المادية

عبد القادر زين الدين

المادية.. والرسالة

شبكة إنشادكم العالمية..الآن

عبد القادر زين الدين

يطول الحديث حول شبكة إنشادكم العالمية..سواءاً في ذكر المناقب أو المزايا أو مجرد المدح من قلب محب..لكن حين نود تقديم مادة تعرّف الشبكة لمن لا يعرفها ، و تزيد من يعرفها إلماماً بما تقدمه ، و تسعد من يعرفها تمام المعرفة ، علينا أن نقدم المختصر المفيد في قالب شيّق و ممتع ، وهذا ما نرجو أن يوفقنا الله في تقديمه بين السطور القادمة ، مع تركيزنا على نقاط محددة هامة.

لم يكن تأسيس هذه الشبكة - العالمية الآن - ولا انضمام أعضاء الفريق إليها ، ولا حتى وجودهم الحالي ، منطلقاً من نظرة مادية أو حباً في الشهرة أو أياً مما قد يخطر على بال من يبحث عن متاع دنيوي بحت..إنما هم شباب أحبوا الله فأحبوا ما يرضيه ، و استمتعوا بالنشيد فأحبوا أن يشاركوا الآخرين هذه الإبداعات الطيبة من أهل الخير..فكانت الشبكة وكان الهواة و محبي الفن الهادف ، و تسارعت الأيام في الرقي بهم نحو أعلى القمم والانتقال من مرحلة إلى أخرى حتى أصبح منتجو النشيد يرون في إنشادكم مدينة إعلامية إلكترونية هامة تعج بالزوار والمتابعين ، و بدأ اهتمام المؤسسات بالموقع يتزايد حتى وصل الحد إلى تقدير فواصل مادية بسيطة تخفف الضغط و تنظم الأمور عبر الموقع ، وهي إلى يومنا هذا تحمل قيماً متواضعة جداً مقارنة بمثيلاتها لدى المواقع الإعلامية والفنية الأخرى و غيرها ، بحيث تكفي بالكاد لتغطية تكاليف بقاء الموقع على الشبكة بتميزه ، و هذا كله لأجل النشيد و محبيه.

يواجه الموقع خلال مسيرته تحديات متجددة و أبجديات تحتاج إلى وقفات ، لعل أهمها كان مسألة حفظ حقوق النشيد وعدم نشره دون إذن صاحب الحق (المنتج أو الموزع) وما يواجهه المغتربون خصوصاً من عدم وصول جديد النشيد إليهم. فرغم وجود الفتاوي لكثير من المشايخ بمسائل حفظ الحقوق كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله و الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله ، إلا أن البعض يصرّ على التحايل أو تجاوز مثل هذه الفتاوي بحجج واهية ، لكن هناك من هو فعلاً يمتلك بعض المنطق كمن لا يوجد في منطقته ولا أي منطقة قريبة منها موزع لجديد الألبومات ولا حتى قديمها. لذلك لم تتجاهل الشبكة تلك الأصوات الكريمة ، و قامت مؤخراً بإنشاء متجر إنشاد على الموقع الإلكتروني inshadstore.com لتلبية طلبات جديد النشيد بأسرع وأفضل الإمكانيات. و يتجدد التحدي كما ذكرنا حين يرى البعض أن هذا اتجاه مادي للموقع ، لكن ما ذكرناه آنفاً كفيل بتوضيح سبب إنشاء المتجر الذي لا يبتغي كثير الربح من نشاطاته ، بل أذكر أن أحد الألبومات كان معروضاً بسعر 5 دولارات ، وحين وصل إلى إدارة الموقع وجدوا أن كلفته عليهم أقل مما قدّروه فقاموا فوراً بخفض السعر عبر الموقع إلى 4 دولارات مما يقول بشكل واضح وصريح أن نظرة الموقع لم تكن في يوم من الأيام نظرة مادية بحتة.

بعد هذا كله ، أود توضيح أمر مهم ، من وجهة نظري على الأقل..أستغرب حقاً أن يكون الأمر 'المادي' هو 'اتهام'!! لم أقرأ يوماً في شريعتنا الإسلامية ما يحرم الكسب المادي أو يذمه ، بل ما رأيت فيه ولا حتى في تراثنا العربي إلا مدحاً للتجارة و 'بارك الله في التجارة' و أنبياء عملوا في التجارة..إلخ. فما المانع أن أكون تاجراً يقدم رسالة الله في تجارته؟ أليس الدين وصل إلى أقاصي الأرض بسبب التجار المسلمين و تعاملهم الخلوق؟ ألم تقم قائمة الدين بتبرع هذا بنصف ماله وذاك بكل ماله و ثالث بقوافل تجارية ضخمة من تجارته الغنية الناجحة؟ علينا إذاً أن ندرك أن المادة يجب أن تخدم الدين ، لا أن نقنع أنفسنا غصباً أن الدين والمادة يتعارضان..والله الموفق