كلمة عن المنهج
قام عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بحفظ سورة البقرة في ثماني سنوات لاستغراقه في المعرفة والفهم([2]) أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع لم يكن معروفاً عن الصحابة والتابعين وقد يرجع إلى زمن ظهور المعتزلة عندما خاض البعض في علم الكلام ويغلب على ظن الباحث أن علم الكلام بقي في جوهره العام حتى عام 500 هـ إسلامياً بحتاً. وبعد هذا شابته عناصر يونانية ومزج بالعلوم الفلسفية، فلم يوافق فقهاء المسلمين على هذا المزج وقاوموه مقاومة عنيفة واعتبروا من قام بهذا العمل مبتدعة.
عندما نتكلم عن الأمة الإسلامية فنحن عندئذ نتكلم عن الإسلام المقَّوم الأعظم لهذه الأمة، وقد حال الإسلام دون الأبحاث الميتافيزيقية (فيما وراء الطبيعة) لسببين رئيسيين هما:
الأول : قصور العقل الإنساني عن التوصل إلى شيء في ذاته. ويغلب على ظن الباحث أن الوحي لم يكشف عنها للنبي e ويؤكده قوله صلوات الله وسلامه عليه:
«لا يزال الناس يسألونك عن العلم حتى يقولوا هذا الله خلقنا فمن خلق الله»([4]).
ويقول الدكتور/ عماد الدين خليل «.. من الضروري التفريق بين العلم ومكتسبات العلم، فالعلم وسيلة تكنيكية للتحضر، أما فلسفة العلم حجر لطاقات الإنسان وقصر لليقين على الملاصق الملموس ولكي يصل الإنسان إلى إنسانيته الكامل عليه أن يرفض فلسفة العلم دون أن يتخلى عن مكتسبات العلم»([6]).
وقد أخبر الله عز شأنه بأنه قد أكمل الدين، قال تعالى: )الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً(([8]). وكم حذرنا علماء الإسلام من خطورة الفكر الاستشراقي(
([2])د. مصطفى حلمي، قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي، مرجع سبق ذكره، ص94.
([4])د. علي سامي النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، القاهرة، النهضة المصرية، ص7-11، 1954.
([6])سورة المائدة، 67.
([8])د. مصطفى حلمي، قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي، مرجع سبق ذكره، ص35.
([9])نذكر منهم أ. مالك بن نبي، د. عدنان محمد الوزان، د. البهي الخولي، أ. محمود محمد شاكر وغيرهم.