رسائل الإصلاح 24

رسائل الإصلاح

(24)

أساسيات في أصول التفسير

د. موسى الإبراهيم

[email protected]

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.

فالقول في تفسير كلام الله ليس كأي قول ولذا فلا بد من أسس وضوابط يجب على المفسر لكلام الله أن يلتزم بها وأهم هذه الأسس ما يلي:

1-  الحذر من القول في التفسير بغير علم.

2-  آفة التفسير بالمأثور:

 آفة التفسير بالمأثور عدم صحة المرويات فالواجب التأكد من المرويات في التفسير وفق

 قواعد أصول الحديث ومصطلحه ومن ثم ترد كل رواية لا تتوفر فيها شروط القبول سنداً

& ومتناً.

3-  آفة التفسير بالرأي:

وآفة التفسير بالرأي هي مخالفة الصحيح المسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم فالواجب على المفسر بالرأي أن يرجع إلى السنة الصحيحة إن وجدت لئلا يقع في مخالفتها عند تفسيره للقرآن الكريم.

4-  اللغة العربية:

القرآن الكريم عربي ويجب أن لا يخرج التفسير عن قواعد اللغة العربية وأصولها وكل تفسير لا تحتمله اللغة العربية فهو مردود.

5-  المفسر عربي اللسان:

بما أن القرآن الكريم عربي فلا يصح لغير العالم بالعربية تفسير القرآن الكريم والعالم بالعربية عربي مهما كان جنسه أو أصله أو لغته الأصلية.

6-  القرآن الكريم حمَّال ذو وجوه:

 فقد يكون للآية أكثر من معنى وقد تكون كلها صحيحة.ولذلك ورد الخلاف في التفسير

7-  الاختلاف في التفسير:

لقد اختلف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير وفهم القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينههم عن ذلك،وعليه فلا ينبغي للمسلم عموماً ولطالب العلم خاصة أن يضيق صدره باختلاف وجوه التفسير، وخلاف الأئمة رحمة بالأمة.

8-  مكانة السنة في التفسير:

السنة شارحة ومفسرة ومبينة للقرآن الكريم ولا يمكن فهم القرآن الكريم الفهم الصحيح الكامل دون الرجوع إلى السنة فلينتبه المفسر لذلك.

9-  معاني القرآن الكريم متجددة.

ليس للقرآن الكريم معانٍ محددة لا تقبل الزيادة عليها بل معانيه متجددة وقد يفتح الله لبعض أصفيائه والصالحين من عباده عن معان لكتابه لم تخطر ببال من سبقهم وهذا هو سر الإعجاز القرآني حتى قيام الساعة فالظن بأن التفسير مقصور على الوارد المأثور عن النبي وعن الصحابة وهمٌ وجهالة بعظمة القرآن الكريم..

10-التفسير العلمي للقرآن الكريم:

11--

ويجب الحذر من الإسرائيليات المبثوثة في كتب التفسير وخاصة التفسير بالمأثور، ولا بد من إخضاعها لموازين أهل الحديث في الرواية وموازين علماء الأصول والعقائد في الدراية وكم أفسدت تلك الروايات المرسلة من مفاهيم وكم شوهت في تاريخ هذا الدين في غفلة من أهل العلم عن أخطارها فلنحذر ولنحذر كثيراً..

12- غرائب التفسير:

يجب الحذر من المعاني الغريبة التي قد ترد في التفاسير بالمأثور أو بالرأي والاقتصار على المعاني الظاهرة والدلالات المتبادرة للفهم وحسب أصول اللغة العربية وقواعدها وسياقها.

وحسب ضوابط الاجتهاد والاستنباط الشرعي وموازينه وإنما يعتني بالغرائب القصاص الجهلة وأهل الأهواء والابتداع.

 13- الحوار في التفسير:

لا ينبغي التساهل في أمر التفسير ولا يجوز أن يجعل التفسير ميداناً للحوار والاستنتاج بين الطلاب وغيرهم فهذه جرأة على كتاب الله ومن قال في القرآن بغير علم فقد أخطأ وإن أصاب.

14- المعنى والإعراب:

إن معنى الآية هو الذي يحدد إعرابها ويخطئ بعض المعربين الذين يجيزون أوجهاً في إعراب بعض الكلمات القرآنية مما قد يخرج الكلمة أو الآية عن معناها المراد.

15- دور علم أصول الفقه في التفسير:

 هو من أهم أدوات التفسير وقواعده وأصوله فمن أراد أن يكون مفسراً فليتعمق في

 هذا العلم.

هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.