إلى الدب الروسي (الدبّ دب، والكَيُّ آخِرُ الطبّ)
وأخيراً دخل الدب الروسي سورية محارباً شعبنا السوري الأبي ، مشتركا مع الفرس الظالم ، والعلويّ الأظلم ، وكلهم وبكل صفاقة يقاتلون شعباً مدنياً أعزل لا يملك حتى ولا سكيناً يدافع بها عن نفسه .. إنما هو تخريب البيوت ، وهدم الشوارع ، والقضاء على المؤسسات ، وطمس الآثار ، وحرق الأشجار ، والعدوان على الإنسانية من حيث هي إنسانية ، والقضاء على سورية من حيث هي سورية .
وسورية رغم أنوفهم صامدة مستعينة بالله وحده . والتاريخ شاهد أن سورية ما رامها على مر التاريخ ظلم إلا خرجت منه منتصرةً ناشرةً للعدل ، تنادي بالحرية وتنشر الثقافة . هذه هي الشام ، فبها عم الإسلام العالم ، وانتشرت الثقافة، وكانت أوربة بنهضتها الحديثة العلمية والصناعية .
دمشق مثقفةُ الشعوب وأستاذُ الأمم ، ومربي الأجيال ومعلم الدنيا. وستبقى عزيزةً قوية برغم العالَم الحاقد من شرق وغرب وروس وفرس ، بل ودول عربية وحكام عرب ، وبعض الشعوب العربية الماجنة التي أعمتها الدنيا وزينتها ، فلا تهمها كرامةٌ ولا حرية ، وقد ركعت للعدو ودانت له ، باحثة عن شهواتها وأغراضها، وتُقيم رغم المآسي التي تحيط بالعرب والمسلمين حفلات الرقص والغناء والمجون ، وقد فتحت بعض الدول العربية لكل صفيق أبوابها يعبث في بلادها وفي عقول شعبها كما يشاء، وإذا كانت الأجسام تنفلج والفلج شديد فإن الشعور ينفلج أيضاً ، وفلَجُه أشدّ .
هذه روسيا دخلت سورية بطائراتها ودباباتها وأسلحتها الثقيلة، وضربت وقتلت وعاثت، فماذا فعل العرب وماذا كان من مسؤوليهم؟؟ لا شيء .. وكلٌّ يغنّي على ليلاه ، وكأنهم جلسوا على الكراسي ليسمنوا ويُثْروا ويُسلِّموا البلاد ويشردوا الشعوب .
أُفٍّ أف أف وألفُ أفّ !!! يا ويحهم !! ما أظلمهم لأنفسهم حين يرقصون على أشلاء الشعوب مفتخرين بتبعيتهم للعدو الغاشم! .
أيها الحكام العرب السامدون ، ماذا تنتظرون ؟ هل تنتظرون أندلساً أخرى ؟؟ أما يكفي ما حل بنا في فلسطين ؟؟ ماذا تنتظرون ؟؟
ها هي القدس تُقَسّم ، وها هي سورية تقسّم تحت سمعكم وبصركم ، وها هي العراق تقسم ، وها هي الشعوب العربية والإسلامية تمزقت . ضاع الدين والخلق والوجدان ، وقُتل الناس وسالت الدماء أنهاراً وأنتم صم بكم عمي ، فماذا تنتظرون ؟؟
اعلموا أن العدو الذي تتقربون منه اليوم سيقتلكم غدا (إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون) وقد كفر من كفر منكم وضاعت شرعيته .
أيتها الشعوب العربية ، أيها الثوار السوريون ، أيها الشعب السني في العراق وفي سورية ، أيها المسلمون ! قوموا جميعاً على أمشاط أرجلكم متحدين والنصر لكم .
أمّا أنتِ يا روسيا ، وأنتَ يا بوتن، فسيكون خزيكم وقتلكم وهزيمتكم في سورية .. وإن غداً لِناظره قريب..
وما أنتم ولا من جاء بكم ولا من عاضَدكم ولا المنافقون ولا الأمركيون من ورائكم إلا قبضةُ حصىً في قدر الله .
أيتها الشعوب المعذبة في فلسطين ، في غزة ، في العراق ، في سورية ، في اليمن ، في كل مكان من أرض المسلمين اصبروا اصبروا ؛ فالعاقبة لكم .
ندم البغاة ولات ساعةَ مَنْدَمِ والبغيُ مرتعُ مبتغيهِ وخيمُ
هذه دمشق أم التاريخ، ولا تاريخ إلا بدمشق.. هل علمتَ أيها الدب الروسي!!
وسوم: 636