ندوة العقل المصري

ندوة "العقل المصري ـ رؤية نقدية‏"

عصام أبو الدهب

[email protected]

في البداية أتقدم بالشكر والامتنان إلى الصرح الإعلامي الكبير الذي يمثل الهرم الرابع في مصر على مدى أكثر من مئة عام لعقده هذه الندوة التي أعتقد أنها جاءت متأخرة، وأتمنى ألا تكون استثنائية.

وأشكر جميع المشاركين فيها، وكلهم رموز مصرية تمثل نخبة الفكر المصري من جهة، وتمثل من جهة أخرى صورة للعقل المصري في وضعه الراهن، وأرجو أن يسمحوا لي أن أشارك في ندوتهم الرائعة بشيء من الاستفسار وقليل من التعقيب، إذ لا يمكن أن تكون هذه الندوة كأخواتها تحمل تناقضاتها الذاتية، فهي لا تبحث في مشكلة خاصة تتعلق بوضع ما في زمان بعينه ومكان بعينه، ولكنها مشكلة مصر كلها، مشكلة هذا البلد الذي يجب أن يشارك الجميع في استعراضها وحلها، فهي ليست مشكلة سياسية تتعلق بأصحابها، وليست مشكلة اقتصادية منوطة بأربابها، أنها مشكلة وجود، نعم؛ بكل ما تعني هذه الكلمة من دلالة، فما هي قيمة أن تذكر مصر بدون وجود عقلي نراه ماثلا في جامعاتنا ومدارسنا وبيوتنا وشوارعنا بين العمال والفلاحين كما بين المفكرين والمثقفين، العقل ليس فقط معناه القدرة على التفكير والجدل أو البحث العلمي، العقل كما أعتقد هو طريقة للنظر في الوجود والحياة وعلاقاته بالأشياء كلها من حولنا، العقل هو طريقة وغايتها وآلياتها البحث في أعمق نقطة في الكون وهو في الوقت ذاته المكنسة ( المقشة ) التي ننكس بها شوارعنا وطرقنا التي أصبحت لا تسر حبيبا ولا حتى عدوا.

من هذا المنطلق كان اهتمامي بقراءة ما جاء في التقرير الصحفي عن الندوة والذي نشر بجريدة الأهرام يوم الخميس الموافق 14/6/2007م، لأشارك فيها بوجهي نظري المتواضعة في مثل هذا الموضوع المتشعب والشائك.

وأول ما أحب أن أناقشه في هذا المضار هو عنوانه، " العقل " إذ (ال) التعريف تحمل ضمنيا شيئا معروفا سواء أكانت (ال) الجنسية أو العهدية، وهي قضية هامة لم يتطرق إليها المتحاورون في الندوة، مما جعل الأمر يشبه الحديث عن شيء هلامي. وأتصور أن أول ما كان يجب الحديث عنه هو تعريف العقل المصري، ووضع حدود له على سبيل التقريب و ليس على سبيل الحد والحصر القاطع.

ثانيا: أن الحديث انجرف إلى عوامل انهيار العقل المصري المشار إليه، ولم يتحدث عن العوامل التي كونته، وأعتقد أن هناك خلطا شديدا، بمعنى أن الأحداث التاريخية والمتغيرات لا يمكن التحكم فيها بحيث تعطينا ما نريد، بل هي جزء أصيل في تكوين هذا العقل، فما هو راهن هو نتاج عدة عوامل منها الأسباب الثلاث التي ذكرها الدكتور مصطفى الفقي باعتبارها عوامل العقل المصري، وأنا اعتبارها عوامل بناء العقل المصري الراهن بغض النظر عن قبولنا له أو رفضنا له.

القضية الأخرى التي أظن من الأهمية بمكان مناقشتها بشكل جدي هي؛ كيف الحديث عن العقل المصري بعيدا عن المعطيات العالمية التي تتمثل بارزة في العولمة التي ألغت الفواصل والحدود ومزجت الجميع في تكوين واحد متماهٍ مع بعضه البعض بشكل يجعل أي فكرة أو كتاب أو نقد إذا ما نزعت عنه غلافه الذي يثبت هويته لا تتعرف على مكانه أو جهته، أن تأثيرات عدة دخلت ليس على العقل المصري فقط ولكن على كل الثقافات والمفاهيم والمناطق الإنسانية ذات الخصوصية فقضت عليها قضاء مبرما.

كما أن هناك قضايا أخرى أحب أن تناقش خلال الندوات القادمة إن شاء الله تعالى وأبرزها.

- العقل المصري والقدرة على الاستيعاب وإعادة الإنتاج ( التمصير )

- العقل المصري وثقافة اللاعنف ( الملابسات، والأسباب الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لظواهر العنف)

- العقل المصري والمراجعة المتعاقبة (الجماعات الجهادية نموذجا)

-       العقل المصري والمرجعية القانونية/ التشريعية بكافة أشكالها (التغيير السلمي للسلطة والبحث عن تقنين وتفسير تشريعي لها)

-       العقل المصري والوسطية ( ملاحها وخصائصها )

هذه بعض من القضايا التي أرى ضرورة أن يتم تناولها في الندوة خاصة إذا ما حاولنا أن نضع حدا منطقيا مفهوما للعقل المصري، ويمكن أن نضع مبدئيا تصورا له كالتالي: [ هو عقل تاريخي، ديني، مركزي، يبحث عن المشروعية، قائم على التوسط، نابذ للتطرف في الاتجاهات، تجميعي، يميل إلى التبسيط والتسهيل، تحاوري، متهم بالسطحية، متعجل في إصدار الأحكام، قابل للتغيير السريع ]

هذه بعض ما أراه مناسب لوصف العقل المصري، وأنا أعلم أنني قد أكون مخطئا في بعض ما ذكرته ولكن يكفيني شرفا أن أكون من المشاركين في هذه الندوة القيمة.

أختم هنا ببعض الأمنيات لعلها تتحقق من خلال ندوتكم:

 1 – إنشاء جمعية أو أو تأسيس مجلس يسمى " العقلية المصرية " تضم بين القائمين عليها كافة أطياف المجتمع المصري وطبقاته الاجتماعية وتشكلاته الثقافية.

2 – إصدار ميثاق بتجريم تحريم أو التضييق على البحث العلمي والأدبي والديني ...ألخ في كافة المجالات.

3 – إصدار تشريع يجرم التجريح ضد أي شخص أو عمل بأي شكل من الأشكال حتى بالعبارة الساخرة.

4 – وضع برنامج ثقافي إعلامي بالتعريف برموز الثقافة المصرية والتعمق في إنتاجها ودراستها ونقدها تشمل الجميع بلا أي استثناء.

5 – المطالبة بوضع كتاب عن مدينة في مصر على أن تشمل ليس فقط أهم رموزها، بل كل رموزها، ووضع قائمة بأهم أعمالها وإسهاماتها.

وأخيرا أتوجه بالشكر إلى الجميع.

              

عصام إبراهيم محمد محمد أبو الدهب                      

تاريخ الميلاد: 27/7/1973م

الحالة الاجتماعية: متزوج، ولدي ابنتان وولد (رؤى، وعمر، ورغد)

المؤهلات العلمية:

-        ليسانس آداب وتربية ( لغة عربية ) من كلية التربية جامعة الإسكندرية عام 1995م.

-        دبلوم الدراسات الإسلامية والعربية من المعهد العالي للدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة عام 1998م.

-   عدد من الدورات التأهيلية والتدريبية في برامج الموارد البشرية والتخطيط الاستراتيجي وضمان الجودة وبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز.

-        دورات تدريبية على برامج الحاسوب في الطباعة والتصميم وغيرها.

اللغات : 1 – اللغة العربية: إجادة ممتازة، كتابة ومحاورة وخطابة.

         2 – اللغة الإنجليزية: جيد.

الخبرات العملية:

 العمل بالتدريس في المرحلة الإعدادية والثانوية

العمل محررا صحفيا بجريدة أخبار إسكندرية، وأهم الأحداث، وأنباء اليوم ، ومراسل جريدة اللواء اللندنية.

العمل محررا صحفيا بإدارة الإعلام الأمني في الإدارة العامة لخدمة المجتمع، منذ العام 2001م، أجريت خلالها العشرات من التحقيقات والمقابلات والحوارات والبحوث المتعلقة بالقضايا الأمنية والاجتماعية.

أعددت عددا كبيرا من المقالات والتحقيقات والملفات الصحفية في عدد من الجرائد والمجلات.

منها: مجلة " الأمن " الصادرة عن القيادة العامة لشرطة دبي

 مجلة " البيئة والمجتمع"  الصادرة عن جائزة زايد للبيئة.

ومجلة " الضياء " الصادرة عن دائرة الأوقاف بدبي

ومجلة " الفتح"  الصادرة عن دائرة الأوقاف بالشارقة

ومجلة " العربية" الصادرة عن جمعية حماية اللغة العربية

مجلة " المنبر الثقافي "  الصادرة عن الملحقية الثقافية السعودية بالإمارات

مجلة "  خالد "  للأطفال الصادرة عن القيادة العامة لشرطة دبي

التدقيق على مجلة الأمن وغيرها، وعدد من البحوث والدراسات.

اتقان الطباعة والتصميم على برنامجي فوتوشوب والإنديزاين على الحاسوب الشخصي

حاليا: مسؤول شعبة " التخطيط الاستراتيجي " في مكتب ضمان الجودة في الإدارة العامة لخدمة المجتمع.

البحوث والدارسات المؤلفة ( تحت الطبع )

مواقف إنسانية في حياة محمد r  بحث في( 200 صفحة)

الوصف السمعي عند مصطفى صادق الرافعي، بحث في (80 صفحة ) شاركت به في الملتقى السنوي الثامن عشر تحت عنوان " الأدب والإعلام " الذي نظمته مدينة الخدمات الإنسانية بالشارقة.

مجموعة قصصية بعنوان ( نشوان سعيد وقصص أخرى)

مشروع " حماة المستقبل" قراءة في المضامين والمنطلقات

كما أقوم حاليا بإعداد عدد من الدارسات والبحوث، منها: 

خصائص الصحابة

أسماء النبي ودلالاتها الحضارية

الشهادة في الإسلام انعزال أم انفتاح

أبجديات رمضانية

أنشطة أخرى:

الاشتغال بتأليف القصة القصيرة والشعر

الاهتمام بالشأن الثقافي العام

الكتابة في مجال أدب الطفل

المشاركة في عدد من الندوات الفكرية والثقافية واللقاءات الإذاعية

عضو جمعية الصحفيين بدبي

عضو جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة

عضو جمعية أعرف بلدك

 للاتصال: متحرك: 5180052/0097150

   بريد إلكتروني: [email protected]

                 : [email protected]