات ، فالطالبة اجتهدت مشكورة في ان تدرس معاني متعددة من ثلاثة احرف ووثقتها من القرآن الكريم لاقتناعها باهمية مثل هذه الدراسة الاولية لا انها بحث علمي لطالب ماجستير ؛ بل انها تدرس أنموذجا من معاني بعض الحروف ، وقد كان من فوائد هذه الدراسة ان تحدق هي وغيرها في ضبط النص والانزياحات التي تتاتي بتوظيفه في مكانه في النص ،ولعل قارئا لقوله تعالى عن الغراب الذي بعثه الله لقابيل ليريه كيف يواري سوأة اخيه؛لحسده اخاه، بعد ان حمله على ظهره زمنا لا يعرف اين يدفته ويتخلص من رائحته "فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سواةاخيه فقال يا ويلتا اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاواري سوأة اخي فاصبح من النادمين "(سورة المائدة 31 ) فلعل نظرة في تحليل هذا النص الكريم ان تستوقفنا "فبعث الله غرابا "يبحث في الارض "، فالبحث في الارض على معنيين هما (searh for) and (digging )لان البحث وحده لا يفي بالغرض منه ،اذ قديبحث الغراب عن مكان في الارض ليدفن اخاه الغراب ؛فيجده صخرة او حجرا كما يتعذر في بعض المجنات ان يكف حفارو القبور عن مكان يجدون تحته صخرة لا تعينهم على حفر قبربعمق مناسب فيغيرون مكان الحفر ليناسب دفن موتاهم ، والمعنى الثاني الحفر في مكان من الارض مناسب ، لان الغراب هو اشارة تعليمية لابن آدم ليريه كيف يدفن اخاه خاصة انها الحالة الاولى التي يدفن بها ابن ادم اخاه ، واما وقوفنا عند الفعل "يبحث "المضارع المستمر ولم يقل "بحث"لان من عادة الغربان ان تدفن بني جنسها اذا ماتت ، وهي يا استاذ مصاروة عادة مستشرية وقد كتب عنهاوهو دليل اعجازي وان الغراب اذا اعتدى على انثى غراب، او جنى ذنبا ، يشكل له مجلس من الغربان تصيح به "قاق قاق " ويجلب كما في صيغة رجال الامن"مخفورا" تحت حراسة عدد من الغربان "فيحني الغراب المذنب راسه عند سماعه القاقات وهي لغتها تؤنبه وتصدر حكمها عليه ؛ ثم ينقر على راسه الى قاع مخه، ثم يحفر له، ويدفن في التراب ، فالغراب بامر الله هو الذي علم قابيل كيف يدفن اخاه هابيل وطبَّق الغراب ذلك على نفسه، فسبحان الله العظيم كيف بعلم الانسان ما لم يكن يعلم ، وبالتشريح الفسيولوجي للغراب وجد مخه من اكبر الامخاخ بالنسبة الى ما يماثله من جنس الطير ،ولذكائه المفرط فانه اذا التقط جوزة ؛وصعب عليه كسرها رماها على ملتقى الاشارات الضوئية، لانه يعلم ان المركبات تتوقف عندها، فياخذها بمنقاره بعد ان انكسرت فور ارتطامها بالارض من علو شاهق، ثم يطير مستغلا فترة من وقوف السيارات اجباريا ، ولا يخفى عليك انه لذكائه اذا وجد جرة لا يصل منقاره الى الماء فيها ، شرع برمي حصيات في قاع الجرة ليرتفع الماء، فيشرب ثم ينطلق ، انها طيور اخي ثامر بل هي امم امثالنا ،كما في النص العزيز بحاجة الى التوقف عندها كائنا حيا، يستحق التاني في التامل والدرس، ومن خلال مستويات توظيفها في شبكات علاقات اللغة، تكتشف اسرار جديدة فيها حتى وان كتب عنه جوانب منها اهل الفضل من العلماء والباحثين من قبل ،واقبل تحياتي ايها الباحث المجد المجتهد والله يرعاك.