مقتطفات من المواقف المشرفة لأمتنا
مقارنةً بالأمم الأخرى
عمار ياسر حمو
من خلال عيشنا في هذا الزمان، نرى أشكالاً شتى من التحركات السياسية في عالمنا العربي والإسلامي، وتيارات متعارضة تتلاطم كأمواج البحر، منهم من يندد بالحالة المتردية التي توصل لها شعبنا المسلم تجاه عقيدته ونصرته لشريعته، كما أن هناك طرفاً آخر يأخذ بطرف الثوب ويشده نحوه؛ وهو تيار الاقتصاديين الذين يرون الحياة من منظور المال والأعمال ويؤكدون بأن فساد الأمة مقترن بفساد خزينتها وسياستها الاقتصادية، كما أن فريق الصقور أخذ حقه في شدِّ الثوب فهو ينظر نظرة السخط والغضب إلى بلاد الغرب لاعتدائهم واستهانتهم بشعوبنا، فكانت وجهته نحو ترسانة الأمة العسكرية، فالحل في نظره: قوة في الجند، وتطور في السلاح، وكثرة في الذخيرة.
هذه المشاهد والتحركات التي رأيتها أوقفتني مذهولاً لما يحدث، فأمواج هذه التيارات تقذفني يمنةً، وما ألبس أن أستقر حتى تحملني أمواجٌ أخرى يسرةً، فعجبٌ عجاب لهذه الفئات التي تحط من حال أمتنا وتعتبرها في مؤخرة الشعوب، وتدعي السعي والعمل للرفع من شأنها!!
سمعنا بأن أمتنا عاشت سنياً من حياتها في حالة من الانحطاط الأخلاقي والانحراف العقائدي، كما أن بلادنا مرت في زمن قحط وحالة اقتصادية يرثى لها... وسمعنا أيضاً عن حدوث نكبات ونكسات في حياة أمتنا السياسية، كل ذلك صحيح ولكن المهم هو أن نحمد الله عز وجل ونشكر أولي الأمر منا على ما نحن عليه من عيشٍ رغيد.. أمنٌ وأمان.. راحة واستقرار..!! فنحن سمعنا عن تلك المنغصات والمشكلات ولكن لم نعشها ونعاصرها.
هناك فئات من الشعوب الأوربية والغربية تركض وراء حكوماتها لاهثةً من أجل صغائر الأمور، فعلى سبيل المثال (الجماعة الخضراء) اتخذوا من الطبيعة أماً لهم واعتبروا الاعتداء على حرمتها انتهاكاً لحقوقهم، بينما الحال في أمتنا لا يقارن بهم، ودليل ذلك أنه لا توجد أراضٍ خضراء في بلادنا حتى ندافع عنها... وفي حال وجودها في بعض الأقطار العربية فإننا نحاول التخلص منها لنعيش في طمأنينة ولا نشغل فكرنا بصغائر الأمور.
ومن عجائب زماننا هذا وجود جماعات في البلاد الغربية تدعي التقدم والتطور انتهت من حقوق الإنسان والمطالبة بها، واتجهت إلى حقوق الحيوان، فأقامت دعاوى، ورفعت قضايا ضد انتهاكات وأخطاء ارتكبتها جهات حكومية أو شعبية في حق الحيوان!! أما في بلادنا (من أجل الموضوعية والمصداقية) لا بد أن نعترف بوجود بعض الانتهاكات ولكن غير المقصودة تجاه بعض الناس وهي لا تعدو أن تكون أكثر من حالات قليلة، ومع ذلك نسعى جاهدين للتخلص من تلك الانتهاكات.فعجباً لهذا التناقض؛ بينما نحن نعمل جاهدين لكي يأخذ الإنسان حقوقه في بلادنا، توجه الغرب مهتماً بحقوق الحيوان، والمطالبة بحقوقه!!
أما علمياً وحضارياً، فلا أحد في الكون قديماً وحديثاً يستطيع أن ينازعنا على هذا الصعيد، فالدين الإسلامي ظهر في جزيرتنا العربية، وكان صاحب دعوته الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو من قادة أمتنا الإسلامية في عصرها الأول، كما أن صانعي الحضارة من أدبٍ وعلوم وفنون من أبناء جلدتنا فهم آباؤنا الذين سبقونا وقاموا بتصدير هذه الحضارة إلى الأمم الأخرى، وفي حال جاء أحد الحاقدين علينا ليقول: " ماذا قدمتم لأمتكم؟! " فجوابنا هو "أتنكر الماضي المشرق والعريق للأمة الإسلامية؟!" وإن ادعوا بأنهم من يقدم العلم والصناعة لنا في هذه العصور فجوابنا "هل يعقل أن نبقى دائماً في دور المعطي والمصدر؟!" فما استيرادنا للتكنولوجيا الغربية، وما اقتباسنا لعلومهم إلا احتراماً لقوانين العالم، وحفاظاًً على موازين القوى الدولية، فالماضي لنا والحاضر لهم، أما المستقبل نتركه حتى نصل إليه..!! ولكننا لن نصل إليه فسيبقى المستقبل المنتظر.
من أشعار صحيفة حط بالخرج الهزلية :
جرائد الهزل لا للهزل والضحك صيغت ولكنها في الحلق كالحسك
ما هزلها كبة طابت مآكلها وإنما هزلها نوع من الفشك