سنة التداول
رضوان سلمان حمدان
إن الذين يقنطون لم يدركوا طبيعة سنن الله في الأرض ، فالله سبحانه وتعالى شاء أن يجعل الأيام دولاً بين الناس . قال تعالى: ﴿ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ ]آل عمران140[
فكما تعاني أمة المسلمين من القرح اليوم ، فقد كان هناك أيام عانى فيها الآخرون من القرح ، بينما كانت أمة المسلمين في سلامة وعافية. كل الأمم تسود فترة وتتبع غيرها فترات . . كل الأمم تقود زمناً وتنقاد لغيرها أزماناً . . بل إن كل الأمم تعيش مرة وتموت وتندثر وتختفي مرات ، إلا أمة واحدة ، قد تنقاد لغيرها فتره من الفترات ، وقد تتبع غيرها زماناً من الأزمان ، لكنها لا تموت أبداً . . تلك هي أمة الإسلام !!
أين حضارة الرومان ؟!
لم يبقي منها إلا أطلال وأبنية . .
أين حضارة الإغريق ؟!
لم يبقي منها إلا فلسفة فارغة ، ومعابد وثنية
أين حضارة الفرس ؟!
ماتت ولم تترك ميراثاً . .
أين حضارة الفراعنة ؟!
بقيت منها جمادات وديار كديار عاد وثمود ، وبقيت جثث محنطة وأوراق بالية ، لكن أين الفراعنة؟ إما في بطون القبور ، أو في جوف البحر ، حيث ينتظر جنود فرعون الساعة!!
أين التتار وجيوشهم؟!
لم يبق لهم أثر واحد . .
أين إنجلترا الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس؟!
إنها تابع ذليل . .
أين الإمبراطورية الروسية القيصرية ثم الشيوعية؟!
سقطت سقوطاً مروعاً . .
وسيأخذ غيرهم دورات ودورات ثم يسقطون ، وسيعلو نجمهم فترة ثم يهبطون ، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين . .
ومن ثم فلا عجب أن ترى أمة ظالمة قد ارتفعت وتكبرت وتجبرت . . إنها في دورة ارتفاع ، ولكنها حتماً لن تخرج عن سنة الله في أرضه وخلقه . . إن مصيرها إلى زوال . . حتماً إلى زوال . . فلن تجد لسنة الله تبديلاً ، ولن تجد لسنة الله تحويلاً . .