من أعماق قلبي أهنئكم أيها الغوالي
من أعماق قلبي أهنئكم أيها الغوالي
هنادي نصر الله
وتأتي هذه اللحظة الجميلة ومعها تختلط مشاعر الفرحة والإرتباك والقلق
والطموح... ويأبى الشعب المجروح إلا أن يُولي هذه اللحظة اهتمامًا فريدًا
وخاصًا وكيف لا؟وهي لحظة النجاح والتفوق التي اختلطت هذا العام بالدماء
والآهات فلأجلها دفعت شهيدة العلم عائشة الشوا حياتها ودماءها،يوم أن خرجت من
بيتها مغامرةً كما خرج الآلاف ليرسموا بدماء قلوبهم مستقبلهم الباهر والزاهر
رغمًا عن أنف كل المواجع...
غزة اليوم تشعُ بالفرحةِ،وأبناؤها يتقدمون الصفوف ويشقون بكل بسالة درب
المعالي مؤكدين أن لاشيء أغلى من أريج النجاح ولا شيء أبهى من العزيمة
والكفاح ولا شيء أقوى من الإرادة لمواجهة الفشل والجهل والحصار...
اليوم تتألق غزة بينما تزغرد نساؤها ويُوزع رجالها الحلوى وهم يتباهون بنجاح
الغوالي،اليوم يصدع المذياع وهو يُحي الناجحين ويشد على أياديهم بأناشيد
النجاح العذبة...اليوم يرقص الصبية ويصفق الشيوخ ويغني الجميع"طلوا الغوالي
طلوا والفرح طاب محلو بنجاحك يا الغالي....".
اليوم يتبادل الفلسطينيون التحيات والتهاني ولسان حالهم يقول"بالحب جيبنا
وهنينا هالناجح هالغالي علينا"...
اليوم تكبر الفرحة ويعلو شأنها لاسيما أن هذا العام ليس ككل عام،حيث استقبل طلبة الثانوية العامة امتحاناتهم والفوضى تجتاح شوارعهم والرصاص يخترقُ مدارسهم لكنه لم ينجح في اختراق آمالهم أو إحداث خراب أو أي ثقبٍ في معنوياتهم التي تُصر على مواكبة المسيرة العلمية رغمًا عن أنف الجهلة الذين راهنوا على تعطيل سير المسيرة التعليمية؛فأحرقوا الجامعات وسربّوا الامتحانات وأشاعوا حملةً من الرعب والفوضى والفلتان لإرهاب العلم وأهله؛عله يتراجع إلى الخلف ولكن هيهات خابوا وخاب مرادهم فهاهم الطلبة يبتسمون للمستقبل وعيونهم ترنو إلى اليوم الذي يتخرجون فيه من جامعاتهم؛ليتأهلوا لخدمة بلدهم الغالي كلٌ في مجال تخصصه وإبداعه...
وهنا لا أملك إلا أن أوجه التحية والتقدير لأهل العلم الذين سطروا بإبائهم
أسمى آيات الشجاعة بعدما قهروا بإصرارهم خطة دايتون وأحبطوا رجالاته في غزة
الفارين إلى رام الله التي ستلفظهم لا محالة...
اليوم لا يسعني إلا أن أُحي وزارة التربية والتعليم الأبية وعلى رأسها معالي
وزير التربية والتعليم في حكومة تسيير الأعمال الشرعية الذي قهر السجن
والسجان وخرج ثائرًا كالبركان وقال"لا للجهل وأهله نعم لركب العلم
والعلماء"...
وأخيرًا من أعماق قلبي أقول لكم أيها الغوالي "مبارك نجاحكم يا أحبائي وإلى الأمام".