لمحة عن المقامات واستخدامها في التلاوات

لمحة عن المقامات واستخدامها في التلاوات

محمد زهير الخطيب/ كندا

[email protected]

مقدمة:

القرآن الكريم كلام الله عز وجل المعجز الذي جاء بلسان عربي مبين، فمفرداته هي المفردات التي يستخدمها العرب في كلامهم اليومي ولكنهم يستخدمون المفردات بجمل وتعابير غير معجزة، ويمكن الاتيان بمثلها أو أحسن منها ويمكن نقدها وإظهار قصورها تارة وتعارضها وتناقضها تارة أخرى، بينما جاء القرآن الكريم معجزا في اسلوبه وبيانه وتراكيبه وبلاغته حتى قال القائل إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه يعلو ولا يعلى عليه.

وللقرآن الكريم علوم منها التفسير والتجويد والبيان شاملا البديع والطباق والجناس وكذلك معرفة الناسخ والمنسوخ والعام والخاص... وقد إهتم العلماء بهذه العلوم واستعرضوا تطبيقاتها على الآيات والتلاوات منذ مئات السنين، غير أن علم النغمات أو المقامات لم يلق نصيبه من البحث والدراسة ولعل السبب هو ارتباط المقامات بالموسيقا التي ارتبطت عموما باللهو والمخالفات الشرعية، غير أنه لا مناص من استخدام هذه المقامات شئنا أم أبينا، والخروج عن هذه المقامات يؤدي إلى أصوات نشاز لا ترتضيها الآذان وتخل بالجمال الذي يليق بكلام الله عز وجل، كما أن حسن التعبير عن المعنى والإنفعال في النص القرآني يصبح أكثر وضوحاً وجمالاً وتأثيراً بتطبيق مقامات متغيرة حسبما يقتضيه المعنى والتأثير، غير أن كبار القراء لم يفتهم هذا العلم وعرفوه بالذوق الشخصي أو درسوه على أيدي المتخصصين فاجادوا وأحسنوا.

وهذه بعض المعلومات البسيطة الاولية:  

السلم الموسيقي:

السلم الموسيقي يتألف من سبع نوتات أو نغمات هي:
1- دو   2- ره   3- مي  4   - فا   5- صول   6- لا   7- سي

وبالاضافة لهذه النغمات السبعة الاساسية هناك نصف النغمة (نصف التون) وهذا في الموسيقا الغربية، اما في الموسيقا الشرقية فهناك ايضا ربع نغمة (ربع تون) وثلاثة ارباع النغمة.

المقامات:

في الموسيقا الغربية هناك مقامان هما الكبير ميجور (Major) والصغير ماينر(Minor وهناك مقامات غربية  أخرى نادرة الإستخدام مثل المقام الملون (Chromatic) ومقام الماينر اللحني (Melodic Minor).

وفي الموسيقا الشرقية هناك عشرات المقامات، غير أن الاساسية منها سبعة تجمع في كلمتي

 صنع بسحر:
صبا  - نهاوند - عجم - بيات - سيكا  - حجاز - رصد

يتميز كل مقام بتسلسل محدد من الأبعاد أو الدرجات بين نغماته السبع كما يبدأ المقام عادة من نغمة أو نوتة من نغمات السلم الموسيقي تميزه.

المقامات التي تبدأ من نغمة دو:  رصد ونهاوند 

المقامات التي تبدأ من نغمة ره:  بياتي وحجاز وصبا

المقامات التي تبدأ من نغمة مي:  سيكا

المقامات التي تبدأ من نغمة فا:  (جهاركاه) وهو ليس في دائرة بحثنا

المقامات التي تبدأ من نغمة سي:  عجم

1

2

3

4

5

6

7

دو

ره

مي

فا

صول

لا

سي

رصد  نهاوند

بياتي حجاز صبا

سيكا

(جهاركاه)

 

 

عجم

تعريف بالمقامـات مع أمثلة:

1-     رصد:

فيه عظمة وجد، ويتلو به أكثر أئمة الحرم ومنهم السديس والشريم والحذيفي، ومن الاناشيد الشائعة التي جاءت على هذا المقام: نحن جند الله أشبال الفدا ...، الدين لنا والحق لنا...، دع طرق الغي...، طمن قلبي وريح بالي...، يا نبي سلام عليك...، محبوبي لما بدى بروضة سندسية.  

2-     نهــاوند:

وهو يقابل (الماينر) فيه حزن وطرب، متباعد الطبقات وصعب الاداء، يستخدمه كبار القراء في التجويد كالمنشاوي وعبد الباسط ومصطفى اسماعيل والعفاسي، ومن الاناشيد الشائعة التي جاءت على هذا المقام: رحماك يارب العباد...، ياخير مولود بمكة قد أتى...، الليل ولى لن يعود.

3-     بيــاتي:

 فيه خشوع وعاطفة جياشة، تبدأ القراءة به وتنتهي به عادة، ، وتذكر الرويات أن ذلك يعود إلى قرار سلطاني أيام الدولة العثمانية يقضي بأن تبدأ التلاوة بهذا المقام وممن لهم تلاوات مميزة به المنشاوي، ومن الاناشيد الشائعة التي جاءت على هذا المقام: منا الرجاء ومنك العفو والجود...، يا إله العرش يا سندي...، دعوني دعوني أناجي حبيبي...، قل يا عظيم أنت العظيم قد همنا أمر عظيم...، إلهنا وا أعدلك مليك كل من ملك...، أحمد يا حبيبي سلام عليك...، اشتدي ازمة تنفرجي قد آذن صبحك بالبلج...، وتنشد به الاناشيد الشعبية كالميجانا والعتابا وأغاني شائعة مثل يا صلاة الزين، سالمة ياسلامة.

4-     حجــاز:

 يقال أن أصله عربي، وفيه عاطفة وحنان، ويستخدم كثيرا في الاذان والدعاء، وفي تلاوة مشاهد القيامة...، ويتلو به هاني الرفاعي، ومن الاناشد التي جاءت على هذا المقام: اسق العطاش تكرما...، عطفا أيا جيرة الحرم هواكم زاد في هيمي.

5-     صبــا:

 فيه حزن ويصلح لتلاوة آيات الندم والعذاب والنار والسمو، ويقرأ به خالد القحطاني، ويجوّد به المنشاوي ... ومن الاناشيد التي جاءت عليه: كن مسلما وكفاك بين الناس فخرا...، جينا المدينة تنزور نبينا...، طمن قلبي وريح بالي بذكر طه حبيبي الغالي...، هيموني تيموني عن سواهم اشغلوني.

6-      ســيكا:

 فيه فرح وسرور ويصلح لتلاوة آيات النعيم والجنة، يبدع فيه الشيخ المنشاوي، ومن أشهر الاناشيد التي أتت على هذا المقام نشيد طلع البدر علينا من ثنيات الوداع...، وكذلك: مولاي كتبت رحمة الناس عليك...، ياحادي سر رويدا وامش أمام الركب...، حيوا الهادي باجمل ذكرى صلوا معانا يا حضار. يارسول سلام عيك يانبي سلام عليك...،  

7-     عجــم:

 وهو يقابل (الميجر) فيه قوة ويستخدم للالحان العسكرية والأناشيد الوطنية الرسمية وتصعب التلاوة به ولا اظن أن هناك تلاوة كاملة به، بل هناك متفرقات تجويد لكبار القراء كعبد الباسط والمنشاوي ومصطفى اسماعيل، ومن الاناشيد التي جاءت وفقه: قسما بالله رب العالمين...، ربي الاعدا قد ظلمونا كدهم يا جبار.

وقد تؤدى التلاوة أو النشيد بأكثر من مقام، غير أن التنقل يحتاج إلى دراية وخبرة كي لا يقع النشاز.

وفي كل مقام يمكن أن تكون التلاوة قرارا أو جوابا، والقرار يكون بطبقة صوتية منخفضة وعميقة، ويناسب أصوات الرجال عادة، والجواب يكون بطبقة صوتية عالية رفيعة وهو من طبيعة أصوات الاطفال والنساء، ولاشك أن القراء المشاهير يستطيعون التنقل بين القرار والجواب بشكل متقن وجميل كما يفعل عبد الباسط ومصطفى اسماعيل مثلا.

وقد قدم عدد من الاساتذة الكرام دروسا في المقامات والتلاوات منهم أمين الترمذي وناصر العزاوي ومحمود ابراهيم وأيمن الحلاق وخليل اسماعيل تجدون بعضها في المواقع التالية:

www.qquran.com

www.qoranway. com

www.quran.maktoob. com

مع أطيب التمنيات بتلاوة حنونة خاشعة.