نجيب محفوظ... في الذكرى الثانية لرحيله

نجيب محفوظ... في الذكرى الثانية لرحيله

ياسين سليماني

[email protected]

صُدم العرب قبل أيّام برحيل العملاق محمود درويش ، ومن قبله يوسف شاهين وعبد الوهاب المسيري ، رحل الثلاثة واحدا بعد الآخر ، أحدهم في يونيو ، الثاني في يوليو والثالث في أغسطس أغسطس هذا الذي يذكّرنا كلّما وصل برحيل أديب العرب الكبير نجيب محفوظ الوحيد من العرب والمسلم الأوّل الذي نال جائزة نوبل في الأدب  .

الأرض العربيّة الغارقة إلى الأذنين في شتّى المشاكل والعاهات أكيد أنّها لن تأتي بواحد يعطي عشر ما أعطاه محفوظ ، ذلك الذي عاش كبيرا ومات كبيرا.

ولد نجيب محفوظ بمصر عام 1911 ودرس الفلسفة ، غير أنّه توجّه إلى الأدب تاركا رسالة الماجستير التي بدأ تحضيرها .

كتب عشرات القصص والروايات وكانت " أولاد حارتنا " العمل الذي أثار الكثير من ردود الأفعال والتي كان أعنفها محاولة الاغتيال التي تعرّض لها عام 1994 من بعض الجماعات الأصوليّة وهي المحاولة التي رقد بسببها في المستشفى طويلا بسبب ضربة سكّين في العنق. وهو الذي قال "عشت حياتي في مكتبي ولا أرى الدنيا إلاّ يومي الخميس والجمعة"

ترجمت أعماله إلى الكثير من اللّغات وحوّل بعضها إلى مسلسلات تلفزيونيّة وأفلام سينمائية ، وهو الذي كتب للسينما بعض السيناريوهات .

بعد نيله لجائزة نوبل عام 1988 ظهرت موجة من الاهتمام العالمي بالأدب العربي فكان محفوظ سببا مباشرا لترجمة الكثير من الأعمال الأدبيّة العربيّة إلى اللّغات الأخرى.

لا أحد يدّعي حبّ الأدب أو الثقافة دون أن يقرأ " الحرافيش" ، "الرجل المحترم" ، "خمّارة القط الأسود" وعشرا غيرها.

هذا وتتكفّل الجامعة الأمريكيّة بالقاهرة بجميع الطبعات الخاصّة بمؤلّفات محفوظ خاصّة إلى اللّغات الغير عربيّة وقد تتلمذ على كتاباته الكثير من الأدباء.

ينتمي نجيب محفوظ إلى سلالة الخالدين الذين لا يستطيع الموت النّيل من ذكراهم ، فكلّ يوم هناك الآلاف من القرّاء يقرؤون له ، وكلّ يوم هناك الآلاف من المتفرّجين يجلسون لمشاهدة فيلم أو مسلسل من تأليفه ...

خسر الأدب بوفاته رجلا عظيما غير أنّ الأمنية الدائمة لدى كلّ عربيّ أن يأتي من يكمل الطريق الذي بدأه الراحل.