لغة أخرى في كوكب ثان

عمر النعمة

يتقن الشعب هناك اسلوبا مختلفا في حياة مليئة بالمتناقضات فمن سرق وخان يشار اليه بالبنان ومن لم يكن هذا ديدنه كان من الذين لا يرضى عليه انسان وقبل هذا وذاك الابي الوفي الذي لم يداهن قط كان مسرح التأريخ الواسع بابه في معزل عنه وكان تصنيفه قريبا من المغضوب عليهم والضالين عقائديا. والسطر الايجابي في ذلك الوطن يناله الضيم والتعب والنصب ويكون في الآخر بعكس من يعيش ويموت سلبيا ثم تشيعه الالآف قبل موته بسنين لان وجوده وعدمه سواء. ويبدو ان نمط العيش بأقل التكاليف أضفى جوا من الرضى يشوبه الحذر سرعان ما يتحول الى بركان يتفجر بأنطفاء كهرباء وعدم وجود ماء صالح للشرب. وفي الوطن ذاك يقبل الناس بالوافد الغريب ويسيرون وراء ذباحهم ويعتقدون جازمين انه مخلص لهم من المعاناة ولا مخلص، ويقفون موقفا متشنجا من ذلك الذي ضحى بسمعته من اجلهم ولم يدخر جهدا الا بذله لكن التوفيق جانبه. ولسان حال الجميع ينشد الراحة والطمأنينة التي قد تتحقق لكن بعيدا قد يراها مواليد 2003 بعد ستين سنة او سبعين او قبل شروق الشمس من المغرب ايذانا بحياة جديدة. ثم في ذاك البلد وشعبه المغلوب على امره قيادات استبدلت الذي هو ادنى بالذي هو خير وآمنت ببعض الديمقراطية وكفرت بالبعض الكثير وحققت مصالحها وما تصبو اليه عبر مسكين ينتظر لقمة عيش تنقذه من حصار دام زهاء 13 سنة فقد فيها مطالبه الاساسية، وخدعته من جديد شعارات جوفاء لعل الحرية اولها وليس آخرها، ولهذه القيادات وان لانت قلوب كالحجارة لا ترق. بتبدل الاشخاص تبدلت القلوب ايضا ولا قيم واضحة حتى الجار اصبح لا يرى جاره والصديق اخفى عداوته وادعى المدعي وانقلبت كل موازين القيم لتصبح المعاني السلبية هي السائدة بعد ان سادت فيما مضى كل معاني الايجابية. في تلك البقعة من ذلك الوطن يكثر القتل ويكثر الهرج والمرج ولا يدري القاتل لم قتل ولا المقتول مما قتل واصبحت الشبهة سيدة الادلة التي بها لا بغيرها يصدر الحكم فالقاعدة هناك معكوسة منكوسة فالبرئ متهم حتى تثبت ادانته. وللمغادرين في الداخل والخارج قصص مأساوية روتها الدموع قبل السطور وترك المنزل ليس سهلا ومغادرة الاحبة اصعب ولسان حال المغادر يقول: لبغداد احب الي من كل شئ ولولا الاحتلال ما خرجت. وفي ذلك الوطن تستهدف القيم وتكون العلمانية هي الفيصل ويتنكر من يدعي اسلاميته لاسلاميته ويخاطب الناس بغير ما خاطبهم به قبل دخول الاحتلال ويكون المتحكم في الاول والاخير في مصائر الناس من لا يمتلك تربية عالية ومن لم نسمع به البتة وربما يكون هو لم يسمع بنفسه لكن غدر الزمان بالطيب جعله في موضع ما كان يتصور ان يصل اليه قبل وصوله القبر او كانت الاحلام التي يستحي ان يخاطب الناس بها خشية عدم تصديقه حتى في الرؤيا لانه في واد والقوم في واد آخر وحدث له ما لم يكن بالحسبان وساد وقاد  وهو يدري انه لا يدري. وللعقول المهاجرة انين وحنين له اول وليس له آخر. وللقصة بقية.