ثَقَافةُ المُسْلِمِ
ما هي التربية المطلوبة لثقافة السلام ..؟ لابد أولاً من التأكيد على عدة منطلقات مما ينبغي أن تكون أساساً لبناء ثقافة السلام لدى الأجيال البشرية كافة وهي:السلام اسم الله..العدل والسلام هما أصل العلاقة الآمنة بين الناس ومجتمعاتٍ..احترام الأخوة الإنسانية..إجلال قدسية حياة الإنسان وكرامته وحريته..صون قدسية ممتلكات الإنسان وخصوصياته..حفظ سلامة البيئة وعدم إفسادها..هذه المنطلقات السالفة الذكر ينبغي أن تكون أساس بناء ثقافة كل إنسان سوي..والمسلم أولى بها دون سواه من البشر..لأنه يؤمن بالله ورسله ورسالة السلام والرحمة والأخوة..التي بعث بها رب الناس للناس كافة..عبر الأنبياء والرسل على مر الزمان والمكان..حتى ختمت برسول البشرية جمعاء لقوله تعالى:"قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ"إن الإيمان بِكتب الله ورسالاته واحترام خصوصيات أتباع الرسالات والشرائع الربانية..لهو أساس صحة إيمان المسلم..ومنطلق راشد لتوجهاته الذهنية والوجدانية..وهي القاعدة الراسخة لبناء ثقافته وتأصيل مقومات معرفته..وإشادة صروح نظرته للكون والحياة والآخر بكل تنوعاته وانتماءاته..أجل مثل هذه النظرة الشمولية الإيجابية لطبيعة حركة الكون المادية والحيوية..وبمثل هذا التكامل في الفهم لحقيقة العلاقة الفاعلة الآمنة بين مكونات الحياة لإقامة الحياة..هو ما ينبغي أن يكون الأساس المتين لثقافة المسلم..ليكون المسلمون كما يؤكد لهم ربهم جلَّ شأنه:"كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"تعمل لبناء ثقافة السلام والرحمة والحب والتعايش العادل والآمن بين الناس.
وسوم: 640