عندما تُبدع المرأة
تكون حتمًا فلسطينية..
هنادي نصر الله
[email protected]
لا يُعقلُ أبدًا أن نقولّ بأن هموم المرأة الطبيبة تختلف عن هموم المرأة المعلمة أو
المحامية أو الصحفية أو المحاسبة أو أو ....
هموم المرأة أيًا كان جنسيتها واحدة، طعمها واحد، لونها واحد، شكلها واحد؛فلا فرق
بين هموم امرأةٍ أمريكية وأخرى مصرية،باختصارلافرق بين هموم امرأةٍ شرقية وأخرى
غربية،كلهنّ خلقنّ من ضلعٍ أعوج وكلهنّ عبارة عن كتلٍ من لحمٍ ودم،يتأثرنّ ببيئتهن
المحيطة الأسرة،المدرسة،الجامعة، العمل،مجموعة الرفاق والأصدقاء،الوسط المحيط،عدا
عن عادات وتقاليد مجتمعنّ وهي التي تختلف من مجتمعٍ لآخر...
حقًا المرأة هي المرأة بتركيبتها وطبيعتها الحساسّة التي سرعانّ ما تثور عندما
تتعرض لأذى سواءا كان لفظيًا أو فعليًا؛تراها تُجندُ كل طاقتها وكل أفكارها وكل
إمكانياتها للدفاع عن كرامتها التي في نظرها قد استُهدفت ـ قصدًا أو غير قصد ـ
ولكن من وجهة نظري فإن المرأة المبدعة التي تطمحُ لحياةٍ حافلة بالإنجازات هي أكثر
نساء العالم إنسانيةً؛كونها تكون حالمةً تنسجُ حاضرها رغمًا عن الأشواك؛لتجني
مستقبلاً يُضاهي مستقبل الرجال بل ويفوقه قوةً ونشاطًا وروعةً وجمالاً...!
بل لعل المرأة الحالمة المبدعة هي التي تُدرك معنى الشموخ وتأبى الإنحناء لعواصف
التغيرات التي تطرأ على حياتها الشخصية والعمليّة؛فتراها تصمد في أعتى اللحظات
وأخطرها قسوةً على نفسها وعلى إنسانيتها؛كل هذا لأجل أن تُحقق ذاتها وتبني
كيانها؛لتُضاف إلى سجل الماجدات من النساء اللواتي دخلنّ التاريخ من أوسع أبوابه
وكنّ بحق من الرائدات اللواتي يستوجبُ ذكرهنّ والإشادة بمناقبهنّ العطرة عند كل
إنجازٍ يستحقُ فيه تمجيد العظماء من الرجال والنساء على حدٍ سواء..
رائعٌ أن تبكي بصمت وأن تنحني بهدوء دون أن يراها أحد؛رائعٌ أن تضمد جراحها ببلسم
أدائها الراقي والمميز؛فتنسى آلام وحدتها وضنك عذاباتها؛رائعٌ أن تقولّ بكبرياء"لن
أُقلدّ الآخرين وسأبتدعُ لنفسي حياةً تُميزني عن غيري"رائعٌ أن تثورّ في وجه كل من
يسخرونّ من طموحاتها وقناعاتها،رائعٌ أن تثبتّ جدارتها بتطويعها للمستحيل،رائعٌ أن
تمهدّ الدرب للأجيال القادمة رائعٌ أن تُشعل العالم كله دفئًا ونورًا وجمالاً
وعطاءًا،رائعٌ أن يكون شعارها"ما استحقّ أن يُولد من عاش لنفسه فقط"...
إنها المرأة المبدعة الطموحة المتميزة دومًا....إنها الفلسطينية بقوة شخصيتها
..بصلابتها... بتمسكها بعاداتها وتقاليدها وقبل ذلك كله بتعاليم دينها الإسلامي
الحنيف...
عزيزتي الفلسطينية واصلي الدرب...سأظلّ أكتب لكِ وأتبنى همومك وأدافع عن طموحكِ....
مع خالص حبي وتقديري..
جميلٌ جدًا أن تنقلبّ فتاةٌ حالمةٌ طموحة على وضعها؛فتبدأ بوضع النقاط على
الحروف؛تُقيم إيجابياتها وتمحو بإصرارٍ سلبياتها،جميلٌ جدًا أن تودع قريناتها وأن
ترحل عن جوهنّ الدافئ والحنون والمريح لأجل أن تصنع لنفسها ولوطنها ولقريناتها
ولكافة نظيراتها مستقبلاً وتاريخًا كله بطولة وتفاني وإباء!!.