الصحفية ليست موظفة عادية
هي أكبر من ذلك !!!
هنادي نصر الله
أطلقوا العنان لها وانتظروا منها كل إبداع؛ أفسحوا طريقها وستعبده لكم بالورود، أنتم شِجعوا قولاً وفعلاً ، ولن تجدوا منها إلا كل خير وطموح..
هي تملك عيونًا حالمة ترى فيها ما لا يراه الآخرون، هي مبدعة قطعت شوطًا في مشوار الألف ميل رغم العراقيل الجمة التي تحيط بها، ولازالت تطمع في قطع آلاف الأشواط علها ترتقي بمجتمعها وتسير به إلى عالمٍ كله سعادة وريادة...
ليست المرأة أعزائي سوى شعلة من نشاط، وشمعة من نور، تحترق لتسعد من حولها، ليست المرأة سوى سندًا لآدم منذ الأزل، ليست المرأة سوى الوردة التي تفوح عبيرها عطرًا وإشراقةً رغم الحصار، هي تأبى الذبول والإنكسار، رغم عاطفتها الجياشة ودموعها التي تستثيرها فتسيل كالشلال على وجنتيها..
هي قوية بابتسامتها وقوية بدمعتها، هي قوية بعلمها بأدبها بدينها، هي المرأة المبدعة والموهوبة والطموحة؛ وبدون أدنى شك كل امرأة في العالم مهما قلت ثقافتها ودرجة وعيها تمتلك شيئًا مميزًا يجذب الآخرين حولها...
هي المرأة فكيف بالصحفية منها التي تتحمل الكثير والكثير لأجل صياغة الرسالة الإعلامية بكل كبرياء وأمانة وصدق؟ كيف بالصحفية التي آثرت منافسة زميلها وانتصرت عليه في بعض المراحل والأمور؟
كيف بالصحفية وهي تلعب دورًا مؤثرًا، تنادي أيها العالم الرحب لقد ضقت أمام طاقتي، ولم تعد تتسع لحدود إبداعي!!
كيف بها إذ تطالب بالتغيير، وتحلم بإشراكٍ حقيقي في صناعة القرار الإعلامي، بكل ما تحمله الكلمة من معاني، نعم نريد صحفية لها وزنها وحجمها واسمها وموقعها الفعلي على الأرض، نريدها ترسم الرسالة الإعلامية، فلا وألف لا للإستفراد في القرار الإعلامي، لا وألف لا لكل محاولات اختزال الصحفية في جوانب وقضايا معينة، لا وألف لا لمن يُحاول خنقها بمشنقة الروتين والعادات والتقاليد..
لا وألف لا لمن يريد الصحفية وفق أهوائه ومقاسه الشخصي، فالصحفية يجب أن تتواجد في كل مواقع التمثيل الإعلامي، في كل التجمعات الصحفية ، في كل المؤتمرات المحلية والدولية، لدينا الكثيرات من المجتهدات والمتفوقات والمتحمسات للعمل التطوعي؛ لكن وللأسف وأقولها بمرارة، لا أحد يُلقي بالاً لهن، ولا أحد يمد يده ليشجعهن، لا أحد ينصفهن، وإن طالبت أحداهنّ بحقها، وألحت بالسماح لها لإبراز طاقتها وإشباع موهبتها، اتُهمت زورًا بأنها" زنانة" !!
فطوبى لما يُسمى " بالزن" إن كان من أجل المطالبة بحقٍ مشروع كالمساهمة في بناء وخلق واقعٍ أفضل ، وطوبى لكل صحفية أدركت بوعي قيمتها ورسالتها الإعلامية فسعت لترجمتها على الأرض رغم احجام الآخرين عن مساعدتها وقلة إمكاناتها المادية..
أجزم أن هناك محاولة جدية لدى صناع القرار الإعلامي في فلسطين لإشراك الصحفية جنبًا إلى جنب زميلها الرجل؛ لكن هذه المحاولات لازلت تصطدم الموقف الذكوري الذي يُعاند أي أنثى قد تفوقه قوة في الشخصية وجرأة في التخطيط..
وفي المقابل أجزم أن هناك صحفيات لا يمتلكن الشجاعة في المطالبة بحقوقهن كاملة غير منقوصة، وما بين الصحفية الطموحة والأخرى التي ترى في الصحافة وظيفة تكسب منها قوت يومها آخر الشهر، تكمن إشكالية وعقدة تغيير الواقع..
فتلك الطموحة ترى بعين المستقبل، وتحلم بموقع قيادي أفضل، والأخرى لا تتأثر بأي نشاط إعلامي بل لا تُكلف نفسها معرفة اسمه وسبب تنظيمه والجهة المنظمة له..
إن الأيام المقبلة والمستقبل الذي ينتظر المبدعين من الرجال والنساء على حدٍ سواء كفيل لأن يبرز أسماء مشرفة لنفوس شابة تفيض عطاء وإبداع ، تنبض بجمالٍ ساحر يستفز الجميع عنوانه الوحيد" سنأخذ دورنا ونتولى زمام المبادرة ولو بعد حين"