متى نلتفت إلى الأمام

متى نلتفت إلى الأمام

ماجد بن عبد الله الغامدي

[email protected]

ليس لأحدٍ أن ينسلخ من ماضيه مهما كانت إمتداداته !

فإن كان مشرقاً فإنهُ سيكون رافداً لإستقاء الأمجاد وحافزاً لنيل أعلى المراتب ودافعاً للعمل الطموح والعزائم المتأججه.

وإن طان متواضعاً أو مخزياً فسيكون باعثاً على العمل للتغيير نحو الأفضل والنظر بعين الأمل لمستقبلٍ يزيّنهُ التفاؤل .

وإن كانَ آمناً  (في منطقه محايده) توفرت لهُ اسباب الإستقرار فلا أقل من  أن تحرص على المحافظه على محاسنه وإيجابياته .

ولكن ليس من العقل في شيء أن تعيش على رُفاه أو أن تندب بجانب جثّه أو جنازه حتّى وإن لازالت حارّه !

لازلنا نقول كما قال الشاعر الشهيد هاشم الرفاعي رحمه الله:

مـلـكـنا  هذه الدنيا iiقرونا
وسطرنا صحائف من iiضياء
حـمـلـناها سيوفا iiلامعات
إذا خرجت من الأغماد iiيوما
وكـنـا حـين يرمينا iiأناس
وكـنـا  حـين يأخذنا iiولي
تـفيض  قلوبنا بالهدي iiبأسا






وأخـضـعها جدود iiخالدونا
فـما نسى الزمان ولا iiنسينا
غـداة  الروع تأبى أن iiتلينا
رأيـت الهول والفتح iiالمبينا
نـؤدبـهـم أبـاة iiقـادرينا
بـطغيانٍ.. ندوس له iiالجبينا
فما نغضي عن الظلم الجفونا

ثم ماذا :

وما  فتئ   الزمان   يدور  حتى            مضى بالمجد قوم  آخرونا

وأصبح لا يرى في الركب قومي            وقد  عاشوا   أئمته  سنينا

هل ترضينا الدعوه للتباكي  بعد أن ملكنا هذه الدنيا !!

إلى متى نرثي أمجادنا  أو نتحسّر على ماضٍ تليد لم يبقَ منه  سوى واقعٍ بليد !

قلت ذات حسره:

كـنّـا  وكان المجدُ طوعَ iiسيوفنا
والـيـومَ  بِـعـنا للغزاةِ iiنفوسنا
سَكَت الجميعُ على مساوئ ضعفهم
وتـعـملقَ  الأقزامُ فوقَ iiرؤوسهم
إذا  كـنّـا قـد مـلكنا هذه iiالدنيا




بـالـحـقِ  ندفعُ جيشنا iiالجرّارا
حـتـى  أتـانا الغاصبونَ iiجهارا
فَـغَـدوا بـذُلٍ لـلـعِدا iiأنصارا
حـتى  استباحوا أرضنا iiاستعمارا
قـرونـاً  فـقد أُستعبدنا دهورا !

لا زلنا ننظر إلى ما طواهُ الزمان ودفن رفاتهُ النسيان بينما العالم لا يخطط للمستقبل القريب فحسب بل يدرس آثار المستقبل.

إنهم يسابقون الزمن بينما نحن نُثقلُ القيدَ بأغلالِ الماضي !

 وقد صدق الشاعر البليغ  ناصر محمد أحمد البنا

شـعـب مـليار مسلم يوم iiزادوا
وبـقـوا  بـعـد صـحوة كنيام
أمـة  شـقـق الـفضاء iiصداها
أمـة  سـادت الـزمـان iiبـعز
امـة  لـم يـعـد لـها من نفوذ
فـارقـوا  الـعز والكرامة iiعمداً





رجـعـوا لـلورى إلى ألف iiعام
واسـتـحـبوا  القعود بعد iiالقيام
ثـم شـدت لـسـانـهـا iiبلجام
ركـنـت  بـعـده إلى iiاستسلام
غير قصد الصحرا ونصب الخيام
كـفـراق  الأرواح iiلـلأجـسام

لقد أصبحَ الأكثرُ سلامةً   الأخلصَ عبوديةً..والأعلى فخراً الأقرب أسراً .. والأنعم أمناً الأصغر سجناً.. والأوفر عِزّةً  الأكرم تنازلاً.. والأبلغ نُطقاً الأكثر صمتاً.. والأحسن قولاً  الأكذب حديثاً !

لذلك  فقد أصبح اليأسُ أدنى إلى النفوس من الأمل ، والإحباط  ألصقُ بالوجدان من التفاؤل والانكسار أجلى بالهمم  من الزهو، والدموع أقرب للعيون من الإبتسامه!!

وطـالَ دربـي ومـا أدركت iiغايته
وطـال  صبري على أوجاعنا iiزمناً
مـتـى  نـمـوتُ لكي تهتزُ iiألويةٌ
مـتـى سيمضي بنا التاريخُ iiمعتزماً
يـا أمـتـي إن سوط القهر يجلدني




وضلّ في السيرِ مني السمعُ والبصرُ
ورغـم  أوجـاع هذا الصدر انتظرُ
مـن الـفـتوحِ ويعلو الفتحُ والظّفرُ
يـروي لأحـفـادنا من عزمنا iiسِيرُ
رغـم  الـجراح ففي أعطافيَّ النُذرُ

متى نعمل لاسترجاع أسباب القوة المطلوبة لقيادة العالم من جديد، ومتى نملك الشروط الموضوعية التي وضعها الله عز وجل وفق  سنن ونواميس متى يمكننا الخلاص من الثقافة الانهزامية  ونعمل على إصلاح موقفنا من الدين ومن أنفسنا و معالجة مساوئنا  ليحق لنا  الاعتزاز بالتاريخ القيادي!!؟

متى يمكننا الالتفات إلى الأمام !؟؟