الأمريكيون الصهاينة : عود إلى الخرافة

الأمريكيون الصهاينة : عود إلى الخرافة

وليد رباح

[email protected]

من لا يعرف القس الانجيلي بات روبرتسون .. عليه ان يبحث في سيرته ليعرف ان امريكا التكنولوجية المتقدمة قد اضحت اضحوكة بعد  تصريحات ذلك القس عن الاسباب الحقيقية للزلزال الذي وقع في هايتي منذ ايام عشره .. فقد ادلى القس بدلوه في تعليق لجمور المشاهدين في محطته التلفزيونية حول عدد من الاحداث المأساوية التي ضربت الهايتيين .. قال القس روبرتسون .. تعلمون ان شيئا ما كان قد حدث للهايتيين .. ربما لا يرغب الكثيرون في الحديث عنه : فقد كان شعب هذا البلد تحت نير الاستعمار الفرنسي .. وفي سبيل التحرر من اسره عقدوا صفقة مع الشيطان تنص على عبادتهم له . مقابل تحرير بلادهم من قبضة الهيمنة الفرنسية عليها .. وقد ابدى الشيطان موافقته على تلك الصفقة .. ومن يومها حلت اللعنة بالهايتيين .. ( انتهى حديث هذا الدجال ) .

هذا الرجل طالب في وقت مضى بالقاء قنبلة ذرية على مكه .. ويعزف على لحن ان الاسلام دين ارهابي .. وان شارون في حالة موت سريري لانه انسحب من غزه .. وفي كل مرة يتنبأ بظهور سيدنا المسيح ويحدد الموعد فيذهب المؤمنون به في امريكا ( وهم كثر ) الى القدس ينتظرون على الجبال المقابلة للمدينة ولكن المسيح لا يأتي .. تماما مثلما يتنبأ بقرب انتهاء هذا العالم ويحدد التواريخ ولكن العالم ما يزال على حاله .. ولا يعنينا في هذا الامر تنبؤات هذا الدجال بالقدر الذي يعنينا ان امريكا تعود الى الخرافة رغم تقدمها التقني وعلومها المتفرعه .. وعسكريتاريتها التي اضحت اعجوبة هذا العصر .

فالمؤمنون بهذا الدجال يعتبرون كلماته منزلة من السماء .. فهو اكثر تأثيرا على الناس من الرئيس الامريكي نفسه .. وملايين الامريكيين الذين تعبوا من الحياة على ارضها يلتقطون كلماته على انها نبوءات قادمه ..  وهو في تأييده الاعمى لاسرائيل والطلب اليها بابادة الفلسطينيين نبراسا لكل اعضاء الكونغرس الامريكي لكي يرددوا اقواله في اجتماعاتهم سواء كانت رسمية او غير رسميه .. مما يجعل الظن بان امريكا تتجه الى الخرافة قد اصبحت يقينا بعد التصريحات الاخيرة لهذا الرجل عن هاييتي .

وفي وقت مضى .. وبعد احداث الحادي عشر من سبتمبر المؤسفه .. تناولت بعض الصحف تصريحات عنصرية له ( ولا ادري ان كانت هذه التصريحات المنسوبة اليه صحيحة ام مفتعله ) بان تقوم امريكا بجمع المسلمين في جيتو كما حدث ابان الحرب العالمية الثانية مع اليابانيين .. لا لابادتهم او سجنهم .. وانما لاعطاء كل منهم ثلاثة ملايين دولار امريكي وسحب الجنسية منهم وترحيلهم الى اوطانهم الاصليه ..  وكأنى بهذه المنحة لا تتم الا اذا تجمع اولئك في ( جيتو ) او كما قال تجمعهم يعني ( احتياطا لدرء شرورهم ) .

ولا يتورع هذا الرجل الدعي عن التبرع بملايين الدولارات والافها لكل الذين يمارسون الشعوذة مثله في اماكن حساسة من الدوائر الامريكية .. مثل اعضاء مجلس الشيوخ والسيناتورز  ورؤساء البلديات والمتنفذين في دوائر الدولة .. تلك التبرعات التي تدعم المتطرفين في الحزب الجمهوري  الذين هم على شاكلته .. ولو ان تصريحاتهم العلنية تقول عكس ذلك .. مما يعني ان تغلغل هذا الرجل في المجتمع الامريكي قد اصبح ظاهرة غريبة وعجيبة في دولة  تهتم بحقوق الانسان كما تدعي .. ولكنها في الحقيقة تسعى لسحق هذا الانسان في اماكن كثيرة من هذا العالم .. ولا تعني مساعدتها لهاييتي بالملايين انها دولة تهتم بالانسان .. بل انها تمارس ايضا الدعاية لادارتها التي تجابه مصاعب عديدة امام الحزب الجمهوري ..

بات روبرتسون لا نريد ان يغيب عن الساحة الامريكية .. فهو يشوه امريكا بصورة بشعه .. ولو ان اماما او شيخا من شيوخ المسلمين قد دعا الى ما يدعو اليه روبرتسون لقامت الدنيا في امريكا واوربا ولم تقعد .. واتهم المسلمون بالعنصرية ..

السر الذي يدعونا الى الضحك حتى الاستلقاء على اقفيتنا .. ان هذا الدعي قد غدا فاعلا في السياسة الامريكية ( المهترئه ) فالملايين من الامريكيين يشاهدون برامجه التلفزيونية التي تقول بالخرافه .. ليس ذلك فقط .. بل هم على استعداد لدعمه والوقوف الى جانبه .. وهذا ما يجعلنا  نؤكد ونعرف رغم معرفتنا المسبقة  ان امريكا ذات وجهين .. احدهما ناعم يستخدم في وسائل الاعلام .. والاخر بشع الى درجة القهر في زمان نحن احوج فيه ان يتضامن الانسان مع الانسان الاخر للمساعدة في اعطاء كل ذي حق حقه .. ولهذا الموضوع عائدون .