قلوب لا تعرف الخوف

د. انتصار شعير

الإسكندرية ـ مصر

[email protected]

حياكم الله شباب الإسلام .. حياكم الله أيها المرابطون على ثغرة المسجد الأقصى .. حماكم الله حماة شرف الأمة وعزتها .. والله لأنتم أشد رهبة فى صدور أعدائكم من القنابل والطائرات والدبابات .. ألا ليت شعرى أكون حجارةً صماء فى يد المجاهدين المقاومين يقذفون به أعداء الله وأعداء الإنسانية ويذودون به عن كرامة أمة الإسلام والمسلمين ولا أقعد هكذا يعتصر الألم قلبى .. ألا ليت فلذات كبدى بين صفوفكم كى أفخر بهم كما أفخر بكم أمام أمةٍ نسيت عمراً وخالداً والمقداد ,أمة أعياها طول الرقاد وأخاف عليها أن تنسى الجهاد ,أمة نالت من الذل المحن الشداد واكتفت بلطم الخدود ولبس السواد ,أمة زرعت فرقةً فيما بينها وقعدت لتحصد مر الحصاد ,أمة تثاقلت للأرض وركنت لريش الوساد ,ولعلها بكم تفيق من العناد ,أما أنتم فالحق معكم وناصركم رب العباد .. آواكم الله . حفظكم الله . وأيدكم بنصره

لقد أخجلتم بصمودكم وثباتكم أنظمة ترتعد فرائصها لمجرد ذكر اسم العدو الصهيونى أمامها , أنظمة لا هم لها إلا أن تكون جاثمة على صدر شعوبها تخرس ألسنتهم وتشل حركتهم وتعتقل شرفاءهم وتكبت بالإرهاب غضبتهم من أجل مقدساتهم ,أنظمة تسمى الدفاع عن الحقوق والكرامة زج فى حلبة صراع لا داعى له فآثرت أن تكون مع الخوالف ونزع الله منها هيبتها ومكانتها ,أنظمة جردت من معانى الإنسانية فلم يحرك مشاعرها صرخة طفل جائع ولا أنين مريض يتألم ولا لوعة أم مات صغارها فى أحضانها فحاصروهم ليكونوا فريسة سهلة لأحفاد القردة والخنازير وجعلوهم رهائن فى أيدى من لعنهم الله ورسله

انسحب النظام العربى من حلبة الصراع العالمى التى يستعرض فيها الكل أهدافه ومدى قوته وياللجبن وياللعار فدعاة الباطل يفتخرون بقتل الأبرياء وتدمير البلاد والقضاء على الأخضر واليابس والأنظمة العربية تستحى من الحق ,وها هوالعدو الصهيونى يعلنها بل وأكثر من ذلك فدولتى من النيل للفرات .. ها .. هل من مصارع ؟ ,وأمريكا تعلن مساندتها ووقوفها بجانب صديقتها المدللة بكل قوتها و.. ها .. هل من معارض ؟ ولم يجد هؤلاء من أنظمة العرب إلا دفن الرؤوس فى الرمال و مصافحة الاستسلام وعناق التطبيع وقرابين الولاء والطاعة رغم ما تحمله الشعوب من آلام وضغائن تجاه ذلك الكيان الغاصب الذى تلوثه دماء عشرات الآلاف من الشهداء على مر السنين ,وبالطبع هذه الأنظمة أنفسهم لا يأمنون غدر هذا العدو الغاشم فأعدوا العدة وعملوا لذلك ألف حساب ولكنها حسابات فى البنوك خارج بلادهم , وليرقص العدو الصهيونى رقصة الشيطان الذى أخرج الإنسان من الجنة

وعلى الرغم من هذا الصمت الذى يقابل ذلك الفجور , فأمل الأمة فى نصر الله لا ينقطع .. طالما روح الإيمان تسرى فى جسد الأمة توقظ القلوب وتنهض الهمم وتجدد عهدها مع الله لتنال إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة .