الطريق إلى الملحمة الكبرى

سلسلة المعرفة، الثورات الإسلامية العربية

الحلقة التاسعة والخمسون

الجزء الثامن

الطريق إلى الملحمة الكبرى

محمد سعيد التركي

[email protected]

غزة،، لو كانت مشاعرُ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها كونت ريحاً من الغضب والكراهية ومشاعر الانتقام من اليهود ومن ورائها أمريكا والغرب قاطبة الذين دعموا اليهود ودولة إسرائيل، لحملت تلك الريحُ اليهودَ جميعهم وقذفت بهم في البحر، ولدمرت تلك الريح كل من ناصر اليهود من التحالف الغربي والشرقي البغيض الذي أمدهم بالسلاح والمال والعتاد ضد شعب كثير العدد، أعزل، حبيس سياسياً في ما يقارب بضعاً وثلاثين الفاً من الكيلومترات المربعة من الأرض.

خمسون يوماً من القذائف المدمرة العمياء على عمائر سكنية لا تأوي فيها إلا رجالاً عزلاً من السلاح، ونساء وحوامل وأطفال، في مشهد لم يعد غريبا على أنظار المسلمين الذين يرون القتل والذبح وانتهاك حرمات الناس في بلدان المسلمين من ليبيبا وتونس ومصر واليمن وسوريا والعراق لمجرد أنهم أحسنوا الظن في حاكمهم قليلا أن عاتبوه سلمياً ليرفع عنهم بعض الظلم.

أما اليهود الصهاينة فبغضهم يجري مجرى الدم في أجساد المسلمين كافة، ولحقهم الآن في البغض الغرب، أمريكا وأوروبا وغيرهم، ممن كان الناس يحسنون الظن بهم، فهؤلاء هم الذين أعلنوها وقاحة وصراحة حربهم على الإسلام والمسلمين بعد أن جمعوا أمرهم على تسمية الإسلام إسماً جديداً وهو الإرهاب، وتسمية المسلمين إسما جديداً وهو الإرهابيين.

لقد رأينا من الحقد والبغض من الغرب ومن حكامهم العملاء العرب وغير العرب على المسلمين ما لا نعرفه بصفتنا أنفساً إنسانية، وكذا ما لا تعرفه النفس المسلمة التي تغذت بالإسلام والرحمة العظيمة والخلق العالي والأدب الرفيع، ولذا فإن ما نراه من مشاهد في بلداننا لا نستطيع أن نصدق حقيقتها وهي ماثلة أمام أعيننا وأسماعنا، لأنها بفظاعتها تفوق المعرفة العقلية للمسلم وللشخصية الإسلامية وتصوراتها، ولكنها في المقابل تجد لها قبولا ومكانا في النفس البشرية التي آمنت بأن الإله هو المصلحة، والمال رب الأرباب، لا إله غيره ولا رب سواه، ولذا فإن أعمال القتل والتدمير والانتهاك التي تحدث لا تدركها النفس المسلمة، ولكن تتقبلها النفس الكافرة وخاصة إذا وجدت لنفسها مبرراً للقتل وهو مصالحها.

إننا لم نستطع أن ندرك ونفهم كثيرا مما قاله الله سبحانه وتعالى لنا في كتابه الكريم وهو يصف لنا الكافرين والمشركين واليهود ونفسياتهم وأهواءهم وأفعالهم وصفا شنيعاً، ويحذرنا بشدة سبحانه وتعالى منهم، فكنا نراهم يحسنون الضحك والرقص والرياضة، ويحسنون التعامل مع من يزور بلادهم، وخلقتهم الصفراء تحب أن تراها العين عادة، ولذا فإن نظرة كثير منا لأعدائنا تغلب عليها النظرة السياحية، ولكن لو أن الله أطلعنا على حقيقتهم بخلاف سنة الكون التي قررها في الأرض، لشاهد المشاهد مناظر مروعة ومرعبة ورهيبة في الكافرين والمشركين ولرأى الناظر إليهم دماء هائلة تسيل من بين أيدي الكافرين المبتسمين، الذين قتلوا مائة مليون إنساناً ظلما وعدوانا من سكان أمريكا الأصليين، وقتلوا واستعبدوا مثلهم من أفريقيا، وقتلوا مثلهم في الحربين العالميتين، وقتلوا من المسلمين وانتهكوا من الأعراض وما زالوا حتى الساعة ما ليس له عدد، ولم يدَعوا مكانا في الأرض كافة إلا دنسوه وعاثوا فيه الفساد، ودمروا خيراً كثيراً لا تحصيه الأرقام، ولا زالوا هم قادة المشاهد الإجرامية وقادة انتهاك الأنفس والأعراض، وقادة المؤامرات الإقتصادية والسياسية والعسكرية في العالم أجمع.

لذا فإننا اليوم نشاهد بشكل جليّ ما وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم من أكثر من أربعة عشر قرن من الزمان أن هناك فسطاطين، فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر، فقال سبحانه وتعالى في جانب الكفار والمشركين واليهود: إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون، وقال سبحانه وتعالى: إنما المشركون نجس، وقال سبحانه وتعالى: إن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، وغير ذلك كثير من الوصف في سورتي التوبة والأنفال.

ووصف الله سبحانه وتعالى المؤمنين وعقولهم ونفسياتهم، أخلاقهم وسلوكهم وأفعالهم في كل القرآن الكريم، وبالذات في سورة "المؤمنون" وصف فسطاط المؤمنين، وكيف هو، وكيف يجب أن يكون، وهو فسطاط مغاير تماماً لفسطاط الكافرين والمشركين واليهود.

إذن هناك فريقان على الأرض، فريق الخير وفريق الشر، وذكرهما الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ.

إذن فإننا اليوم نقف أمام فسطاطين واضحين جليّين ونرى بأسماعنا وأبصارنا وبدمائنا وأموالنا وأعراضنا هذين الفسطاطين، فسطاط الكفر وما يقابله من فسطاط الإسلام والمؤمنين، ولم يعد الأمر خافياً أو مغمماً إلا عند من في قلبه مرض.

لقد رأينا وأرانا الغرب والشرق الكافر بشاعة المناظر والأفعال الشنيعة فينا وفي الدول المفقرة الأفريقية والجنوب أمريكية وغيرهم، وأرونا فعالهم التي لا قيمة فيها لأرواح المسلمين أو دمائهم أو أعراضهم أمام تحقيق مصالحهم ورفاهية شعوبهم وترف عيشهم، وزاد المنظر وضوحاً وجلاءً عندما تحركت في نفوس الناس المسلمين في بلادهم المختلفة شيئا يسيرا من مشاعر وأعمال الإعتراض السلمي في صورة مظاهرات سلمية من جانب واحد، نرى كيف عز ذلك على الكفار الغربيين أن يتحرك هؤلاء الناس ويهددوا مصالحهم من بعيد، وعز عليهم أكثر عندما تحولت مطالب هؤلاء الناس الذين ينظرون إليهم بنظرة الإزدراء والاستخفاف والتحقير، إلى المطالب المنطلقة من عقيدة الإسلام ونظام الإسلام.

نعم الإسلام الذين يصرون على تسميته بالإرهاب، هذا الفسطاط الجذاب بخيريته وعدله وشموليته، والقادر على قطع أياديهم الملوثة بالدماء والأعراض، والقادر على قطع أرجلهم الظالمة القاهرة لتصل إلى بلاده وشعوبه وثرواته.

لأول مرة بدأ الغرب الكافر المحتل يشعر بأن هذه الشعوب الثائرة منذ أن ذكرت أن نهضتها إنما هي نهضة إسلامية لا وطنية ولا قومية ولا إشتراكية أو غيرها، لأول مرة بدأوا يشعرون أن الأمر جدٌ لا هزل، وليست حركة الناس لمجرد الجوع والظلم، فقاموا بفعل كل شيء من محاولات الإلتفاف حول هذه الثورات والتآمر عليها، لتسليمها لبعض محسوبيهم من الخونة والنازعين إلى السلطان، فنفع ذلك في ليبيا ومصر مؤقتاً، أما في الشام فرأوا أن محاولات الإلتفاف لم تنفع، فقاموا في الشام بالكيل على رؤوس الناس بالصواريخ والقنابل والبراميل المتفجرة، فرأوا أن ذلك لم ينفع، فقاموا بإختراق بعض الجماعات الجهادية بنجاح، ويبدو أن الأمر لم يعد ينفع، فقد استفحل الداء بدرجة لا ينفع معها إلا اتخاذ أمر جاد لضرب التحرك الإسلامي المطالب بعودة الخلافة بالشام والعراق وصهر كل بلدان المسلمين فيها، فقاموا بتدبير أمر شاق عليهم بالرغم من اهتزاز عرش إقتصادهم، وهو المواجهة العسكرية المباشرة.

المواجهة العسكرية المباشرة أمر تعرف أمريكا وأوروبا نتائجه المدمرة لإقتصادهم والقاتل لجنودهم، والوحل الذي لا يستطيعون الخروج منه، فرأوا كعادتهم عندما تعجز حيلتهم أن ينظموا تحالفاً عظيماً، تحالف مادي وعسكري وسياسي تكون وطأة التكاليف فيه أقل حدة عليهم، فأقاموا تحالفاً من أكثر من أربعين دولة، تحالف عظيم العدد، لربما لم يحصل يوما في التاريخ مثله بعد التحالف الذي انعقد لتحرير الكويت في 1991م، تحالف مضمون التكاليف والمصاريف من دول وحكام أهل المنطقة أنفسهم، تقتل فيه أهل المنطقة الثائرة وتشردهم وتشتت شملهم، وتئد ثورتهم السياسية المسلحة، فتحافظ على سلطانها على بلاد المسلمين ويبقى امتصاص الدماء قائماً، ناهيك عن ما تحققه أوروبا وأمريكا من هذا التحالف لتشغيل مصانعها العسكرية وتخفيض نسب البطالة في بلدانها، فهم كالذي يأخذ من القتيل أجرة قتله وثمن الرصاصة التي سيقتله بها، وأن يحفر قبل قتله بنفسه لنفسه حفرة لجثته.

     

إن المسلمين اليوم ليسو هم مسلمو الأمس، وأفكارهم لم تعد هي أفكارهم بالأمس، ومشاعرهم قد تحولت من الإفتتان بأوروبا وأمريكا والإعجاب بهم إلى الحنق على أوروبا وأمريكا، وتحولوا من الإفتتان بهم إلى كراهيتهم وبغضهم، فقد أصبحت أفعال أمريكا وأوروبا تبصر العمي، وتسمع الصم، وبات الحكام العرب مكشوفي الأفعال بشكل غير مسبوق، وباتت خطط تغيير أنظمة الحكام العرب وتبديلها من قبل الغرب لا تنطلي على أفهام الشعوب وعقولها.

لقد عملت مصانع أوروبا وأمريكا وحكام البلدان الإسلامية بحق على إنتاج شباب مؤمن مجاهد اليوم، لم يصبح له بدٌ إلا التحرر من ربقة العبودية وإلا تحرير بلدانهم وشعوبهم، وإلا تخليص أهلهم وبلدانهم من شدة الظلم والطغيان.

لقد باتت أفعال الغرب وأعوانهم تُقنع كل ذي فطرة سليمة بمستوى الجريمة والظلم والطغيان الذي ترزح تحته الشعوب، فأصبحت شعوب اليوم المسلمة ليست هي شعوب الأمس، ومزاجها اليوم لم يعد ذاك المزاج السابق، ولونها الأصفر بالأمس تحول إلى لون أحمر اليوم، ودرجة حرارة الشعوب المسلمة إرتفعت كثيراً مقارنة ببرودتها بالأمس، بل إن مطالب الشعوب اليوم لم تعد كمطالبها بالأمس، فقد أصبحت تطالب سراً أو جهراً اليوم بحكم الله وبإقامة الخلافة، لأنها رأت متيقنة في ذلك عزها ومجدها وتحررها من العبودية التي فرضتها أوروبا وأمريكا ونواطيرهم من الحكام.

إن هذا الواقع في صناعة الشعوب المسلمة الذي صنعته السنون وأفعال العدو القريب والبعيد، واقع يتحدث عن مرحلة جديدة تقابل ما همت به أوروبا وأمريكا وما قامت به من تحالف، فالتحالف الغربي حشد عظيم لمواجهة كبرى، ولكن مع من؟

يبدو أن الغرب يعرف تماماً أنه سيكون هناك حشد سياسي ومسلح يقابل حشدهم أكثر مما هو موجود الآن على الأرض في بلاد الشام والعراق، وهذا الحشد المقابل سيكون من أهل المنطقة برجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها الغيورين وحتى من حجارتها وأشجارها.

نعم إننا نندفع رغما عنا إلى حشد عظيم فاصل، لمرحلة حتمية قادمة، سياسية ومسلحة، ضد الغرب ومؤامراتهم وأعوانهم وعملائهم، حشد يحق الحق ويبطل الباطل ويحرر الناس من عبودية الغرب الكافر المحتل.

أي إن الأمور تسير بقوة نحو مواجهة عالمية بين الكفار والمسلمين في بلاد الشام والعراق، مواجهة عظيمة من شأنها إما أن يتحرر من خلالها العالم الإسلامي من ربقة العبودية للكفار، أو قهر التحرك الشعبي العالمي الإسلامي، قهراً لا نهضة بعده وذهاب ريح الإسلام، لا سمح الله.

إن العالم الإسلامي لا تحرر له من العبودية المفروضة عليه منذ قرن من الزمان إلا بهذه المواجهة العالمية، فالمواجهة العالمية هذه هي بمثابة تفجير للموقف العالمي بين المسلمين والكفار وبين الإسلام كافة والكفر كافة، أي بين الإحتلال والمحتل، هذا الموقف سيحصحص الحق ويبطل الباطل بإذن الله، وبدون هذه المواجهة العالمية لن يكون هناك تفجير للمواقف ولن تحصل المواجهة الحاسمة الفاصلة، ولن يحصل التحرر المنشود.

إن المادة الوحيدة التي تعطي للصراع نكهة تحررية وصادقة ومؤثرة، وتدفع للنجاح وللنصر بإذن الله تعالى على الأعداء المحتلين المجرمين، والمادة الوحيدة التي تقهر العدو وتحافظ على الثبات وتعطي روحاً للجموع الإسلامية المناهضة، ليست إلا مادة واحدة فقط، إذا فقدت أو ضعفت أو تراجعت في النفوس، فقد النجاح والنصر والفلاح طعمه وأضل طريقه، هذه المادة هي المطالبة بالإسلام وحكم الإسلام وإقامة الدين ونظام الحكم في الإسلام وهو الخلافة لا غير.

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:

التوبة - الآية 36

وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

 التوبة - الآية 29

قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ

التوبة - الآية 123

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

  النساء - الآية 76

الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا

البقرة - الآية 190

وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ

عَنِ ابْنِ جَابِرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْطَأَةَ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ، مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ ".

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : "سَيُفْتَحُ عَلَيْكُمُ الشَّامُ، فَإِذَا خُيِّرْتُمُ الْمَنَازِلَ مِنْهَا فَعَلَيْكُمْ بِمَدِينَةٍ يُقَالُ لها دِمَشْقُ، فَإِنَّهَا مَعْقَلُ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمَلاحِمِ، وَفُسْطَاطُهُمْ مِنْهَا بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا الْغُوطَةُ" . وَكَذَا رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ نَزِيلُ تِنِّيسَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ .

وروى أبو داوود في سننه:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ سَيَصِيرُ الْأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً جُنْدٌ بِالشَّامِ وَ جُنْدٌ بِالْيَمَنِ وَ جُنْدٌ بِالْعِرَاقِ قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ فَقَالَ عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ وَ اسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ.