ويكون الفتح المبين..
محمد أحمد الراشد
على الرغم من عمق الألم، ما زال قلبي تسكنه السكينة والطمأنينة والثقة بأن آخر هذه المحنة سيتمحض لصالحنا، ويخسأ الفسقة والطغاة وتعود الشرعية، ويوم تكون الانتخابات حرة بلا تزوير فإن الفوز الجديد سيكون ساحقاً وبنسبة مئوية عالية غير معهودة في التاريخ السياسي، وسيكون فرج بعد الشدة، وفرح بعد الحزن، وستقترب الجماعات الإسلامية من بعضها البعض أكثر وأكثر وتسود بين القادة جميعاً محبة وتفاهم، ومثل ذلك بين الأعضاء.
وسيكون التحاق الملايين من المواطنين بمحاضن التربية الإيمانية ومجالس العلم الشرعي وفعاليات الإصلاح الاجتماعي، ويكون نماء التيار الإسلامي إلى ثلاثة أمثاله وأكثر، وربما إلى عشرة أمثاله، لأن الانتصار وظرف الحرية سيطلقان الطاقات من عقالها وقيودها، ويتقدم الدعاة كقادة للجمهور، فتنتعش الأنفس، وتنتقى الأفكار، وتتوضح الوجهة، ويزيد الإيمان، وتتأجج العواطف الجهادية، فيكون كل ذلك هو المقدمة للمعركة الأخيرة مع يهود، وتزول إسرائيل.
ومن غباء قادة الصهيونية: أنهم حرّشوا العلمانيين وأنفقوا عليهم لإسقاط الرئيس مرسي، ولم يفطنوا إلى أن السقوط الوقتي سيؤدي إلى مسلسل الصمود الإسلامي اللاحق الذي ينتهي إلى جهاد يذهب بدولته، ووالله إني أكاد أقرأ ذلك، وأفهم من المسيرة القدرية الربانية إشارات تجتمع لتقنعني بأن الله سيعصف بالباطل داخل مصر، ثم تكون مصر قدوة لأقطار كثيرة تحرر من الطغاة ثم يكون التنادي للجهاد على سنة إسلامية واضحة، وتحت قيادات مخلصة وواعية، وراية إسلامية خضراء تزينها حروف (الله أكبر) ويكون الفتح المبين وربما كان ذلك في سنة 2022 الميلادية بعد ثماني سنوات من الآن أو تسع – بإذن الله تعالى – كما أوضحت ذلك في كتاباتي ومحاضراتي سابقاً، بقرينة خبر في (التلمود) لعله نبوءة من بقايا كلام أنبياء بني إسرائيل التي لم تحرف، وجعلوا علامة ذلك أن زوال إسرائيل سيكون بعد ست وسبعين سنة قمرية من تأسيسها حين يكون مذنب (هالي) في القمر في أبعد نقطة له عن الشمس، مما سيكون في السنة المذكورة كما هو الحساب الفلكي الدقيق، وفي كتاب الأستاذ بسام جرار عن (زوال إسرائيل) تفاصيل عن قرائن ترجح ذلك.
واكتشف الشيخ السفر الحوالي تفسير أحد أنبياء بني إسرائيل في التلمود لرؤيا رآها الملك البابلي نبوخذ نصر، مؤداه أن زوال دولة إسرائيل سيكون في سنة 2012 وقد مرت السنة ولم تزل إسرائيل، والجمع بين الروايتين عندي أن بدء اليقظة والتحرر الإسلامي سيكون في سنة 2012م وعلامة ذلك ثبات غزة ووفرة صواريخها وكثرة جندها وشبكة أنفاقها تحت الأرض، ثم يتأكد ويتواصل الصمود الإسلامي في كل البلاد، ثم تكون المعركة الحاسمة سنة 2022م والله أعلم,
وعندي أن مسيرة الحرية الحاضرة وانتباهة المسلمين المعاصرة هي القرينة على أن عمل الإسلاميين سيتطور خلال عشر سنوات لينتهي إلى استرداد الأرض المقدسة بإذن الله العلي القدير.