يا حسرة على العباد
صباحكم خير و صحة وعافية للجميع ..
عداد الزمن بقي فيه الساعات القليلة وينتهي رمضان الرحمة ... ويدخل العيد إلى حلب والناس عطشى من قطع المياه عن حلب واﻵمال يائسة لمن هجر بيته بتهديد الرصاص أو الصواريخ أو براميل الموت وها هي اليوم القلوب جريحة لمن كان حياته قبل خمس سنوات عامرة بالنعم والسعادة وﻻ يعلم قيمتها فعيد اليوم بحلب جروح تنزف وقلوب تستغيث : هناك شباب مظلومين داخل السجون لهم أمهات تبكي وأطفال تنتظر ؟ فكلما أقرأ عبارات بتهنئة العيد أتذكر المظلومين والمقهورين الذين : ﻻيعلم بهم إﻻ الله وهم يعانون ما يعانون ... صلة اﻷرحام ضاعت وعقوق الوالدين كثرت والنزاعات إستفحلت بين المسلمين ؟ فأين المصلحين بصدق ..... في كثير من الأحيان نتعامل مع ضميرنا بقاعدة،،،( أرضيك لأخدعك )
نهجر الوالدين ، ونتجاهل وحدتهم وحاجاتهم وعجزهم واشتياقهم ، ثم نزورهم آخر الأسبوع ، لنتناول عندهم الغداء ونرمي عليهم الأبناء ..فقط لنرضي ضميرنا ..( أرضيك لأخدعك )
نبخل ، ونقتّر ، ونخاف على الدرهم ، وننسى حقوق المسكين والفقير واليتيم ، ثم تأتينا حالة الكرم فجأة ، فنكدّس الملابس القديمة في الأكياس لنتخلص منها بحجة التبرع .. فقط لنرضي ضميرنا( أرضيك لأخدعك )
ننسى الأصحاب والأحباب ،و نغيب عن حياتهم ، وظروفهم ،وأفراحهم وأحزانهم ، ،ثم نرسل لهم رسالة على الهاتف تقول( جمعة مباركة ) مع أنها بدعه فقط لنرضي ضميرنا ..( أرضيك لأخدعك )
نقضي الساعات تلو الساعات نأكل في لحوم الآخرين ، نغتاب ونفضح العيوب ، ونستمتع في كشف الأستار ، حتى إذا ما انتهينا .. تنهدنا بعمق وقلنا : ستر الله علينا و عليهم .. فقط لنرضي ضميرنا( أرضيك لأخدعك )
نقصر في تربية الأبناء ، نجهل مشاكلهم واحتياجاتهم ، نغيب عن عيونهم وعن أحضانهم وعن حكاياتهم ، ثم ندخل عليهم بلعبة إلكترونية وبعض الهدايا .. فقط لنرضي ضميرنا( أرضيك لأخدعك )
نحملق في المشهد الخليع ،ونستغرق في متابعة الأغنية السافرة و المسلسل الهابط ،،ثم بعد أن ننتهي .. يتمتم لساننا بــ.. أستغفر الله العظيم .. فقط لنرضي ضميرنا ..( أرضيك لأخدعك )
ما أكثر ما نخدع ضميرنا ،ونتعامل معه كالمريض الذي نعطيه حقنة مخدر ليرتاح فترة ،،بينما مرضه لا يزال مستشريا في الجسد ..فلـننتبه .. قبل أن تزداد جرعات التخدير .. فيموت الضمير !! .....
يارب بحق هذه اﻷيام المباركة أرنا الحق حقآ وارزقنا تطبيقه وحببنا فيه وإصرف عن المسلمين الحكام الظلمة وأعوان الظالمين وتولى يارب أمرنا واهدي مسيئنا وأصلح أبنائنا إنك القوي والقادر والرحمن الرحيم..
وسوم: العدد 625