أيها السوريون يجب أن تموتوا .. وتُشردوا !!! هكذا يقول العالم!!!
إن ثورتكم التي قمتم بها قبل أربع سنوات ونيف للمطالبة بالحرية ، والعزة ، والكرامة ، قد أزعجت دول العالم أجمع ، العربية والأعجمية ، الشرقية والغربية ، القريبة والبعيدة ، الغنية والفقيرة !!!
لقد أحدثتم رعباً ، وخوفاً ، وهلعاً لا مثيل له ، لدى أنظمة العالم !!!
وازداد الخوف منكم أكثر . . وأكثر !!!
حينما صمدتم ، وأصررتم على التحرر الكامل ، من الإحتلال النصيري ، الشيعي ، الفارسي .. الروسي ورفضتم أي حلول إستسلامية ، أو ما يسمى تصالحية مع الأسد !!!
إن العالم كله أصبح يكرهكم .. ويمقتكم .. ويتضايق من ثورتكم .. ويود القضاء عليها .. وإطفاء جذوتها بأي شكل من الأشكال .. وإعادتكم إلى حظيرة العبودية للأسد !!!
لأنه هو النظام الأمثل .. والأفضل .. والأقدر على إخضاع الشعوب .. والسيطرة عليها .. واستعبادها !!!
وهو الأضمن للعالم ، ليعيش في هناءة وسرور .. وأمان وسلام .. من ثورات الشعوب المزعجة !!!
فضاقت بكم البلدان المجاورة ، بعد أن بلغ عدد النازحين ، واللاجئين منكم الملايين ، فأقفلوا الحدود في وجوهكم ، وأنقصوا الإعانات ، والمساعدات لكم !!!
لأنكم
قد هددتم عروشاً كثيرة بالسقوط ، فاصبحوا حذرين ، متوجسين من سماع صوتكم ، خائفين من انتقال عدوى ثورتكم ، إلى شعوب العالم الأخرى !!!
لقد زعزعتم بثورتكم ، الإستقرار الوطني ، والسلم الأهلي ، لدى شعوب المنطقة ، فأصبحتم مكروهين ، مبغوضين ، ملعونين ، مطرودين ، مطاردين ، ممنوعين من دخول دول العالم ، إلا بشق الأنفس ، والإحتيال ، وولوج الأبواب الخلفية !!!
وأصبح موظف جوازات الحدود ، في دول العالم – إلا القليل النادر جداً - حينما يقابلكم ، ويستلم جوازكم السوري ، ترتعش يداه ، وهو ينظر إليه ، وترتعد فرائصه ، ويصفر وجهه ، ويكاد يُغمى عليه ، وهو يقلب صفحاته ، ويتهدج صوته ، ويملأ قلبه الرعب ، والخوف ، أن يكون صاحب هذا الجواز ، يحمل في بطنه متفجرات ، أو حزاماً ناسفاً ، فيرمي بالجواز في وجه صاحبه صائحاً : أنت سوري .. ممنوع من الدخول .. انقلع !!!
ولكن إذا كان هذا السوري المبغوض ، المكروه ، يحمل في جيوبه ، وحقائبه ، القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، فحينئذ يتغير الموقف ، فينحني له الموظف ، احتراماً ، وتعظيماً ، ويضرب له سلاماً ، ويعطيه تأشيرة الدخول فوراً ، ودون أي تأخير !!!
بل حتى أن أحدهم من الدول الغنية ، لم يستح ، أو يخجل من الإعلان ، والتصريح لوسائل الإعلام على الملأ أجمع ، وبصراحة متناهية ، أن بلده غنية ، وتكاليف المعيشة فيها غالية ، ولذلك لا يمكن قبول أي لاجئ ، أو مهاجر سوري !!!
ونسي ، أو تناسى هذا السيد ، أن دولاً أوروبية ، لا تربطها بالسوريين أي رابطة ، إلا الرابطة الإنسانية ، وأنها غنية أكثر من بلده ، وتكاليف المعيشة فيها ، أكثر غلاء من بلده ، وأبعد مسافة من بلده ، ومع ذلك ، فتحت أبوابها ، لاستقبال المهاجرين السوريين ، وأمنت لهم بيوتاً ، ومرتباً شهرياً ، وأعطتهم الإقامة بدون مَنٍ ولا أذى !!!
وتناسى أيضاً أن أجداده كانوا يدخلون الأرض السورية ، هرباً من الجوع ، والقحط ، بدون أي تأشيرة ، ولا قيود ، ولا حواجز ، ويعملون ، ويكسبون ، ويتاجرون ، ويتملكون ما يشاؤون من العقارات ، ويدخل أبناؤهم المدارس ، والجامعات بكل فروعها ، دون قيد ولا شرط ، ولا تمييز كأي طالب سوري ، وحصلوا على الجنسية السورية ، كأي سوري أصيل ، ولا يزال أحفاد كثير منهم مستقرين فيها إلى اليوم !!!
وبالرغم مما قدمه السوريون من أعطيات كثيرة ، على مدار التاريخ ، واستقبلوا شعوباً متنوعة الأديان والأعراق على أرضهم ، وفي بيوتهم ، عن طيب خاطر ، وبدون أي اشتراطات ، ولا منٍ .
إلا أنه قد :
مل العالم من السوريين ، واستاؤوا من عنادهم ، وإصرارهم ، وثباتهم ، فحكموا عليهم بالموت بحراً ، وجواً ، وأرضاً طالما أنهم لا يقبلون ، الخضوع لرغباتهم ، بالتصالح مع الطاغية الأسد !!!
ولذلك أخذوا يحرضون فئة ضد الأخرى ، ويمدونها بالمال والسلاح ، لتقوم بتصفية ، ومحاربة الفئات الأخرى ، ولتطول الحرب ، ويزداد القتل ، والخراب ، والتدمير .. على أمل أن يمل السوريون .. ويتعبوا من هذه الحرب الضروس .. فيستسلموا .. ويخضعوا لرغباتهم !!!
وما علم هؤلاء البؤساء .. أن السوريين .. على عجرهم وبجرهم .. وسيئاتهم وحسناتهم .. وتشرذمهم وتفرقهم .. هم أعند .. وأصلب شعوب الأرض طراً .. ولا يتوقفون عن شيء بدؤوه .. حتى يحققوا ما يريدون .. مهما طال الطريق .. واشتدت الصعاب .. وكثرت العقبات .
فهل سيدرك السوريون المقاتلون على الأرض ، أن أعداءهم ، يريدون منهم أن يقتلوا بعضهم بعضاً ، بحجج سخيفة ، هزيلة ، مثل محاربة الفئات المتشددة ، والمتطرفة ، وينشغلوا عن قتال العدو الأساسي ، الأسد وأعوانه الشيعة الفارسية ؟؟؟!!!
وهل سيدرك السوريون ، أنه لا أحد في العالم يريد لهم النصر ؟؟؟!!!
وأن كل ما يشاع في وسائل الإعلام ، ليست إلا ملهاة ، وتخرصات ، وأكاذيب ، وتصريحات جوفاء ، وضحك على الذقون ، وخداع ، وتضليل ، لا طائل وراءه !!!
وأنه إذا حصل النصر – وهو حاصل بإذن الله ولو كره المارقون .. والماكرون – فلن يحصل إلا على أيدي المقاتلين المجتمعين كلهم تحت راية واحدة .
راية التوحيد .. التي أعزت المسلمين قديماً .. ومكنت لدين الله في الأرض .. وعلى مدار التاريخ ..
والتي بها الآن .. سيتحقق النصر .. والفوز المبين . . بإذن الله الواحد القهار .
وحينئذ سيكون يوماً حزيناً .. كئيباً .. أسود على الطواغيت !!!
وسيكون نذير شر مستطير على المستبدين .. والدكتاتوريين .. لأنه حصل رغم أنوفهم .. ورغم كيدهم .. ومكرهم .. وإن كان مكرهم ، لتزول منه الجبال !!!
ويومئذٍ:
يفرح المؤمنون بنصر الله .. ويشفي صدورهم .
ويُعلن ميلاد الإنسان الحر على هذه الأرض من جديد .
وسوم: 638