بين الكلمة والشهادة

ماجد زاهد الشيباني

الحرية.. العقيدة .. الوطن .. إنسانية الإنسان !

ماجد زاهد الشيباني

·الكلمة سلاح .. قد يكون سلاحاً مستقلاً ، قائماً بنفسه ، وقد يكون سلاحاً رديفاً ، مساعداً لغيره .. وذلك تابع لطبيعة الصراع ، الذي يستعمل فيه هذا السلاح (الكلمة) !

·وهي ، في كثير من الأحيان ، سبب واجب ، لا بدّ منه ، لا يغني عنه سواه ، في أنواع معيّنة من الصراع.. سبب لنتائج مرجوّة في الدنيا ، منها : تحقيق الهدف من خوض الصراع .. ومنها شهادة الناس لصاحب الكلمة ، بالبطولة ، أو التضحية ، أو النبل ! وهي سبب لنتائج مرجوّة في الآخرة، أيضاً ، لمن يرجو بعض ثواب الدنيا ، وهو التخلص من الظلم .. وحسنَ ثواب الآخرة !    

* لو تَرك لنا ، مستعمرو بلادنا المحلّيون ( الوطنيون!) أياً من العناصر التالية ، لأقاموا علينا الحجّة به :

·لو تركوا لنا الحرّية ، لنعبّر عمّا نراه خطأ أو صواباً ، من أمور حياتنا ، وقرارات بلادنا ، المتعلّقة بمصيرنا ، ومصير أجيالنا .. لأقاموا علينا الحجّة ، في هذا العنصر!

·  ولو تركوا لنا عقيدتنا ، وعقيدة شعبنا ، دون أن يعبثوا بها ، لتضليل أبنائنا ونسائنا.. لأقاموا علينا الحجّة ، في هذا العنصر ، أيضاً !

·ولو تركوا وطننا ، دون عبث بمصيره وقراره ، ودون نهب لثرواته ، ورهن لسيادته في أسواق المضاربات الدولية .. ودون أن يبيحوا أرضه وماءه وسماءه ، لكل مَن هبّ ودبّ ، وطار ودرجَ ، مِن صهاينة ، وأشباه صهاينة ، من غرب العالم وشرقه .. لأقاموا الحجّة علينا ، في هذا العنصر، أيضاً !

·ولو تركوا لنا إحساس المواطن ، في بلادنا ، بأنه إنسان ، له حقوق البشر، وكرامة البشر، وعزّة المواطن   التي لا يجدها إلاّ خارج وطنه ؛ لأنه محترم معزّز مكرّم بنفسه ، وبما يحمله من طباع ، وصفات كريمة نبيلة ، أينما حلّ ، في أيّة بقعة من بقاع الدنيا ، إلاّ في بلده .. ! لو تركوا لنا هذا العنصر أيضاً ، لأقاموا علينا الحجّة به !

· نقول : لو تركوا لنا هذه العناصر، التي لايكون الإنسان إنساناً ، بغيرها .. لَما وجَدوا مَن يملك الحجّة ، في معارضتهم ، أو رفض حكمهم ا

·  لكن .. هل يملك هؤلاء ، أن يتركوا لشعبنا ، شيئاً من هذه العناصر، كثيراً كان ، أم قليلاً ، وهم إنّما حكموا البلاد والعباد ، بمصادرة هذه الحقوق ، كلها .. ويخشون من ترك أيّ هامش ، لأيّ منها ، للشعب .. مخافة أن يزعزع أركان حكمهم الميمون !؟

·وإذا كان الاستبداد ، لديهم ، يعني حياتهم نفسها ، وماءهم ، وهواءهم .. وفلسفتهم ، المنبثقة من قول القائل: (إنّما العاجز مَن لايستبدّ) .. إذا كان ذلك ، كذلك .. فإلى متى يستمرّ الحال ، على هذا المنوال !؟ وكم عاماً يحلمون أن يستمرّوا ، في خنق أنفاس العباد ، ونهب ثروات البلاد !؟ هذا مايجيب عليه شعبنا المبتلى! ونرجو أن يكون الجواب قريباً جداً ، بإذن الله .. فالأرض للـّه ، يورثها مَن يشاء مِن عباده !

·    وتبقى الشهادة ، حيّة ، قائمة ، في القلوب والأذهان .. وتبقى قيمتها سامية عزيزة ، تهفو إليها النفوس الحرّة الأبيّة .. ويبقى السعي إليها ، هو البديل الأسمى ، عمّا يعانيه أيّ شعب ، من ضياع أيّ حقّ من حقوقه النبيلة ، الأصيلة السامية ..! تبقى شهادة النفس والجسد ، هي السبيل الأنبل ، لإعادة الحياة ، عبر الكلمة الحرّة : للكلمة الشهيدة ، والوطن الشهيد ، وإنسانية الإنسان الشهيدة !