الوجه القبيح للإدارة الأمريكية
نعاج الكونغرس الأمريكي (شخشيخه)
في يد إسرائيل
وليد رباح /الولايات المتحدة الأمريكية
قبل ان اهاجر الى امريكا .. كنت اعتقد ان نظام الحكم فيها ديمقراطي يحفظ ماء وجه الانسان ويهتم به .. ولكني عندما ولجت الى عالمها رأيت الخزي والعار يكلل هامة مسئوليها من اعلى رؤوسهم الى اخمص اقدامهم .. ولا استثني من ذلك الا القليل ممن حفظوا وصايا الرؤساء العظام في امريكا .. الذين علموا خطر الصهيونية على نظام الحكم والديمقراطية فيها .. فنبهوا الى ذلك الخطر مبكرا .. ولكن الطمع والمال والاعمال اعمت عيون رجال الحكم من بعدهم باتوا يؤيدون قتل الناس بالجملة .. وغدوا يغمضون عيونهم عما يجري في هذا العالم من حروب ودمار وقتل للنفس البشرية دون ادنى مراعاة ليس لحق الانسان فقط .. ولكن لاضطهاده والدوس على رقبته وقتله اما قتلا بطيئا او بالواسطة او بسرعة البرق في سبيل مصالحهم الاقتصادية. ولا يهمهم ان كان ذلك الانسان على حق يريد العيش بسلام .. فالدولار عندهم اصبح الوسيلة التي يمكن ان تقضي على الارواح البريئة دون ان ترمش عيونهم او يحلموا في الليل احلاما مزعجه .. واني لاعجب كيف قام الرسامون فيما سبق بوضع حكمة مكتوبة على الدولار تقول : نحن نثق بالله .. ولكن اين الله منهم . ؟
بدءا .. ما يجري في غزة اليوم يثبت دون ادنى شك فيما قلت وأقول .. فاسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد ( الارهاب) الفلسطيني .. ناسين ان احتلال ارض الغير هو الارهاب بعينه .. فلو لم تخلق اسرائيل وتحتل فلسطين ما كان هنالك ارهاب ولا حتى تدريب على حمل السلاح .. واذا ما كان الامريكيون مقتنعون بان فلسطين هي ارض اسرائيل .. وان الرب وعدهم بها فيلعطوني دليلا واحدا على صدق ما قاله الرب ( هكذا ..) .. فاني اؤمن ان الله عادل .. فاذا ما اعترفوا بعدل الله وانه لا يجيز قتل الناس بالجملة او فرادى فان انتفاء الاحتلال واجب على الدولة الامريكية التي تتباكى على الانسان وفي الوقت نفسه تقوم بقتله ..بتزويد اسرائيل بالسلاح والمال والتأييد ومجلس الامن ومنظمات حقوق الانسان والمليارات التي تدر عليها من اموال الانسان الامريكي الذي يتعب ويشقى ويدفع الضريبة ثم تتحول تلك الضريبة الى سلاح في يد الاسرائيليين لقتل الفلسطينيين بل وابادتهم
واذا ما كنت اعتقد ان الامر سياسي وليس دينيا .. وجب على حكام امريكا بمجملهم ان ينظروا الى الامر نظرة سياسية فقط .. وان يبتعدوا عن تحوير الكلمات السماوية الى ما يناسب مقاسهم . هذا اولا .. اما ثانيا .. او ما يجعل اعتقادي راسخا بان الامر سياسي وليس دينيا .. هو ان امريكا قامت على التطهير العرقي ضد الهنود الحمر .. فجاء اليها من جاء من اقاصي الارض لاقامة دولة قوية على جثث الضحايا من اصحاب البلاد الاصليين .. ثم ارادت امريكا ( بعظمتها ) تطبيق تلك التجربة على اسرائيل التي تقوم حاليا بتطهير عرقي ضد الفلسطينيين للتشبث بالارض واحتلالها .. ظانين ان نجاح التجربة الامريكية يمكن ان تطبق على اسرائيل .. فقد نجحت امريكا .. ويجب ان تنجح اسرائيل .. حتى لو كان نجاحها على جثث الضحايا . ونسيت امريكا ان بقايا الهنود الحمر تبناهم النظام السياسي الامريكي فاغدق عليهم من ( خيراته ) فنسوا وطنهم الاصلي واندمجوا في الدولة الامريكية طمعا في الدولار والحياة المرفهه .. فباعوا ارضهم وحياتهم ورفاهيتهم ونظام حكمهم بارخص الاثمان .. حتى لم يعد لهم ذكر الا في الكتب القديمه ..
اما الفلسطينيون .. فقد استمدوا بطولاتهم وعنادهم في عدم الرضوخ للاحتلال من دينهم وتراثهم وثقافتهم معتبرين ان احتلال ارضهم وهم على قيد الحياة عارا وجب محوه .. وهكذا ترون انهم يودعون الحياة باسم الشهادة فرحين مستبشرين لا يهمهم في ذلك قوة اسرائيل وقوة امريكا بل وقوة هذا الكون ان اجتمع ضدهم وفي قرارة انفسهم يعلمون انه الحق . واني لاعتقد انهم في النهاية منتصرون ..
وقياسا على هذا الامر وصحته .. لا يمكن للتطهير العرقي الذي يمارس ضد الفلسطينيين ان ينهي نضالهم لعودة اراضيهم لاحضانهم .. فالعائلة الفلسطينية ( رغم فقرها) تجد مستوى اعداد العائلة فيها من اعلى الدرجات في هذا العالم .. فكل بيت فلسطيني يحوي بين جنباته ليس اقل من عشرة افراد من الابناء والبنات .. يربيهم رب البيت على عدم الذل والخضوع للاحتلال . هذه هي الثقافة الفلسطينية التي لا يمكن مهما ابتعد الزمان او قرب الا ان يظل البيت فيها هو المدرسة الاولى في الكبرياء .. وفي الوقت نفسه لا يقدمون مثل الجبناء على قتل المدنيين من اليهود .. لان دينهم يمنعهم من ذلك .. انهم يقاتلون من يقاتلونهم فقط .. فاليهودي عندهم له حق العيش مثلما هو الفلسطيني سواء بسواء .. اما المحتلون ممن يحملون السلاح فذلك موضوع آخر..
انني اضحك وابكي معا .. عندما ارى واسمع الكثير من رجال الكونغرس الامريكي يريدون محو حماس او الفلسطينيين بالمجمل من خارطة هذا العالم .. بحجة حق اسرائيل في الدفاع عن مواطنيها .. وهم بذلك ينسون ان للفلسطينيين الحق ايضا في الدفاع عن انفسهم . مع الفارق بان اسرائيل طارئة لملمت نفسها من بقاع الارض لاحتلال فلسطين .. اما الفلسطينيون فهم ملح الارض التي كونتهم وكونوها عبر الاف السنين .. فامتزجت ثقافتهم بطين اراضيهم وبنت اجسادهم منها حتى غدوا شوكة في حلق من يريدون لهم الفناء .. وتلك مقولة ليست شعرا نلقيه على مسامع الامريكيين سواء كانوا مؤيدين او معارضين .. ولكنها الحقيقة التي ظهرت مثل القمر في السماء لا تشوبه شائبه .. ان بعضهم يموت .. وآخرون يعيشون .. وآخرون ايضا يسوحون في الارض بحثا عمن يرفد عائلاتهم في الوطن الفلسطيني .. والخلاصة انهم سيعيشون في اراضيهم يزرعونها ويفلحونها عبر العصور القادمة .. بعد اجلاء المستعمرين الصهاينة الذين جاءوا طارئين اليها .. انها سنة الحياة . وبمثل ذلك .. فان الكثير من اعضاء الكونغرس الامريكي اصبحوا ( شخشيخة ) في يد اسرائيل تديرهم كيفما شاءت .. بحيث لا ينجحون الا اذا امتدت اليهم يد الصهاينة بالمال والتأييد .. ولذا فانك تجد في كل عشرة منهم واحدا نشازا .. فتسعة يؤيدون اسرائيل .. وواحد يؤيد على خجل حق الفلسطينيين في الحياة . ولا يغرنكم دعوة الرئيس الامريكي الحالي لافطار في رمضان بالبيت الابيض .. فقد وازن بين المجرم والضحية بدعوته السفير الاسرائيلي لذلك الافطار .. ولذلك فانه يتحمل بعض الوزر في قتل الفلسطينيين بالقنابل التي تصب على رؤوسهم كالمطر .. وليس لهم من ذنب الا انهم فلسطينيون فقط ..
لقد قال احدهم نكتة عندما سمع في الاخبار دعوة السفير الاسرائيلي للافطار قائلا : يبدو ان السفير قد صام في ذلك اليوم .. حتى يقبل على الطعام بشهية فيظن من حضر الوليمة انه قد اسلم حديثا .. فيا لها من مهزلة .
ومع كل ما كتبت .. فاني اؤمن بان الانسان الامريكي سوف يستفيق في مقبل الشهور او السنوات القادمه .. لكي يعلم بعضه انه كان على خطأ .. وان الحياة هي الابقى .. اما الموت .. ومن يسرعون اليه الخطى باستخدام ادوات الدمار .. فانه النشاز الذي سوف ينمحي من هذا العالم .. لكي نصل الى مرحلة يعيش فيها الذئب مع الغنم .. دون ان يأكلها .. وان الاجيال القادمة لمنتظرة بعد ان يذهب مجرموا الحرب الى الجحيم ..
واني لموقن ان دفة السفينة تميل ببطء نحو الحق الفلسطيني .. ليس لحسن اخلاق في الادارة الامريكية .. واقتناعها بان الفلسطينيين هم مثل باقي شعوب هذا العالم مطلوب لهم ان يعيشوا ويتناسلوا .. ولكن لان بوادر التوازن العسكري الاستراتيجي قد ظهر في الافق .. ولا نملك الا ان نقول .. وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله .. وتصبحون على هوية وطن .