وحدة أوروبا من خلال البابا
معمر حبار
المتتبع للشأن الأوربي، يلمس المقاييس العلمية التي إعتمد عليها الأوروبيون في بناء وحدتهم، وتكاملهم ..
ولعلّ تعيين البابا فرنسيس على رأس الفاتيكان، لدليل على ذلك .. فهو أول بابا من خارج أوروبا ، وبالذات من أمريكا الجنوبية، ومن الأرجنتين .. ولم يدخل في تعيينه غير تحقيق المصلحة العليا لأوريا، التي تعلو الجميع ..
ويمكن للمتتبع أن يقف على بعض الملاحظات من خلال زيارة البابا إلى مقر البرلمان الأوربي، حيث ألقى كلمة هناك، فكانت هذه الأسطر..
البحر الأحمر المتوسط.. قال البابا فرنسيس .. أمام البرلمان الأوربي ..
ليس من المعقول .. أن يتحول البحر الأبيض المتوسط .. إلى مقبرة كبرى.
فتاوى البابا .. وفتاوى العرب .. في اللّحظة التي يطلب فيها .. البابا فرنسيس .. من الأوربيين .. عبر البرلمان الأوربي .. إتخاذ كافة الإجراءات .. لحماية المهاجرين .. وتوفير لهم الظروف المناسبة ..
مازال أبناء بقايا العرب .. يتساءلون .. هل المهاجر الغريق .. شهيد، أم منحر !! .. هل تجوز الصلاة عليه، أم لا !! .. هل يدخل الجنة، أم النار !! . هل هو من المغضوب عليهم، أم من الذين رضي الله عنهم !! .
الصليب لايهمه الانتماء .. مايجب الإشارة إليه .. أن البابا فرنسيس .. هو أول بابا .. يدخل البرلمان الأوربي .. وأول بابا من خارج أوربا .. يدخل البرلمان الأوربي .. ويخاطب أوربا .. ويتحدث باسم أوروبا.
الصليب لايهمه الانتماء .. وهو في خدمة من يخدمه .. ولو كان من أدغال إفريقيا.
وحدة أوروبا فوق الأحقاد .. البابا بولس الثاني .. حين دخل الفاتيكان سنة 1978، ولمدة 26 سنة .. كانت أوربا تعيش قمة الحرب الباردة بين المعسكرين في عهد ريغان ..
ورغم ذلك تم اختيار .. بولس الثاني .. من بولونيا .. الشيوعية .. المعادية .. للمعسكر الرأسمالي .. لأنهم رأوا فيه .. الأفضل الذي ينشر دينهم .. ويحمي صليبهم .. ويرعى شؤونهم .. وفي سبيل غاياتهم وأهدافهم وعقيدتهم.. تركوا .. أحقادهم .. وثأرهم .. فجعلوا "العدو" .. فوق رؤوسهم .. وراعي دينهم .. ودنياهم.