رسائل الإصلاح 30
رسائل الإصلاح
(30)
جلسة مفتوحة مع شباب
على أهبة الدخول إلى الجامعة
د. موسى الإبراهيم
في أعقاب رحلة لمجموعة من الطلاب في نهاية المرحلة الثانوية جرى حوار مفتوح معهم، فكانت أهم الأسئلة التي أثيرت، والإجابات التي ذكرت كما يأتي:
*ما أهم إيجابيات الحياة الجامعية؟!
1. بناء الشخصية المستقلة، ونمو الشعور بالمسؤولية.
2. التركيز في الجانب العلمي على ما يرتبط بالتخصص.
3. المشاركة الاجتماعية والسياسية، ومحاولة التأثير في الواقع، والتركيز على الانتماء.
*ما أهم السلبيات في الحياة الجامعية؟
1- البعد عن الأهل وما يترتب عليه من صعوبات من ناحية، وما ينشأ عنه من ضعف الشعور بالرقابة الاجتماعية (وهذا وذاك لا يخلوان من إيجابية الاعتماد على النفس، والتصرف بمسؤولية. إذا أحسن الطالب التعامل مع هذا الواقع، واقع البعد عن الأهل، لاسيما أن طبيعة الحياة ستفرض عليه أن يبتعد عنهم يوماً ما، ولو بشكل نسبي).
2- الانتقال إلى وضع الدراسة المختلطة بين الجنسين، حيث أن الدراسة قبل الجامعية لا تكون في العادة مختلطة، أما في الجامعة فمعظم الأنظمة تجعلها مختلطة؛ وهذا الوضع يضع الطالب في اختبار لتقواه وللباقته وتماسكه.
*متى يبدأ الطالب الجامعي نهاره؟
الأفضل في هذا المجال تنظيم الوقت بشكل جيد، ومن ذلك النوم مبكراً والاستيقاظ قبل الفجر وأداء الصلاة جماعة وعدم النوم بعد الصلاة لأن هذا الوقت مبارك، وفيه يقسم الرزق بين العباد. ولا يرضى أحد أن يقسم رزقه وهو نائم، هذا هو الأصل الذي يجب أن يؤصل، وللضرورات أحكامها.
* كم ساعة ينام الطالب الجامعي؟
لا ينبغي أن يقل النوم عن 6 ساعات ولا ينبغي أن يزيد على 8 ساعات.
*كم ساعة ينبغي أن يدرس الطالب الجامعي يومياً؟
الأصل المهم هو تنظيم الوقت، ولا ينبغي أن يخلو يوم عن الدراسة، والأمر يختلف بحسب السنوات الجامعية. وعموماً يجب مضاعفة الجهد في السنة الأولى خاصة، لأنها الأساس. والحد المتوسط للدراسة ست ساعات يومياً وقد يحتاج الأمر أكثر من ذلك أحياناً.
*هل يفضل الطالب الجامعي المطالعة الخارجية؟
ليس دور الطالب الجامعي والشاب المسلم أن يأخذ شهادة علمية ويعيش منها فقط؛ ولا بد من الثقافة العامة والإسلامية خاصة. والمطالعة قد تكون أحب للنفس من القراءة المنهجية أحياناً، وحبذا أن نعي الحكمة القائلة: اعرف كل شيء عن شيء، واعرف شيئاً عن كل شيء.
* هل للطالب ورد من القرآن الكريم والذكر يومياً؟
لا بد من ذلك فهذا غذاء الروح، وبدونه يختل توازن النفس، وتجمد العاطفة والمشاعر.
* هل يفضل الطالب الجامعي المسلم الصلاة جماعة أم أن وقته لا يتسع لذلك؟
صلاة الجماعة واحدة من أهم شعائر الإسلام، ولا ينبغي التفريط فيها، وينبغي أداؤها في المساجد دائماً، وإن تعذر الأمر لسبب أو لآخر فليحرص الطلاب على تخصيص مصلى في سكنهم يصلون فيه الجماعة.
* هل يفضل الطالب الجامعي السكن المنفرد أم مع مجموعة من الزملاء؟
الأفضل هو السكن المشترك ولكن لا بد من حسن اختيار الزملاء الذين يسكن معهم، وعند السكن الجماعي ينبغي أن تسود روح المحبة والتعاون والإيثار والتسامح والصبر والعفو، ولا يليق بأحد أن يكون سلبياً أو انعزالياً أو متواكلاً يرضى بأن يخدمه الآخرون وهو قاعد.
ولا ينبغي التعلل بأخطاء الزملاء وشركاء المنزل، بل الواجب النصح، والتحمل وحسن الخلق، ولا تكون المقاطعة إلا عند وجود انحراف ظاهر، أو معصية ظاهرة.
إذا كنت في كل الأمور معـاتباً صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فـعـش واحداً أو صل أخاك فإنه مـقارف ذنب مرة و مجانبه
* هل يفضل الطالب الجامعي الزواج المبكر قبل التخرج؟
انقسمت آراء الشباب تجاه هذا الأمر إلى ثلاثة اتجاهات هي:
1. لا بأس بالزواج إذا كانت تكاليفه ميسرة، وبالزواج يبتعد الشاب عن دواعي الفتنة، وخاصة في الغربة والبعد عن رقابة الأهل، مع شيوع دواعي الإباحية، وسهولة الوقوع في شرك المغريات، وهذا هو المنهج التربوي الإسلامي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج".
2. وقال بعض الشباب: لا نفضل الزواج قبل التخرج خشية التقصير في حق الزوجة وما قد ينجب من أولاد، ثم يكون الزواج شاغلاً عن الدراسة، والأفضل تأخير الزواج لما بعد التخرج وتأمين العمل المناسب.
3. وقال آخرون: نفضل الخطبة مع إجراء العقد وتأخير الزواج لما بعد التخرج ليكون في الخطبة مانع أدبي من الوقوع في الفتنة، وقد يشبع الشاب شيئاً من رغباته من خلال اللقاء الحلال بخطيبته.
وهذه الآراء كلها مقبولة، ولكل وجهة هو موليها، فليختر الطالب ما يراه مناسباً لوضعه الاجتماعي والنفسي والمالي، ولتكن رقابة الله بين عينيه.