جولة في آذار ومنه إلى نيسان
هايل عبد المولى طشطوش
[email protected]
تنطوي الأيام فتمر مسرعه من أمام ناظر
البشر دون شعور أو إدراك من جلهم فتهوي بأحلامهم وتطيح بغاياتهم دون أن يشعروا بها
برضاهم او بسخطهم .. هكذا هي الحياة أيام وشهور ساعات ودهور تمر وما أسرع المرور
!! من آذار إلى نيسان من مهد الزهر إلى ينبوع الياسمين.... تتنقل بنا الروح من نبع
فاض به آذار إلى بحيرة أحلام حالمة يحتضنها نيسان ، من زهرة بيلسان إلى طهر
الياسمين وعناقيد الكروم في مرابع نيسان ،من شهر السمار إلى شهر الأطيار ، من حياء
الشمس خلف الغيوم إلى إشراقه دافئة تخترق أعماق الروح المتعبة,,,,,,,,,,, إطلاله
نيسان وحياء آذار فنحن بين هذه وتلك عبيد النفس وأتباع الروح......... وأما الجسد
فليس له ولا علية سوى الإتباع والانقياد فتارة تخطفه محبة الروح إلى الحياة فتطير
به إلى عالم البعيد خلف تلال الزمن وخلف المجهول وخلف الغيم المديد وتارة تأسره
الأحزان وتحبسه الآهات وتختنق بداخلة العبرات على شطر العمر الذي ولى خلسة دون أن
يدري وكأنه الدقائق والساعات ، تمضي قافلة الحياة تتنقل في مسيرها بأزقة الحياة
الضيقة والواسعة المديدة والعديدة القديمة والجديدة فتكتشف كل ما هو جديد ما هو
غريب ما قريب ما هو بعيد ما هو شقي ما هو سعيد !!!! ، زفرات العمر تختنق وتخنقنا
معها حيث ضاق المكان رغم السعه وقصر الزمان رغم الدعه وتكاثرت الأعباء وكثر الإعياء
وقل الحياء واختفى النداء وزاد الداء وقل بالأحباب اللقاء وانفض مجلس السمار وطارت
الأطيار وجفت الأنهار وغار الزمن وغار ... وكأننا ما خلقنا ولا مشينا في ساحات
نيسان ولا في حدائق آذار ، .........هذه هي الحياة وكأنها مسير وجولة من آذار الى
نيسان ومن نيسان إلى آذار .