عصام العطار

عصام العطار

أحمد الجدع

عندما ساهمنا في الصحوة الأدبية الإسلامية فأصدرنا كتابنا "شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث" في أجزائه العشرة عام 1398هـ 1978م كتبنا عن الأستاذ الداعية عصام العطار شاعراً، وذلك في الجزء الأول من الكتاب الذي ضم بالإضافة إلى الأستاذ عصام كلاً من محمد محمود الزبيري شاعر اليمن الكبير، وأحمد محمد الصديق أول شاعر فلسطيني إسلامي يصدر ديواناً بعنوان "نداء الحق"، وجمال فوزي شاعر الإخوان بمصر وله الديوانان المشهوران: "الصبر والثبات " و "الصبر والجهاد" وقد كتبنا عن شعره قبل أن يُصدر ديوانيه، وعبد الرحمن بارود الشاعر الفلسطيني الإسلامي المتميز .

وأنا قد سمعت بالأستاذ عصام العطار عندما تولى إمرة الإخوان بسوريا، وسمعت عنه خطيباً مفوهاً وقيادياً ألمعياً، ولم أكن أعرف أن له شعراً، وعندما اطلعت على شعره وجدت شعراً رائعاً، وعندما اقتسمت وأخي الأديب حسني أدهم جرار العمل في الكتاب (شعراء الدعوة) كانت ترجمة الأستاذ عصام العطار شاعراً من نصيب الأستاذ حسني، وعندما عزمنا على تجديد كتابنا بعد ثلاثين عاماً من صدور طبعته الأولى كتب الأستاذ حسني جرار مرة أخرى عن عصام العطار شاعراً، وفي المجلد الأول من الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى في عمان بالأردن عام 1429هـ 2008م .

وتابعت بعض كتابات الأستاذ الكبير في مجلة "الرائد"، فكان كعهدي به فصاحة وبياناً، وإيماناً وثباتاً، وقد اتخذ له مكاناً للدعوة في ركن من هذه البلاد الأوروبية المتقدمة نحو الإسلام، الذي لا بد أن تصله يوماً، ولعل الغراس التي يتابع غرسها ورعايتها هذا الداعية الكبير أن تؤتي أكلها قريباً بإذن ربها .

كنت وأخي المرحوم الداعية حسن التل متعاونين في تجلية الوجه المشرق للدعاة الذين ظُلموا، فكان الأستاذ حسن يتابع إصدار الأعداد الخاصة عن هؤلاء الرجال الدعاة من مجلته " اللواء" التي كان يسمها صادقاً بأنها "مجلة كل المسلمين" .

وكان الأستاذ حسن معجباً بلا حدود بالأستاذ عصام، وكان كلما زاره  في مهجره بألمانيا حمل لي معه أخباره، وقد حمل في ذات زيارة هدية من الأستاذ عصام من أثمن ما يهدى لمثلي من محبي الكتب القيمة، كتاب الأستاذ عصام: "كلمات " موشحاً بإهداء منه، وأريد هنا أن أنبه الإخوة الذين يهتمون بالتأريخ للدعوة الإسلامية المعاصرة أن يولوا هذا الكتاب ما يستحقه من الاهتمام، ذلك لأنه عصارة فكر رجل أهدى عمره كله لدعوته، وخاض في سبيل ذلك المتاعب، وتحمل من أجل ذلك الكثير من المصائب، واكتسب في مسيرته خبرات لا بد أن ننتفع بها، وأن نُطلع عليها جيل الخلافة الراشدة الثانية القادمة قريباً بإذن الله .

أعددت نسخة من كتبي التي ألفتها لأسلمها لأخي حسن التل هدية مني للأستاذ عصام العطار، ولكن المنية أدركت حسن التل قبل أن يحقق لي رغبتي في هذا الإهداء، ولا زلت أتمنى أن أجد من يكرمني ويحمل هديتي إلى أستاذنا الكبير عصام العطار .

أخي عصام: كنت كبيراً، ولا زلت كبيراً، وستبقى كبيراً، أينما كنت وحيثما حللت، وإن كلماتك التي سطرتها ستبقى سراجاً وهاجاً نهتدي به ويهتدي به مَن بعدنا، وستبقى كتاباتك عِلماً ينتفع به إن شاء الله .