جابر قميحة وحراسة الفضيلة

بمناسبة حفل تكريم الدكتور جابر قميحة

مساء الثلاثاء 1342010

جابر قميحة وحراسة الفضيلة

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

الشيخ جمال قطب . القاهرة

بسم الله الرحمن الرحيم

نلتقي اليوم لتكريم الشعر والشعراء ممثلين في الشاعر جابر قميحة ؟ أم نلتقي ليعزي بعضنا بعضًا فيما أصاب الشعر في جيلنا إذ تقلصت كتائب الشعراء إلى فصيلة لا غير، وندرت المعاني الحسنة، وتلاشى الحس الشعري، وخمدت القوافي فلا نجد إلا أفرادًا، ولا نقصت إلا لآحاد معدودات.

وإذا ذكرنا الشعر والشعراء فنحن في حضرة صنعة وفن بلغا في حياة الشعوب والأمم مبلغ المهن والحرف.

بل تفوقت هذه الصنعة على غيرها إذ أن طائفة الشعراء وحدهم قد خلدها القرآن الكريم في اسم سورة من سوره الطوال.

    فإذا علمت أن من بين جميع سور القرآن الـ 114 هناك 6 سور لا غير أشارت إلى تجمعات بشرية.

(الناس – المؤمنون – المنافقون – الكافرون) ثم جاء القرآن الكريم بجماعة (الأنبياء) ثم طائفة (الشعراء).

والناس هم جميع البشر وهم ينقسمون بمعيار الإسلام إلى ثلاث فئات:

1-  المؤمنون ومنهم شعراء الإيمان.

2-  المنافقون ومنهم شعراء النفاق.

3-  الكافرون ومنهم شعراء الكفر.

وإفراد الشعراء دون غيرهم باسم سورة من سور القرآن الكريم يشعرنا بعظمة الشعر وخطره.

وقد أكد القرآن الكريم في محكم آياته أن الشياطين يوحون إلى أوليائهم زخرف القول غرورًا، فقال تعالى: " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُواًّ شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ " سورة الأنعام 112.

فمن حقنا بمفهوم المخالفة أن نفهم أن الملائكة توحي إلى أوليائها طيب القول دليلاً وتثبيتا.

وفي سورة الشعراء يقول تعالى (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين. تنزل على كل أفاك أثيم 221ـ 222.

(.......... وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (الشعراء:    227)

هكذا تجد الوحي الإلهي يبين تنزل الشياطين على كل آفاك أثيم ، ثم عطف عليهم فقال والشعراء ومن يتبعهم من الغاوين كل أولئك صرعى الشياطين وأبواق إبليس.

    ثم يستثنى جل جلاله شعراء المؤمنين فيقول " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وذكروا الله كثيرًا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).226 ـ 227

**********

وشاعرنا – جابر قميحة – كما تشهد الصحف بما روت ، والآذان بما سمعت، والقلوب بما أنصتت له ، والنفوس وما اطمأنت به ، شاعر من حراس الفضيلة لا يجد لنفسه مكانًا إلا في موكب من مواكب النور أو قافلة من قوافل الخير، أو موطن من مواطن الحق.

يعيش آلام أمته وآمالها ويرصد مدافعة المجاهدين للظالمين والمعتدين..

كما يحمل هموم الآونة وقد تنحت عن جادة الصواب بإلقاء ساستها القياد لجهلاء أو عملاء ، حتى هلكت الموارد والحرث والنسل ، وضعفت النفوس ، وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس.

فمن يحمل هذا الشعر الذي تغنى به لـ"جهاد الأفغان"، وحملته على"الزحف المدنس" ،ومناجاته لـ"أبي أيوب الأنصاري"؟

من يهتف بديوان "حسبكم الله ونعم الوكيل".

ومن بذيع ويشيع: "لله وللحق ولفلسطين"، ودواوين (أسماء الله الحسنى) و(محكمة الهزل العليا) ؟

هل لهذا الشعر من مدارس تزود طلابها لغة وثقافة ومجدًا ؟.

هل لهذا الشعر من مذياع يشنف الأسماع عزة وتاريخًا وسؤددا؟.

هل لهذا الشعر من تليفزيونات تشيع الخير وتمنح الناس قوة وإباء وعزمًا ؟.

اللهم آمين .